الحكم على المجندة الأميركية «أم نوتيلا» بالسجن 4 سنوات لمساعدتها «داعش»

نساء داعش - صورة أرشيفية
نساء داعش - صورة أرشيفية
TT

الحكم على المجندة الأميركية «أم نوتيلا» بالسجن 4 سنوات لمساعدتها «داعش»

نساء داعش - صورة أرشيفية
نساء داعش - صورة أرشيفية

أصدرت محكمة اتحادية أميركية قرارها بالحكم على مجندة أميركية تعرف باسم «أم نوتيلا» بالسجن أربع سنوات أول من أمس لقيامها بمساعدة «داعش». وأثار الحكم الذي يعد مخففا الكثير من الانتقادات حيث طالب مكتب المدعي العام في بروكلين بالحكم ضد المجندة الأميركية بالسجن ما بين 40 إلى خمسين عاما إلى السجن مدى الحياة. وقد قضت بالفعل 29 شهرا في السجن بما يعني أنها ستقضي سنة وسبعة أشهر فقط بالسجن كعقوبة.
وواجهت المجندة الأميركية التي تدعى سنمية أميرة سيزار (24 عاما) وهي من مواليد ولاية نيوغيرسي - تهما بالتآمر لتقديم الدعم المادي لمنظمة إرهابية أجنبية. وأشارت وثائق المحكمة الاتحادية بمقاطعة بروكلين بنيويورك أن سنمية سيزار تم اعتقالها في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016 في مطار كينيدي، بينما كانت تحاول مغادرة الولايات المتحدة، وأقرت بالذنب أنها رغبت في الانضمام لـ«داعش»، والسفر للانضمام للتنظيم الإرهابي والموت ضمن عملياته.
واعترفت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومنها «فيسبوك» للترويج لأفكار «داعش» وتجنيد المناصرين ومساعدتهم على السفر إلى الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم. واستخدمت اسما مستعارا هو «أم نوتيلا» على مواقع التواصل الاجتماعي.
واعترفت «أم نوتيلا» أنها أمدت مناصري «داعش» بمعلومات الاتصال بالأعضاء الناشطين في «داعش»، وتقول أوراق المحكمة إن أم نوتيلا قامت أيضا بتوصيل أحد أنصار «داعش» في الولايات المتحدة بأحد قادة «داعش» الذي شجعه على شن هجوم على الأراضي الأميركية.
وخلال نظر القضية طالب المدعي الأميركي ريتشارد دونوهيو من القاضي توقيع عقوبة السجن لمدة تتراوح ما بين 40 وخمسين عاما، وفقا للأحكام الفيدرالية الأميركية فيما يتعلق بالتهم الفيدرالية التي أقرت بها المجندة الأميركية، وهي تهم التآمر وتقديم الدعم المادي لمنظمة إرهابية أجنبية. وقال دونوهيو إنها اعترفت بتجنيد توصيل مناصرين لـ«داعش» بأعضاء في التنظيم الإرهابي من خلال استخدام منصات التواصل الاجتماعي وفيسبوك، وأشار المدعي العام إلى أن المجندة وافقت على التعاون مع الحكومة الأميركية إلا أنها خالفت قواعد هذا الاتفاق وعاودت الاتصال ببعض الأشخاص الذين تعرفت عليهم كأعضاء في «داعش».
وأشار إلى أنها استأنفت أيضا استخدام اسمها الحركي «أم نوتيلا» في اتصالاتها وحاولت إلغاء وإخفاء هذه الاتصالات عن أعين المحققين في مكتب التحقيقات الفيدرالي. في المقابل، طالب محامي الدفاع بالتساهل مع المجندة الأميركية، مشيرا إلى طفولتها المضطربة وتعرضها للاعتداء الجنسي وتنقلها بين عدة أسر قامت بتربيتها.
وبعد ثلاثة أيام متواصلة من جلسات الاستماع للقضية التي استمرت لعامين ونصف العام، برر قاضي المحكمة الأميركية جاك وينشتاين حكمه المخفف، وفقا لصحيفة «نيويورك بوست» بقوله: «من الواضح أن هذه الشابة تحتاج إلى علاج نفسي وتربوي وطبي جاد»، وأضاف: «هذا الحكم سينقذها كإنسانة».


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.