موسم جدة يبرز مواهب الإخراج المسرحي للسعوديات

تخصيص أربعة مسارح لعرض الأعمال

مشاهد من مسرحية الدائرة المستقيمة
مشاهد من مسرحية الدائرة المستقيمة
TT

موسم جدة يبرز مواهب الإخراج المسرحي للسعوديات

مشاهد من مسرحية الدائرة المستقيمة
مشاهد من مسرحية الدائرة المستقيمة

اجتمع عشاق المسرح على عتبة تاريخية في موسم جدة، لمشاهدة مسرحية «شارع العزوة» التي تم إعداد هذه المسرحية التفاعلية قبل 100 عام، للإبحار في رحلة تاريخية عبر الزمن، حيث يمثل البطل حقبة زمنية غابت عن الكثير وحضرت على المسرح كشاهد لتقاليد وتراث منطقة تاريخية ذات طابع مختلف.
وتقول، لنا كامل مخرجة المسرحية لـ«الشرق الأوسط» إنها استعانت بفريق عمل سعودي بالكامل مكون من 60 فرداً جميعهم من أبناء بيئة البلد ولهم جذور ممتدة فيها، حيث تؤصل المسرحية عادات أهل جدة التاريخية قديماً بما فيها من تراحم أسري وعلاقات اجتماعية وثيقة، تعرضها في مسرحية «شارع العزوة» التي تعرض 4 مرات يومياً طوال فعاليات موسم جدة.
بينما تطرح شخصيات مسرحية «الدائرة المستقيمة» المقامة في ساحة التعبير، الكثير من الرمزية التي تناقش مواضيع عميقة في عرض مسرحي تعبيري تجريدي يشعل الكثير من الاستفهامات للجمهور، وتعيش الشقيقتان «روح» و«نفس» التي تعيش إحداهما في الغد وتعيش الأخرى في الماضي معضلة وجودهما في الواقع الذي يحاول والدهما جاهداً إيقاظهما من أحلامهما التي غيبتهما عن اللحظة الحقيقية.
وتقول مخرجة المسرحية فاطمة بنوي لـ«الشرق الأوسط»: «تعاملت مع النص بشكل تعبيري، وسمحت لنفسي بالتحرر من الإطارات المسرحية والغوص في المسرح التعبيري لكسر الرتابة واللعب مع فكرة الزمن، مع إدخال الأزياء غير الواقعية والألوان المفاجئة والحركة المسرحية المواكبة لهذه الفكرة، وكان طريقا جميلا للعب من خلاله بسبب رمزية النص الذي كان من تأليف أمل الحربي وتمثيل طاقم عمل سعودي بالكامل».
وخُصصت أربعة مسارح لعرض الأعمال المسرحية والفنية في جدة التاريخية وهي مسرح الشارح ومسرح زاوية 97 والمسرح المعاصر والمسرح الغنائي، ومنطقة ساحة التعبير، ويمثّل موسم جدة التاريخية احتفاءً شعبياً واسعاً بالمركز التاريخي للمدينة وتراثه العريق، وترسم الفنون والتقنيات الحديثة ملامح هذا الاحتفاء وتجسّده رحلة بصرية فريدة تثري تجربة الزوار وتغمر حواسهم بالتاريخ الغني لمنطقة جدة التاريخية ونبض عقود من التراث والثقافة، وذلك بخمسة عروض رئيسية تشمل الفن والثقافة والطعام والترفيه والتسوق.


مقالات ذات صلة

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

يوميات الشرق أبطال أحد العروض المسرحية ضمن فعاليات مهرجان المسرح الكوميدي في بنغازي (وال)

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

بعد انقطاع 12 عاماً، عادت مدينة بنغازي (شرق ليبيا) للبحث عن الضحكة، عبر احتضان دورة جديدة من مهرجان المسرح الكوميدي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.