افتتاح «قمة العشرين» بالدعوة إلى «الانسجام» في مواجهة «الحمائية»

اللقاءات الثنائية في أوساكا تسرق الأضواء من البرنامج الرسمي... وترمب يغازل بوتين ويخفف اللهجة مع الصين عشية لقائه شي

الرئيسان بوتين وترمب خلال لقاء على هامش قمة أوساكا (إ.ب.أ)
الرئيسان بوتين وترمب خلال لقاء على هامش قمة أوساكا (إ.ب.أ)
TT

افتتاح «قمة العشرين» بالدعوة إلى «الانسجام» في مواجهة «الحمائية»

الرئيسان بوتين وترمب خلال لقاء على هامش قمة أوساكا (إ.ب.أ)
الرئيسان بوتين وترمب خلال لقاء على هامش قمة أوساكا (إ.ب.أ)

سرقت اللقاءات الثنائية بين القادة المشاركين في «قمة العشرين» المنعقدة في أوساكا، أمس، الأضواء من جدول الأعمال الرسمي المخصص لمناقشة ملفات اقتصادية لا تقل تحديات التوافق عليها عن القضايا الاستراتيجية الكبرى بين الحاضرين. وتبادل القادة تصريحات خففت من وطأة التوتر الذي كان سائداً عشية انعقاد القمة مع حصول اختراقات ثنائية بين متخاصمين، لكن الأنظار تتجه اليوم إلـى قمة الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جينبينغ على أمل الوصول إلى هدنة لـ«الحرب التجارية» بين البلدين.

- بوتين - ماي
بين آخر اختراقات الاجتماعات الثنائية في اليوم الأول للقمة، لقاء رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث حضته على «الكف عن أعمال زعزعة الاستقرار التي تهدد المملكة المتحدة وحلفاءها. وخلافاً لذلك، فلن يكون هناك تطبيع للعلاقات الثنائية»، بحسب بيان رسمي بريطاني.
كان ذلك الاجتماع هو الأول بين بوتين وماي منذ تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في عام 2018 على الأراضي البريطانية. وقال مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» إن زيارات غير علنية بين البلدين وخصوصاً من الطرف البريطاني مهدت لهذا الاجتماع.
وخلال لقائها مع بوتين، أكدت ماي أن لديها «أدلة دامغة على أن روسيا تقف خلف الاعتداء» على سكريبال (وابنته يوليا). وأعلنت ماي أن لندن «منفتحة على احتمال تغيير في العلاقة، لكن لتحقيق ذلك على الحكومة الروسية أن تختار سبيلاً مختلفاً».
وحرصت لندن على التأكيد في وقت سابق على أن هذا اللقاء لا يشكل تطبيعاً للعلاقات مع روسيا.

- ترمب - بوتين
لم يكن لقاء ترمب مع بوتين مفاجئاً في ضوء اجتماع رؤساء مجالس الأمن القومي في أميركا وإسرائيل وروسيا في القدس الأسبوع الماضي وزيارة وزير الخارجية مايك بومبيو إلى سوتشي ولقاء بوتين الشهر الماضي. لكن اللافت أن الانتقادات التي وجهها ترمب عشية «قمة العشرين» إلى أكثر من جهة لم تشمل روسيا أو بوتين، إضافة إلى ملاحظة الدفء بين الرئيسين الأميركي والروسي.
وقبيل الصورة التقليدية لزعماء «مجموعة العشرين»، صباح أمس، صعد ترمب إلى المنبر وهو يسير إلى جانب بوتين، متبادلاً معه أطراف الحديث ومربتاً على ظهره. وبعد ذلك، ألقى ترمب دعابة على صلة باتهام روسيا بالتدخل الروسي في الانتخابات التي أوصلته للسلطة، فيما تتواصل التحقيقات البرلمانية في الولايات المتحدة حول علاقات حملة الرئيس الانتخابية في عام 2016 مع روسيا. وسئل ترمب عما إذا كان سيطلب من نظيره الروسي عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2020 التي ترشح إليها ترمب رسمياً. فاستدار ترمب إلى بوتين وعلى وجهه ابتسامة ساخرة، وقال: «لا تدخّل في الانتخابات أيها الرئيس»، ثم كرر «لا تدخّل»، ملوحاً بسبابته. فابتسم بوتين، وهو يسمع الترجمة.
وخلال لقائه الأخير مع نظيره الروسي في هلسنكي في يوليو (تموز) العام الماضي، تعرض ترمب لانتقادات شديدة في الولايات المتحدة حيث اعتبر أنه اعتمد لهجة تصالحية للغاية.
وإذ نوه ترمب بعلاقاته {الجيدة جداً وإنه شرف كبير لي أن أكون مع الرئيس بوتين»، أعلن مستشار الكرملين أن الرئيس الروسي دعا نظيره الأميركي خلال اللقاء إلى زيارة روسيا في مايو (أيار) 2020 في مناسبة الاحتفالات بالذكرى الخامسة والسبعين للانتصار في الحرب العالمية الثانية.
من جهته، قال بوتين «مضى وقت طويل لم نلتق خلاله»، مشيراً إلى أن إدارتي البلدين «عملتا كثيراً» في هذه الأثناء. وبحسب مصدر دبلوماسي غربي، تبادل ترمب وبوتين الآراء حول العلاقات الثنائية ونتائج اجتماع القدس الغربية، إضافة إلى الملف السوري والمقترح الأميركي لحل الأزمة بما في ذلك «تقليص النفوذ الإيراني» وملف إيران عموماً.

