جوليا قصّار: على كتاب الدراما تخصيص بطولات للممثلين المخضرمين

قدمت أحد أبرز أدوارها التمثيلية في موسم رمضان

جوليا قصّار
جوليا قصّار
TT

جوليا قصّار: على كتاب الدراما تخصيص بطولات للممثلين المخضرمين

جوليا قصّار
جوليا قصّار

قالت الممثلة جوليا قصار إنها استمتعت بتجسيد دور «عايدة» في مسلسل «انتي مين» الذي حصد نجاحاً كبيراً في موسم رمضان الدرامي. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد غبت عن الشاشة الصغيرة منذ عام 2011؛ لعدم إعجابي بالنصوص الدرامية التي قدّمت لي. لكن مع كارين رزق الله كاتبة (انتي مين) لمست مادة واقعية تخاطب الناس بلسان حالهم ومرسومة شخصياته بدقة. كما أن النص محبوك ببراعة وتشويق كبيرين؛ فكل ذلك حمّسني للعودة».
وعما يحفزّها اليوم على القيام بدور تمثيلي تلفزيوني، تقول: «من الضروري أن يستفزني الدور بطبيعته وحقيقته ليصدقّه المشاهد. وتركيبة شخصية عايدة في هذا العمل، ورغم أني خفت من تجسديها بداية بسبب فارق العمر بيني وبينها والتعب البادي دائماً على وجهها، أقنعتني ولا سيما أنها تتألف من جزأين فتتحول من امرأة مقاتلة في الحرب إلى محاربة من نوع آخر تريد استعادة أولادها».
وجوليا قصار صاحبة التجربة الغنية في عالمي المسرح والسينما تؤكّد بأن أحداث المسلسل كانت مشوقة احترمت المشاهد على جميع الصعد. كما أنها وجدت في الدور الذي تلعبه تحدياً جديداً وغير مألوف، ويحكي عن نتائج محبطة تركتها الحرب على اللبنانيين. لكن نجاح العمل بقي محلياً، فمتى برأيكِ سنتمكن من اختراق الأسواق العربية بقصص من واقعنا؟ ترد: «بالعكس تماماً؛ فأصداؤه انتشرت في العالم أجمع، وتلقيت تعليقات المشاهدين في أوروبا، وكندا، وأستراليا، ودول عربية كثيرة».
وعما إذا الأعمال المحلية صارت جاهزة لدخول سوق الدراما العربية، تقول: «لا شك أننا أثبتنا في موسم رمضان هذه السنة جدارتنا في هذا المضمار. وبرأيي صرنا جاهزين للسوق العربية التي لفتتها إنتاجات دراما محلية والخبرات الكبيرة المحيطة بها. فمن الجميل أن نتعرّف كعرب على إيقاعات حياتنا، ونتبادل ثقافاتنا من خلال هذا النوع من الأعمال».
وترى جوليا قصار بأنه حان الوقت ليفرض اللبناني شروطه في تسويق أعماله، عن طريق وضع خطة وسياسة مغايرتين عن اللتين اتبعتهما في الماضي. «كأن يفرض مثلاً على من يشتري منه حقوق عرض مسلسل معين أن يعرض له في المقابل مسلسلاً لبنانياً. فمن خلال عملية تسويق مدروسة نستطيع أن ننهض بالدراما المحلية ونزيد من انتشارها».
وماذا عن الخصوصية التي بتنا نفقدها في أعمال عربية مختلطة؟ ترد: «إذا ما كانت هذه الخلطات مبررة في النص فلِمَ لا نلجأ إليها ضمن حبكة درامية يصدقها المشاهد؟ فعندما شاركت في فيلم (محبس) للمخرجة صوفي بطرس كان المحور الأساسي لموضوعه يدور عن العلاقة الاجتماعية بين اللبناني والسوري. فكان من البديهي مشاركة ممثلين سوريين فيه. فالمهم أن يصب هذا التنوع بين الممثلين ضمن عمل واحد في صلب الموضوع المتناول».
وعن رأيها بعودة ممثلين مخضرمين إلى الشاشة في موسم رمضان أمثال رفيق علي أحمد ونقولا دانييل وغيرهما بعد غياب عنها، تقول: «إنه جيل من الممثلين الذين برأيي يجب على كتّاب الدراما أن يخصصوا لهم بطولات مطلقة في أعمالهم. فهؤلاء وفي جميع بلدان العالم يتم تقديرهم بشكل كبير فلا يغيبون عن الشاشات حتى ولو تقدموا في العمر. فهم يشكلون قيمة فنية لا يستهان بها، ويجب أن يستفيد منها الجيل الجديد من الممثلين، وعودتهم أساسية في أعمالنا».
لم تتابع جوليا قصار بشكل دقيق المسلسلات الرمضانية؛ إذ كانت منشغلة في عملية تصوير عملها. «استطعت أن أشاهد بعض اللقطات من مسلسل (خمسة ونص) ولفتني أداء ممثلين رائعين فيه فقدموا أدوارهم بمصداقية كبيرة، وأنتظر إعادة عرضه لأتابعه من جديد».
وتجد الممثلة اللبنانية التي كان مسلسل «الشحرورة» في عام 2011 آخر أعمالها على الشاشة الصغيرة إلى حين مشاركتها في «انتي مين» هذه السنة، بأن تطوراً كبيراً تشهده الدراما المحلية على كل الصعد؛ مما سيجعل منتجين آخرين يعيدون حساباتهم في هذا الإطار. «لا شك بأن جميع عناصرنا الفنية في هذا المجال نضجت.
وفيما يخص النصوص المكتوبة والجيدة التي هي الأصعب تأمينها في هذا الإطار، تشهد تحولات مطلوبة تضعها على الخط المطلوب. وأعتقد أنه حان الوقت لأن نقوم بصناعة نص حقيقية يشارك فيها فريق كامل، فلا تعود تقتصر على كاتب واحد مما يثري النص وينعكس إيجاباً عليه. فلدينا موضوعات كثيرة يمكننا أن نستنبطها من واقعنا، وفي المقابل يجب خروج بعض الكتاب الموجودين في كواليس عمل معين إلى الضوء. فيأخذون حقهم وتصبح كتابة النص عملية متقنة وصناعة حقيقية كغيرها من الصناعات الفنية».
وترى بأن السبب الرئيسي لإخفاق نص ونجاح غيره هو إعطاؤه الوقت الكافي لكتابته. «غالبية نصوص دراما رمضان تنشغل بسرعة فتضيع مصداقيتها. فكثافة الإنتاج وغزارة الأفكار والتي يسمونها تجارة يجب أن تعتمد فيها أصول تجارة رابحة، وإلا فمن سيقبل عليها؟ فلا يجب أن نخلط الأمور ببعضها، بل اعتماد التأني في كل نص يكتب». وتضيف في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «برأيي، يجب أن تشهد شاشاتنا أعمالاً تمثيلية جميلة، وتتنافس على استقطاب المشاهد ليس في موسم رمضان فقط، بل في مختلف أيام السنة؛ لأن الناس في حاجة إليها كي ترفّه عن نفسها».
وهل تفكرين في الانتقال إلى دفّة الكتابة؟ «أحب كتابة أعمال مقتبسة، لكنها تتطلب وقتاً طويلاً، وهو ما لا أملكه حالياً. فلدينا روائع أدبية جميلة جداً يمكننا الاستفادة منها، وأتمنى أن أقوم يوماً ما بهذه المهمة ولو لمرة واحدة».
وتصف طعم النجاح الذي حققته في عودتها الأخيرة إلى الشاشة الصغيرة بأنه نوع من شعور جميل يغمرها، ولا سيما عندما تتلقفه من الناس مباشرة تلتقي بهم في الشوارع وعلى الطرقات.


