مصر: بدء تطبيق منظومة «التأمين الصحي» الجديدة

رئيس الوزراء تعهد برعاية «عالية المستوى»

TT

مصر: بدء تطبيق منظومة «التأمين الصحي» الجديدة

أطلقت الحكومة المصرية، أمس، أولى مراحل التشغيل التجريبي لمنظومة «التأمين الصحي» في محافظة بورسعيد، التي تستهدف في نحو مليون مستفيد في بدايتها، فيما تتحمل خزانة الدولة «الاشتراكات عن غير القادرين».
وتعول مصر على المنظومة الجديدة في تحقيق طفرة بالقطاع الذي واجه مشكلات كثيرة؛ أبرزها «العجز في عدد الأطباء»، وتتركز شكاوى المصريين المتعاملين مع القطاع الطبي الرسمي على «تدني جودة الخدمات المقدمة، خصوصاً للمشتركين بمنظومة التأمين الصحي».
وتعهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال فعاليات مؤتمر إعلان تطبيق المنظومة الجديدة، أمس، بأن تكون مستويات الرعاية وفق «أعلى مستوى»، وقال إنها ستشمل في محافظة بورسعيد «11 مستشفى (عام وتخصصي)، و32 وحدة ومركزاً صحياً». ونوه رئيس الوزراء بضرورة توفير التمويل اللازم لتشغيل المنظومة، والذي يعتمد على «التزام الدولة بتوفير موارد مالية، وأخرى يتم تحصيلها، واشتراكات المواطنين»، وقال: «إن من حق المواطن على الدولة تقديم الخدمة على أعلى مستوى، والتزام المواطنين بالاشتراكات الخاصة بالتأمين الصحي أمر مهم لاستمرار المنظومة».
وتضع الحكومة خطة طويلة الأمد لتطبيق المشروع الذي يمتد لمدة 15 سنة لتشمل تغطيته المحافظات المصرية كافة عن طريق إدراج مجموعة من المحافظات تباعاً في 6 مراحل متتالية.
وشرح مدبولي، أن «التشغيل التجريبي بمحافظة بورسعيد سيستمر لمدة شهرين، لتفادي الأخطاء التي سيتم تداركها في باقي المحافظات»، وكذلك أفادت وزيرة الصحة، هالة زياد أنه «سيكون هناك مرحلة تجريبية لمنظومة التأمين الصحي عند البدء في كل محافظة يتم العمل بها وهي مرحلة خاصة بتسجيل الأسر، وأن الأسرة غير القادرة ستدفع الدولة عنها اشتراكاتها».
وتقدر تكلفة تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع بـ1.8 مليار جنيه مصري (الدولار يساوي 16.6 جنيه)، التي تشمل 5 محافظات ذات كثافة سكانية منخفضة هي: بورسعيد، وجنوب وشمال سيناء، والإسماعيلية والسويس.
وتعمل وزارات مصرية عدة ضمن فريق تنفيذ مشروع «التأمين الصحي» بخلاف وزارة الصحة، ومنها: «المالية، والتعليم العالي، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإنتاج الحربي»
وقالت وزارة المالية، في بيان، أمس، بمناسبة بدء تشغيل المنظومة تجريبياً، إن المشروع «يوفر الحماية الطبية والمالية، ويغطي الأسرة بالكامل، عكس ما كان يحدث في الماضي بشكل فردي، سواء كانت الأسرة قادرة أم من مستحقي دعم الدولة وتتحمل عنها الاشتراكات، وذلك كتجسيد فعلي لنظم الحماية الاجتماعية».
واعتبرت أن هذا النظام «سيكون نموذجاً لزيادة الإنتاجية وتخفيض لنسبة المرض والفقر في مصر»، وشرحت أنه «تم اعتماد أسعار تقديم الخدمات سواء قدمت الخدمات من القطاع الخاص والحكومة والجامعات، فضلاً عن اعتماد معايير غير القادرين كما تم تحديد طرق الدفع واعتماد نظم وإجراءات السفر للعلاج بالخارج للحالات التي تعثر علاجها بالداخل». من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء المصري إن «برنامج (تكافل وكرامة) الذي تنفذه الحكومة أسهم في تقليل نسبة الفقر في محافظات الصعيد وتم رصد أن نسبة الفقر تراجعت من 60 في المائة إلى 40 في المائة‏». وأشار مدبولي، إلى أنه «من المقرر بانتهاء العام الجاري أن تكون الحكومة قد انتهت من تطوير كافة المناطق غير الآمنة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.