- لقاءان ثلاثيان
وعقد أمس لقاءان ثلاثيان، ضم الأول ترمب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وآخر ضم بوتين وشي ومودي. وتناول الأول العلاقات الثلاثية اقتصادياً وعسكرياً ومساعي آبي للتوسط بين أميركا من جهة وكل من الهند والصين من جهة أخرى.
وقال بوتين خلال الاجتماع الثلاثي مع شي ومودي: «العمل معاً يأتي بفوائد واضحة سواء من وجهة نظر تطوير أو تقوية العلاقات مباشرة بين دولنا، ومن حيث مساهمة دولنا في حل المشكلات الدولية والإقليمية الحادة». وأضاف: «موقف روسيا والهند والصين حيال معظم القضايا الدولية متقارب ومتطابق ونعمل معاً من أجل الاستقرار الاستراتيجي».
وتابع بوتين أن روسيا والصين والهند «ملتزمة حماية المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية، بما فيها احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى». وذكر: «تبذل الدول الثلاث جهوداً مشتركة لتعزيز الاستقرار العالمي ومكافحة تهديد الإرهاب والتطرف والجريمة المرتبطة بالمخدرات والجرائم الإلكترونية. وبالتالي فهي تضع الأساس لإنشاء بنية أمنية متساوية في أوروبا».

- انسجام ياباني وهدوء أميركي
ودعا آبي في افتتاح «قمة العشرين» إلى «الانسجام» بحسب العصر الجديد الذي دخلته البلاد بعد تسلم الإمبراطور الجديد أكيهيتو وبدء عهد جديد باسم «الانسجام الجميل». وقال آبي: «أهلاً بكم في أوساكا. آمل في أن نتوصل معاً إلى انسجام جيد في أوساكا».
ووقف آبي محاطاً من جهة بالرئيس الصيني ومن الأخرى بالرئيس الأميركي، طرفي الحرب التجارية المستعرة حالياً، ودعا آبي إلى «إيجاد قواسم مشتركة بدل التركيز على المواجهات».
وربما يكون ترمب قد تلقّف الرسالة. فقد أطلق تصريحات تصالحية وأظهر ودية كبيرة بعد سلسلة هجمات أطلقها مؤخراً. فقد نوه الرئيس الأميركي بـ«المصانع الرائعة» التي بناها صانعو السيارات اليابانيون في الولايات المتحدة، بعدما كان انتقد علناً اعتماد اليابان عسكرياً على الولايات المتحدة. وأعرب ترمب عن رغبته في التوصل إلى «تفاهم» مع الهند التي ينتقد سياستها التجارية. كذلك وصف ترمب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها «امرأة رائعة»، وذلك خلال لقاء ثنائي، بعدما كان قد اتّهم ألمانيا بأنها شريك «مقصر» في الإنفاق في حلف شمال الأطلسي.

