الأكتاف البارزة... بين القوة والأنوثة

من اتجاهات الموضة

من عرض «جون بول غوتييه» لربيع وصيف 2019  -  من تشكيلة «ألكسندر ماكوين» لخريف وشتاء 2019  -  من عروض «بالمان»
من عرض «جون بول غوتييه» لربيع وصيف 2019 - من تشكيلة «ألكسندر ماكوين» لخريف وشتاء 2019 - من عروض «بالمان»
TT

الأكتاف البارزة... بين القوة والأنوثة

من عرض «جون بول غوتييه» لربيع وصيف 2019  -  من تشكيلة «ألكسندر ماكوين» لخريف وشتاء 2019  -  من عروض «بالمان»
من عرض «جون بول غوتييه» لربيع وصيف 2019 - من تشكيلة «ألكسندر ماكوين» لخريف وشتاء 2019 - من عروض «بالمان»

هيمنت التفاصيل القوية الواضحة على مشهد الموضة هذا العام. لم تكن كلها من باب التجميل، بل تضمن بعضها رسائل نسوية تدعم قضايا، وتستحضر صيحات من حقب زمنية كانت شاهداً على مكاسب قوية حققتها على مدار التاريخ. الأكتاف البارزة واحدة من هذه الصيحات التي بدت وكأنها سلاح يجمع القوة بالأنوثة.
دار «بالمان» أكثر من ركب هذه الموجة، فقد ظهرت في عرضها لربيع وصيف 2019 مبالغاً فيها مع خصر نحيف. دار «غوتشي» أيضاً تبنته بتفاصيل أكثر نعومة، بحيث جعلته مقوساً بعض الشيء. أما علامة «مارك جاكوبس»، فضمت صيحة الأكتاف العريضة إلى تشكيلتها من خلال سترات رسمية لها طابع ذكوري لم يأخذ حدة تصاميم «بالمان» نفسها.
كذلك انضمت دار «سان لوران» إلى اتجاه الأكتاف البارزة من خلال تشكيلة خريف وشتاء 2019، لتنافس «بالمان» بتصاميم حادة. وقدم «ألكسندر ماكوين» تصاميم تحمل القوة والنعومة في أكتاف تمتد بطبقات من الساتان والجلد. أما علامة «إيزابيل مارنت»، فاعتمدت على تصميم الكسرات الممتدة للخارج، لتعطي المرأة شعوراً بالسلطة والسيطرة.
ولم يكن ظهور الأكتاف الدراماتيكية العريضة مفاجئاً لمتابعي حركة الموضة، فقد ظهرت في العام الماضي، ودخلت خزانة المرأة التي تريد تصاميم مفصلة على الجسم لتبرز رشاقته، وفي الوقت ذاته لافتة بتفاصيلها.
وبعد نجاح هذا الاتجاه، عاد هذا الموسم أكثر جرأة وإثارة، متمثلاً في أكتاف ممتدة للخارج وكأنها أجنحة.
وتقول مستشارة الموضة لمى زين الدين لـ«الشرق الأوسط» إن «اتجاهات الموضة تعيد نفسها، تقريباً كل ثلاثين أو أربعين عاماً، وصيحة الأكتاف البارزة تحديداً مستوحاة من حقبة الثمانينات التي كانت مستقاة بدورها من موضة الأربعينات، وتحديداً عندما اعتمدتها الممثلة الأميركية جوان كروفورد في تلك الحقبة».
وترى لمى أن «تقديم الأزياء الرسمية المفعمة بتفاصيل عملية مثل الأكتاف العريضة كان ردة فعل لدخول المرأة مجال العمل كبديل للرجل خلال الحرب العالمية».
وتعد حقبة الثمانينات هي الفترة التي كسرت المرأة فيها القيود لتدخل سوق العمل، وتنافس الرجل بكل قوتها. وتذكرنا لمي زين الدين بـ«المرأة الحديدية مارغريت ثاتشر، رئيسة وزراء المملكة المتحدة، التي تبنت هذا الاتجاه، كذلك أيقونة الموضة في ذلك الوقت الأميرة ديانا».
وبينما كانت مهمة الأكتاف البارزة في الصباح إضفاء القوة على المرأة، فإنها في المساء، ومن خلال فساتين الكوكتيل البراقة، والسترات المتلألئة بوميض الترتر، والشعر المنفوخ، كانت إضفاء الإثارة عليها.
وتشير لمى زين الدين إلى تأثير التغيرات الاقتصادية والسياسية على الموضة عموماً، وعلى ظهور هذه الصيحة خصوصاً، بقولها: «إن الأحداث تؤثر على المصممين، لهذا من الطبيعي أن نشهد عودة الأكتاف البارزة نظراً لقوة الحراك العالمي خلال العامين الماضيين للنساء اللواتي طالبن بالمساواة في مكان العمل، وفي الأجور، ووضع حد للتحرش».
وترى زين الدين أن «بالمان» و«سان لوران»، وغيرهما، وإن كانا هما أكثر المتبنين لهذه الصيحة، ليسا الوحيدين، فالمصمم اللبناني إيلي صعب مثلاً أدرج هذه الصيحة في تفاصيل تشكيلة ما قبل الخريف 2019، وكان ذكياً في توظيف هذه الأكتاف البارزة بسلاسة، بفضل تقنيات الخياطة الدقيقة التي أنقدتها من الوقوع في المبالغة. وتقدّر زين الدين أن هذه الصيحة لا تناسب الجميع، وأن هناك شروطاً كثيرة يجب التقيد بها، فهي مثلاً «لا تحتاج إلى جسم نحيل فقط، لكن يلزمها أكتاف نحيلة أيضاً».
وتضيف أن المبدأ في أي إطلالة «ليس جمال التصميم، أو رواج الصيحة، بل اختيار ما يناسب مقاييس الجسم، ويمنحه أبعاداً ونسباً متوازنة»، وتتابع أنه فيما تكون الأكمام المنفوخة أو المصممة بكسرات اختيارات مضمونة أكثر، فإن الأكتاف الصارمة القوية جداً تحتاج إلى دراية عالية وشخصية جريئة في الوقت ذاته.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.