دوافع يمينية متطرفة وراء قتل سياسي ألماني دافع عن اللاجئين

محققون ألمان يتفقدون مكان جريمة قتل رئيس مقاطعة كاسل في ولاية هسن أمس (إ.ب.أ)
محققون ألمان يتفقدون مكان جريمة قتل رئيس مقاطعة كاسل في ولاية هسن أمس (إ.ب.أ)
TT

دوافع يمينية متطرفة وراء قتل سياسي ألماني دافع عن اللاجئين

محققون ألمان يتفقدون مكان جريمة قتل رئيس مقاطعة كاسل في ولاية هسن أمس (إ.ب.أ)
محققون ألمان يتفقدون مكان جريمة قتل رئيس مقاطعة كاسل في ولاية هسن أمس (إ.ب.أ)

تأكد الرابط السياسي في مقتل رئيس مقاطعة كاسل في ولاية هسن الألمانية، فالتر لوبكي، الذي كان يتعرض منذ سنوات لتهديدات من اليمين المتطرف بسبب دفاعه عن اللاجئين.
وتسلم الادعاء الفيدرالي الألماني قضية مقتل لوبكي بعد اعتقال الشرطة لمشتبه به يدعى «شتيفان إ.»، يبلغ من العمر 45 عاماً، كان ناشطاً في أوساط اليمين المتطرف. وكان لوبكي، البالغ من العمر 65 عاماً، الذي ينتمي لـ«حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي»، وجد مقتولاً في حديقة منزله برصاصة في رأسه. وكان يعرف بتصريحاته المدافعة عن اللاجئين، ويعيش تحت حماية الشرطة، منذ سنوات، بسبب تعرضه لتهديدات بالقتل من قبل اليمين المتطرف.
وقال المتحدث باسم الادعاء العام، ماركس شميت، إن شتيفان متهم بقتل لوبكي عمداً برصاصة في رأسه. وأضاف أن محققين تمكنوا من العثور على أدلة في منزله تشير إلى تورطه مع جماعات متطرفة. ولكن لم يتمكن الادعاء من تحديد ما إذا كانت منظمة متطرفة إرهابية خلف عملية الاغتيال، أم إنها عملية نفذها شخص بمفرده.
ونقل موقع مجلة «دير شبيغل» أن المتهم كان على علاقة بجماعة من «النازيين الجدد» تدعى «كومبات 18» تعرف بدعوتها للعنف. ويدل رقم 1 على أول حرف من الأبجدية «أ»، والرقم 8 على الحرف الثامن في الأبجدية اللاتينية، وهو حرف «هـ»، وهما الحرفان الأولان من اسم أدولف هتلر.
ونقل الموقع أن أتباع هذه الخلية «يتبادلون السلاح، وينشرون التحريض، ويكتبون إرشادات لصنع قنابل»، وأضاف أن الخلية كانت على ارتباط بخلية أخرى تدعى «إن إس أو» مسؤولة عن قتل نحو 9 أشخاص من أصول مهاجرة بين عامي 2000 و2006، وافتضح أمرها عام 2011. وذكر موقع المجلة أيضاً أن المتهم كان ينشط في محيط «الحزب الوطني الديمقراطي» في ألمانيا، وهو حزب يميني متطرف اتهم أعضاء فيه بتنفيذ اعتداءات استهدفت ناشطين مؤيدين للاجئين وسياسيين من أصول مهاجرة في برلين؛ تراوحت بين تهديدات بالقتل إلى إحراق سياراتهم ومنازلهم.
ونقلت عدة وسائل إعلام ألمانية أن الشرطة ألقت القبض على المتهم بعد أن عثرت على آثار من حمضه النووي على ثياب السياسي المقتول. والمتهم، الذي تحفظت الصحف على ذكر اسمه الكامل، تجاوباً مع طلب من المحققين، معروف لدى الشرطة منذ سنوات بسبب تورطه في جرائم سابقة. وذكرت مجلة «تاغس شبيغل»، على موقعها، أنه تورط في التسعينيات في اعتداء بقنبلة على مركز للجوء، وقضى فترة في السجن بعد إدانته بالجريمة.
وفي عام 2009 اعتقل مرة جديدة إلى جانب نحو 400 عنصر من اليمين المتطرف من قبل شرطة دورتموند، بعد اعتدائهم على مظاهرة يسارية خرجت في عيد العمال في الأول من مايو (أيار). وحكم عليه حينها بالسجن لمدة 7 أشهر بتهمة العبث بالسلم الأهلي. وأدين لاحقاً، كذلك، بعدة جرائم تتعلق بارتكاب أعمال عنف ضد لاجئين وحيازة أسلحة غير قانونية وجرائم أخرى.
واستحوذت الشرطة على أجهزة كومبيوتر وهواتف ذكية وملفات من منزل المتهم. وقد عثرت على مجموعة من الأسلحة في منزله، ولكن ليس سلاح الجريمة، حسب «سودويتشه تزايتونتغ».
وكانت تعليقات ترحب بقتل لوبكي، نشرها مؤيدون لليمين المتطرف، على منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، تسببت في غضب واستنكار سياسي واسع.
وفيما حذرت الحكومة من التسرع بالاستنتاجات، دعا البعض في صفوف المعارضة إلى اتخاذ خطوات جدية لمكافحة اليمين المتطرف. وقال بنجامين شتراسر، سياسي من «حزب الليبراليين الديمقراطيين» المعارض، «منذ سنوات وتهديدات اليمين المتطرف لسياسيين وناشطين تتزايد، ولفترة طويلة رفضت الحكومة أن تكشف للبرلمان آلية تنظيم هذه الخلايا اليمينية المتطرفة». وأضاف: «نحن بحاجة إلى خطوات فعالة ضد تركيبة المنظمات الإرهابية اليمينية».
ورحبت وزيرة العدل كاتارينا بارلي، التي تنتمي لـ«الحزب الاشتراكي الديمقراطي»، بتسلم الادعاء العام القضية، وقالت إن ألمانيا تعلمت الدرس من جرائم «إن إس أو»، وتصرفت بسرعة. وسببت حينها جرائم تلك الخلية صدمة لدى تكشفها، خصوصاً بسبب عدم كشف الشرطة جرائمها لسنوات طويلة.
وكان شتيفان سايبرت، المتحدث باسم المستشارة أنجيلا ميركل، دعا لـ«التريث»، ريثما يوضح المحققون حيثيات الجريمة، وقال: «لا يجب أن نقفز للاستنتاجات، وفي هذه المرحلة ما نحتاج إليه ليس تقييماً سياسياً»، بل توضيحاً لأسباب مقتل لوبكي. وحذر كذلك مسؤولين في وزارة الداخلية من القفز للاستنتاجات، ودعا للتريث بانتظار نتائج التحقيقات.
وفي «البوندستاع» دعت أحزاب المعارضة «الخضر» و«الليبراليين الديمقراطيين» و«دي لينكا» إلى اجتماع للجنة الأمن الداخلي لمناقشة القضية.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».