- ترمب - شي
وقال ترمب أمس إنه يتوقّع عقد لقاء «بناء» مع نظيره الصيني اليوم بعد إعلانه أول من أمس أن «اقتصاد الصين ينهار، ويريدون إبرام اتفاق».
وتهدد واشنطن بفرض رسوم جمركية على كل السلع الصينية التي تستوردها الولايات المتحدة وهو ما سيشكل نقطة لا عودة في نزاع تجاري وتكنولوجي بين العملاقين. وأعلن مسؤول صيني أن «الأحادية والحمائية والمضايقات تتزايد؛ ما يشكل تهديداً خطيراً». ويرى خبراء أن الفرص ضئيلة للتوصل إلى اتفاق خلال قمة العشرين، معتبرين أن أقصى ما يمكن تحقيقه هو هدنة تحول دون فرض واشنطن رسوما جمركية مشددة جديدة وتمنع المزيد من التصعيد. وقال دبلوماسيون غربيون لـ«الشرق الأوسط» إن الطرفين الأميركي والصيني يبحثان مسودة إعلان يتضمن إعلان هدنة لستة أشهر، بحيث يكون ذلك بمثابة برنامج زمني للتوصل إلى اتفاق قبل العودة إلى الحرب التجارية في حال فشل المفاوضات. لكن حتى هذا الاحتمال ليس مضموناً. وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن بكين تطالب واشنطن مسبقاً بالتخلي عن منع الشركات الأميركية من التعامل مع مجموعة «هواوي» الصينية للاتصالات التي تعتبرها واشنطن خطرا على أمنها القومي. وقال دبلوماسيون: «يجب تذكر أنه لا يمكن التنبؤ بموقف ترمب».
من جهتها، أعلنت بكين أن الحمائية و«أساليب المضايقة» تهدد النظام العالمي. والتقى شي ثلاثة رؤساء أفارقة هم رؤساء مصر عبد الفتاح السيسي وجنوب أفريقيا سيريل رامافوسا والسنغال ماكي سال، على هامش القمة، حيث «أشار جميع القادة في هذا الاجتماع إلى أن النهج الأحادي والحمائية وأساليب المضايقة في تزايد، ما يشكل خطراً كبيراً على العولمة الاقتصادية والنظام الدولي، وتحديات كبرى للبيئة الخارجية للدول النامية».
وتنتهي القمة بعد ظهر اليوم بجلسة ختامية، عقب لقاء بين بوتين وآبي وتوقيع اتفاقات استراتيجية بين اليابان وروسيا.

- إيران وتركيا
وشكل الملف الإيراني أحد المواضيع التي بحثت بين القادة في أوساكا. وقال ترمب إنه «لا داعي للعجلة» بما يتعلق بمسألة حل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران التي أثارت مخاوف من نشوب صراع عسكري. وأضاف: «نأمل بأن ينجح الأمر بنهاية المطاف. إذا نجح، فسيكون جيداً، وفي حال العكس، فإنكم ستسمعون بذلك».
وتطرق الرئيس الأميركي الأربعاء إلى إمكان اندلاع حرب مع إيران لا يتوقع «أن تطول كثيراً». لكنه أعرب في تصريحات عن أمله بـ«ألا يحصل ذلك».
إلى ذلك، يلتقي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على انفراد مع كل من ترمب وبوتين. وهو سيبحث التوتر مع واشنطن بسبب شراء منظومة «إس 400» الروسية وتهديد واشنطن بتجميد التعاون في مشروع طائرات «إف 35». ويتوقع أن تتناول المحادثات المنفردة مع ترمب «المنطقة الأمنية» شمال شرقي سوريا، ومع بوتين مستقبل اتفاق خفض التصعيد في إدلب شمال غربي سوريا.


مقالات ذات صلة

ترمب يستبعد جنوب إفريقيا من «قمة العشرين» في ميامي عام 2026

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يستبعد جنوب إفريقيا من «قمة العشرين» في ميامي عام 2026

أعلن دونالد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، أن جنوب إفريقيا لن تكون مدعوّة لحضور قمة مجموعة العشرين المقررة العام المقبل في ميامي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال جلسة اليوم الثاني لقمة قادة «مجموعة العشرين» (واس)

السعودية تؤكد التزامها بالعمل مع «العشرين» لمنظومة اقتصادية أكثر شمولاً وعدالة

أكدت السعودية، الأحد، التزامها بمواصلة العمل مع دول مجموعة العشرين لتعزيز منظومة اقتصادية أكثر شمولاً وعدالة واستدامة، تقوم على التعاون والابتكار وتكافؤ الفرص.

«الشرق الأوسط» (جوهانسبرغ)
أفريقيا جانب من الجلسة الختامية لقمة العشرين في جوهانسبرغ يوم 23 نوفمبر (حساب مجموعة العشرين على منصة إكس)

«قمة العشرين» تختتم أعمالها بتجديد الالتزام بالتعددية

اختتمت قمة مجموعة العشرين أعمالها في جنوب أفريقيا، الأحد، وسط غياب الولايات المتحدة التي ستتولى رئاسة المجموعة بعد جوهانسبرغ.

«الشرق الأوسط» (جوهانسبرغ)
الخليج وزير الخارجية السعودي ونظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الإسباني المستجدات الإقليمية والدولية

التقى الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الأحد، نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، وذلك على هامش اجتماع قمة قادة دول «مجموعة العشرين».

