وزيرة الدفاع الفرنسية تؤكد استعداد بلادها لتعزيز قدرات الجيش اللبناني

الرئيس ميشال عون خلال استقباله الوزيرة بارلي (أ.ف.ب)
الرئيس ميشال عون خلال استقباله الوزيرة بارلي (أ.ف.ب)
TT

وزيرة الدفاع الفرنسية تؤكد استعداد بلادها لتعزيز قدرات الجيش اللبناني

الرئيس ميشال عون خلال استقباله الوزيرة بارلي (أ.ف.ب)
الرئيس ميشال عون خلال استقباله الوزيرة بارلي (أ.ف.ب)

جالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي على المسؤولين اللبنانيين مجددة استعداد بلادها لتعزيز قدرات الجيش اللبناني، فيما كشفت مصادر في وزارة الدفاع اللبنانية أن الزيارة فتحت الباب أمام تحريك قرض لشراء مروحيات وبوارج لحماية المنطقة البحرية الاقتصادية بعد توضيح «التباس» مع الفرنسيين.
والتقت الوزيرة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري، على رأس وفد عسكري في حضور السفير الفرنسي برونو فوشيه، حيث كان بحث في التعاون بين البلدين وخصوصا في مجالات التعاون العسكري.
وأشاد الرئيس عون خلال اللقاء مع بارلي بعلاقات الصداقة والتعاون التي تربط بين لبنان وفرنسا، مؤكدا الرغبة بتعزيزها في المجالات كافة، ومنوها بالدعم الذي تقدمه فرنسا للجيش اللبناني وبمشاركتها في القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل).
وخلال اللقاء الذي حضره وزير الدفاع إلياس بوصعب أكد عون التزام لبنان قرار مجلس الأمن الرقم 1701، لافتا إلى أن الوضع مستقر على الحدود اللبنانية الجنوبية في وقت تستمر الاتصالات للبدء بمفاوضات لترسيم الحدود البحرية والتي تتولى الولايات المتحدة عبر السفير ديفيد ساترفيلد تقريب وجهات النظر بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي لمباشرة التفاوض بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وشدد على أن لبنان متمسك بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم من دون انتظار الحل السياسي للأزمة السورية، لا سيما أن القسم الأكبر من الأراضي السورية بات مستقرا والتوتر محصور في منطقة لا تشكل سوى 10 في المائة. ولفت عون الوزيرة الفرنسية إلى أن عمليات إعادة النازحين السوريين الراغبين في العودة من لبنان إلى سوريا مستمرة وبلغ عدد العائدين نحو 300 ألف نازح، لم تتبلغ السطات اللبنانية بتعرضهم لأي تضييق أو ضغوط بعد عودتهم. كذلك، شدد عون على قدرة لبنان على التفاوض مباشرة مع السلطات السورية لاستمرار انسياب عودة النازحين، مستغربا إصرار المجتمع الدولي على عدم المساهمة في هذه العودة، وعدم تجاوب الأمم المتحدة مع طلب لبنان تقديم مساعدات عينية للنازحين العائدين إلى بلادهم، وذلك بهدف تشجيعهم على العودة.
إلى ذلك، قالت مصادر وزير الدفاع لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة بارلي تأتي في إطار بحث تفاصيل قرض روما 2 الذي يهدف إلى تعزيز قدرات القوات الجوية والبحرية اللبنانية، وأشارت المصادر إلى «أن المبلغ يقدّر بـ400 مليون يورو لتسليح الجيش اللبناني» وكشفت المصادر أن «الفرنسيين كانوا يعتبرون أن هناك تأخيراً من اللبنانيين فيما خصّ الإجراءات المطلوبة لصرف القرض وبدء عملية التسليف»، وأوضحت أن التأخير كان ناجما عن عدم وضوح الإجراءات التي يجب أن تكون متخذة، وقالت مصادر وزارة الدفاع إن «مناقشة القرض تبدأ بوزارة الدفاع باعتبارها المعني الأول والجيش اللبناني الذي يضع الشروط الفنية ومتطلباته وحاجاته، قبل الانتقال إلى وزارة المال التي تقوم بالتفاوض المالي فيما بعد بتكليف من مجلس الوزراء».
وعن القروض أكدت مصادر وزارة الدفاع «أنها قروض ميسّرة لتسليح الجيش وشراء بوارج حربية ومروحيات لحماية المنطقة الاقتصادية في البحر إلى جانب حماية منصات الغاز والبترول». وتم الاتفاق على «توقيع الاتفاقية المناسبة للجيش اللبناني والتمويل المطلوب لبدء الإجراءات لشراء المعدات والتمويل سيتم في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن تجهز كل الأمور».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».