مهرجان الأوبرا الصيفي يجتذب آلاف المشاهدين بالقاهرة

بحفلات غنائية وفنية كاملة العدد

جانب من حفل علي الحجار بالمسرح المكشوف (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من حفل علي الحجار بالمسرح المكشوف (وزارة الثقافة المصرية)
TT

مهرجان الأوبرا الصيفي يجتذب آلاف المشاهدين بالقاهرة

جانب من حفل علي الحجار بالمسرح المكشوف (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من حفل علي الحجار بالمسرح المكشوف (وزارة الثقافة المصرية)

تجتذب عروض المهرجان الصيفي لدار الأوبرا المصرية على المسرح المكشوف، آلاف المشاهدين يومياً، حيث تم إعلان معظم عروض المهرجان كاملة العدد منذ انطلاقها. وافتتح فريق «مسار إجباري» فعاليات المهرجان الأربعاء الماضي، وقدم عدداً من أشهر أعماله الخاصة منها «طريق تاني»، و«للحزن أصول»، و«مساومات»، و«فاكرة»، و«برنس»، و«بقيت حاوي»، و«مفيش حاجة»، و«كانت هتفرق»، وغيرها. وتأسس فريق مسار إجباري عام 2005. واشتهر بتقديم أعمال تتناول القضايا الاجتماعية المعاصرة، من خلال مزج موسيقى البلوز والروك والجاز مع الموسيقى الشرقية، وقدم عدة أعمال لاقت نجاحاً جماهيرياً كبيراً في مصر، وعددا من المهرجانات الدولية في مالطا، وإيطاليا، وتركيا، ومقدونيا، والكويت، والإمارات العربية، وتنزانيا، وتم تكريمه في أبريل (نيسان) 2011 بمقر مؤسسة اليونيسكو بالعاصمة الفرنسية باريس.
وقال محمد منير، المستشار الإعلامي بوزارة الثقافة المصرية، لـ«الشرق الأوسط»: «النشاط الصيفي لدار الأوبرا المصرية بدأ في منتصف شهر يونيو (حزيران) الحالي، وينتهي في بداية شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، ويضم عروضاً على المسرح المكشوف بالقاهرة، وأوبرا الإسكندرية ودمنهور، بجانب مهرجان القلعة للموسيقى والغناء».
وأضاف: «عروض المسرح المكشوف المتواصلة بالأوبرا حالياً، تشهد تنوعاً غنائياً وحضورا جماهيرياً كبيراً من فئة الشباب، لا سيما بعد تقديم فرق غنائية وموسيقية شبابية بالمهرجان، مع بعض مطربي جيل الوسط وجيل الكبار من الفنانين المصريين البارزين».
وثمّن منير تفاعل الجمهور مع الحفلات والمطربين ودرجة الرقي في التعامل، قائلاً: «حفلة علي الحجار تحولت إلى ملحمة وطنية بعد غناء الحجار أغاني وطنية مصرية، بجانب أغنياته الشهيرة». ولفت إلى أن عروض مهرجان الأوبرا تعد تمهيداً جيداً ومثمراً قبيل انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها مصر الشهر الحالي، خاصة أن أسعار التذاكر تعد رمزية وملائمة لجميع الفئات المصرية.
في السياق نفسه، أحيا الفنان المصري، تامر عاشور، مساء أول من أمس، حفلاً غنائياً، كامل العدد، في ثالث ليالي مهرجان الأوبرا الصيفي، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها عاشور بالمهرجان. وبدأ عاشور حفله بأغنية «ده حكاية» من أحدث ألبوماته الغنائية «أيام»، كما قدم عدداً من أشهر أغنياته بين القديم والحديث منها (افترقنا، أنا راجع، قولوله سماح، هاجي على نفسي، بيت كبير، أنا باستسلم، كلموها عني، قالولي نسيك، ذكريات كدابة، أنت اخترت، ما تختلفيش، ما شوفناش خير، في بالي، أيام) واختتم الحفل بأغنية «تسلم».
ويقام مهرجان الأوبرا الصيفي خلال الفترة من 12 إلى 20 يونيو الحالي، بمشاركة عدد من الفنانين أبرزهم، علي الحجار، ونسمة محجوب، وكارمن سليمان، ومحمد الشرنوبي، وهشام خرما، بالإضافة إلى عدد من الفرق الغنائية من بينها «مسار إجباري»، و«وسط البلد»، و«تكسير شرقي».
وتتميز عروض المهرجان الصيفي، بتنوع مضمونها وتوجيهها للشباب من مختلف الأعمار، حيث تقام حفلات متميزة لعدد من الفرق ونجوم الغناء، عبر إعداد برنامج متميز للمهرجان الذي يتواصل أيضاً بمدينتي الإسكندرية ودمنهور، ويشمل كثيرا من المفاجآت الفنية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تقوم فيه وزارة الثقافة المصرية بوضع اللمسات النهائية لفعاليات الدورة الـ28 من مهرجان «قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقى والغناء»، التي تشهد المشاركة الأولى لعدد من النجوم المصريين والعرب والفرق العالمية، في شهر أغسطس (آب) المقبل.
وأحيا الفنان المصري علي الحجار، ثاني أيام المهرجان، وسط حضور جماهيري كبير، وقدم مجموعة متنوعة من أبرز أعماله الغنائية من بينها: «يا مصري ليه» و«يا طالع الشجرة» و«ما تمنعوش الصادقين» و«هنا القاهرة» و«المال والبنون» و«من غير ما تتكلمي» و«مسألة مبدأ» و«راح توحشيني» و«لو تعرفي» و«على قد ما حبينا» و«عارفه» و«بوابة الحلواني» و«حرماً يا سيدي»، و«ضحكة المساجين». واعتاد الحجار المشاركة بشكل منتظم في الحفلات والمهرجانات التي تنظمها دار الأوبرا على مسارحها المختلفة بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور.
وأعلنت دار الأوبرا المصرية في بيان صحافي أمس أن «المطرب المصري، محمد الشرنوبي، يواصل إجراء بروفات مكثفة استعدادا لحفله مساء الأربعاء المقبل بالمسرح المكشوف»، ووفقا لبيان الأوبرا المصرية، فإن الشرنوبي يجهز مفاجأة لجمهوره، غير تقليدية خلال الحفل. ويقدم الشرنوبي خلال الحفل 20 أغنية متنوعة ما بين القديم والجديد، فيما سيكون معظمها من أغنيات ألبومه الأخير «زي الفصول الأربعة».



من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».