«الشرق الأوسط» (جوهانسبرغ)
الولايات المتحدة​ شعار مجموعة العشرين في مقر انعقاد قمة قادة المجموعة في جوهانسبرغ (ا.ف.ب)

واشنطن تتهم جنوب أفريقيا بتقويض المبادئ التأسيسية لمجموعة العشرين

قال البيت الأبيض اليوم السبت إن جنوب أفريقيا ترفض تسهيل الانتقال السلس لرئاستها لمجموعة العشرين لأكبر اقتصادات عالمية إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أستراليا تشدد الرقابة على خطاب الكراهية

طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

أستراليا تشدد الرقابة على خطاب الكراهية

طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الخميس، إجراءات جديدة لمكافحة معاداة السامية، تشمل تشريعات من شأنها «التضييق على أولئك الذين ينشرون الكراهية والانقسام والتطرف».

تأتي هذه الإجراءات بعد أيام من قيام مسلحين بفتح النار خلال احتفال بعيد «حانوكا» (الأنوار) على الشاطئ يوم الأحد؛ مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً، من بينهم طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات.

يُعرب الأهل والأصدقاء عن حزنهم العميق خلال نقل نعش تيبور ويتزن من مركز شاباد بوندي خلال جنازته وذلك بعد حادثة إطلاق النار التي وقعت خلال احتفال يهودي بعيد «حانوكا» (رويترز)

وقالت السلطات إن الرجلين كانا مدفوعين - على ما يبدو - بمعاداة السامية المستوحاة من تنظيم «داعش» الإرهابي. وفي مؤتمر صحافي، ذكر ألبانيز أن حكومته تعتزم سنَّ تشريعات جديدة لمكافحة خطاب الكراهية ومروجيه، بما في ذلك إجراءات تستهدف الوعاظ الذين يحرِّضون على العنف، وإدراج المنظمات التي يروِّّج قادتها للعنف أو الكراهية العنصرية في قوائم محددة. كما سيتم تغليظ العقوبات المفروضة على خطاب الكراهية. وأضاف أن وزير الشؤون الداخلية سيُمنح صلاحيات جديدة لإلغاء أو رفض تأشيرات الأشخاص الذين يُعدّون عرضة لنشر الكراهية والانقسام في أستراليا.

وأوضح ألبانيز أن أستراليا شهدت زيادةً في معاداة السامية والهجمات على مجتمعها اليهودي منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والحرب اللاحقة في غزة، قائلاً: «من الواضح أننا بحاجة إلى بذل مزيد لمكافحة هذه الآفة الخبيثة. مزيد للغاية». وفي الأيام التي أعقبت إطلاق النار في شاطئ بونداي، تعرَّض ألبانيز لضغوط متزايدة حول ما إذا كانت حكومته قد فعلت ما يكفي رداً على التحذيرات من تصاعد معاداة السامية الخطيرة في جميع أنحاء البلاد. وتحظر قوانين جرائم الكراهية الحالية في أستراليا الدعوة إلى العنف أو التهديد به ضد الأشخاص بناء على العرق أو الجنس أو الدين.

يغادر مايكل والد ماتيلدا البالغة من العمر 10 سنوات ضحية حادثة إطلاق النار في شاطئ بوندي بعد جنازتها في قاعة تشيفرا كاديشا التذكارية بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وفي فبراير (شباط) الماضي، واستجابة للمخاوف المتزايدة، أُضيفت مخالفات جديدة تشمل التهديد بإلحاق الضرر بأماكن العبادة، وزيادة العقوبات على عرض رموز النازية والمنظمات الإرهابية. ولم يتضح بعد بدقة ماهية السلوكيات أو الأقوال التي سوف يشملها التشريع الجديد، حيث لم تقدم الحكومة أمثلة محددة. إلا أن وزير الشؤون الداخلية، توني بيرك، صرح بأن التشريع سوف يستهدف الحالات التي يقف فيها الأفراد أو المنظمات «عند حدود القانون تماماً، لكنهم ينجحون في البقاء في الجانب القانوني منه (دون تجاوزه)». وأشار بيرك إلى أن التشريع الجديد سيخفض «العتبة القانونية» للمساءلة للأفراد الذين يستخدمون لغة «تجرّد الآخرين من إنسانيتهم بشكل واضح، وهي لغة غير مقبولة، ولا مكان لها في أستراليا، لكنها لم تصل تماماً إلى حد التحريض المباشر على العنف». وأكد أن المعيار نفسه سيطبَّق على المنظمات التي تتبنى سلوكاً أو فلسفة تثير الانقسام.


