السلطة تفرج بعد تدخل أميركي عن رجل أعمال شارك في «ورشة المنامة»

TT

السلطة تفرج بعد تدخل أميركي عن رجل أعمال شارك في «ورشة المنامة»

أفرجت السلطة الفلسطينية عن رجل الأعمال صلاح أبو ميالة، بعد اعتقاله بسبب مشاركته في «ورشة المنامة» الاقتصادية التي قاطعتها السلطة.
وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إن الإفراج عن أبو ميالة تم بعد خطاب أرسلته السفارة الأميركية، وحمل صيغة تهديدية. وأكدت مصادر فلسطينية وأسرة أبو ميالة الإفراج عنه أمس.
وأفيد بأن أبو ميالة عاد إلى بيته مباشرة في مدينة الخليل في الضفة الغربية، بخلاف رجال أعمال آخرين شاركوا في «ورشة المنامة»، توجهوا إلى مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية خشية اعتقالهم.
كانت السلطة اعتقلت أبو ميالة مساء الجمعة، فيما حاولت اعتقال زملاء آخرين له شاركوا في الورشة الاقتصادية. وحاولت السلطة اعتقال أشرف الجعبري، وهو رجل أعمال مقرب من السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، وأول من أعلن مشاركته في «الورشة» متحدياً قرار السلطة بالمقاطعة، لكنها فشلت في اعتقاله.
وتتهم السلطة، رجال الأعمال الذين شاركوا في «الورشة»، بمخالفات مالية وضريبية، وتقول إن بعضهم مطلوب للقضاء. وكان مسؤولون في السلطة مقربون من الرئيس الفلسطيني محمود عباس حذروا أي فلسطيني يشارك في «ورشة المنامة» باعتباره «عميلاً» للأميركيين والإسرائيليين.
وترفض السلطة الفلسطينية التعامل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، منذ ديسمبر (كانون الأول) 2017، عندما اعترف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ورفضت سلفاً الخطة الأميركية للسلام، وورشتها الاقتصادية، وجميع مخرجاتها.
وعلى الرغم من أن السفارة الأميركية لدى إسرائيل لم تعلق على الفور على إطلاق سراح أبو ميالة (كما لم تعلق على اعتقاله)، فقد أعرب مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، عن سروره لإطلاق سراح الرجل. وقال غرينبلات، في تغريدة له عبر «تويتر»، «إننا مسرورون لأن السلطة الفلسطينية أطلقت سراح الفلسطيني الذي اعتقلته بعد مشاركته في ورشة السلام إلى الازدهار». وأضاف: «نحن نتطلع إلى مواصلة حديثنا مع كل من حضر ورشة العمل، وأي شخص آخر يريد مستقبلاً أفضل للفلسطينيين».
ولم تعقب السلطة على الفور على اعتقال أبو ميالة، كما لم تعقب على اعتقاله. وتتجنب السلطة، كما يبدو، إبداء موقف علني في هذه القضية بسبب المسوغات القانونية حول اعتقال أشخاص شاركوا في مؤتمر اقتصادي، والإحراج الذي يمكن أن يسببه ذلك لعلاقتها مع الدول التي شاركت في «الورشة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.