«داعش» يشيد بهجوم أستراليا ويصفه بالـ«مفخرة»

أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
TT

«داعش» يشيد بهجوم أستراليا ويصفه بالـ«مفخرة»

أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)

قال تنظيم «داعش» عبر قناته على تطبيق «تلغرام»، الخميس، إن مقتل 15 شخصاً خلال هجوم بالرصاص على احتفال بعيد يهودي على شاطئ بونداي في سيدني في أستراليا «مفخرة».

ولم يعلن التنظيم صراحةً مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع يوم الأحد.

وقُتل 15 شخصاً، يوم الأحد، في حادثة إطلاق نار استهدف احتفالاً يهودياً بعيد حانوكا على شاطئ بونداي في مدينة سيدني الأسترالية.

والحادثة هي أسوأ إطلاق نار جماعي في أستراليا منذ نحو 30 عاماً.

ونفّذ الهجوم رجل يُدعى ساجد أكرم (50 عاماً) وابنه نافد (24 عاماً). وقُتل الأب برصاص الشرطة، فيما كان لا يزال الابن يتلقى العلاج في المستشفى.

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد وتقتله. أما نافد الذي أُصيب برصاص الشرطة فنُقل إلى المستشفى في حالة غيبوبة. وقالت الشرطة الأسترالية الثلاثاء، إن السيارة التي استخدمها المسلحان، كانت تحتوي على عَلمين لتنظيم «داعش» بالإضافة إلى قنابل.

وقالت مفوضة الشرطة الاتحادية الأسترالية، كريسي باريت، الثلاثاء، إن إطلاق النار الجماعي الذي أودى بحياة 15 شخصاً على شاطئ بونداي في سيدني كان «هجوماً إرهابياً استُلهم من تنظيم داعش».


بابا الفاتيكان ينتقد توظيف الدين لتبرير العنف والنزعة القومية

البابا ليو الرابع عشر يخاطب الناس في ساحة القديس بطرس بمدينة الفاتيكان يوم 17 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
البابا ليو الرابع عشر يخاطب الناس في ساحة القديس بطرس بمدينة الفاتيكان يوم 17 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

بابا الفاتيكان ينتقد توظيف الدين لتبرير العنف والنزعة القومية

البابا ليو الرابع عشر يخاطب الناس في ساحة القديس بطرس بمدينة الفاتيكان يوم 17 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
البابا ليو الرابع عشر يخاطب الناس في ساحة القديس بطرس بمدينة الفاتيكان يوم 17 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

انتقد البابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان، اليوم الخميس، الزعماء السياسيين الذين يستغلون المعتقدات الدينية لتبرير الصراعات أو السياسات القومية، معتبراً ذلك خطيئة جسيمة وتجديفاً.

ولم يذكر البابا ليو، وهو أول بابا أميركي، أسماء قادة بعينهم في رسالته الصادرة قبل اليوم العالمي للسلام، الذي تحتفل به الكنيسة الكاثوليكية في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه دعا المؤمنين إلى مقاومة أي محاولات لاستغلال الدين في هذا السياق، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال البابا: «صار جزءاً متزايداً من المشهد المعاصر استخدام كلام الإيمان لتغذية الصراع السياسي، وتبرير القومية، وتبرير العنف والحرب باسم الدين. يجب على المؤمنين أن يعملوا بنشاط... لينددوا بطرق التجديف هذه».

البابا ليو الرابع عشر يخاطب الناس في ساحة القديس بطرس بمدينة الفاتيكان يوم 17 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وحذّر البابا ليو أيضاً من استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب في رسالته المكونة من أربع صفحات، التي تصدر سنوياً عن زعيم الكنيسة التي يبلغ عدد أتباعها 1.4 مليار شخص.

وتابع: «بدأت تتكون عملية تخفيف مسؤولية القادة السياسيين والعسكريين، بسبب الاعتماد المتزايد على الآلات لاتخاذ قرارات تؤثر في حياة البشر وموتهم».

وأضاف: «هذا يمثل خيانة غير مسبوقة ومدمرة للمبادئ القانونية والفلسفية الإنسانية التي تقوم عليها أي حضارة».

وفي الرسالة، عبّر البابا ليو أيضاً عن أسفه لزيادة الإنفاق العسكري، مستشهداً بأرقام من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام تفيد بأن الإنفاق العسكري العالمي زاد 9.4 في المائة في عام 2024، ليصل إلى ما مجموعه 2.7 تريليون دولار، أو 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وحذّر البابا ليو من «المنطق التصادمي الذي يهيمن الآن على السياسة العالمية، مما يشكل الجانب الأكثر شيوعاً لزعزعة الاستقرار في كوكبنا».