مقالات ذات صلة

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
TT

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})

وصفت الفنانة المصرية بشرى الأغاني الرائجة حالياً بأنها «تجارية»، وقالت إن هذا النوع لا يناسبها، وأرجعت غيابها عن تقديم أغنيات جديدة لـ«صعوبة إيجادها الكلمات التي تشعر بأنها تعبر عنها وتتشابه مع نوعية الأغنيات التي ترغب في تقديمها لتعيش مع الجمهور».

وقالت بشرى في حوار مع «الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأغنيات التي نجحت في الفترة الأخيرة تنتمي لأغاني (المهرجانات)، وهي من الأشكال الغنائية التي أحبها، لكنها ليست مناسبة لي»، معربة عن أملها في تقديم ثنائيات غنائية على غرار ما قدمته مع محمود العسيلي في أغنيتهما «تبات ونبات».

وأكدت أن «الأغاني الرائجة في الوقت الحالي والأكثر إنتاجاً تنتمي للون التجاري بشكل أكثر، في حين أنني أسعى لتقديم شكل مختلف بأفكار جديدة، حتى لو استلزم الأمر الغياب لبعض الوقت، فلدي العديد من الأمور الأخرى التي أعمل على تنفيذها».

وأرجعت بشرى عدم قيامها بإحياء حفلات غنائية بشكل شبه منتظم لعدة أسباب، من بينها «الشللية» التي تسيطر على الكثير من الأمور داخل الوسط الفني، وفق قولها، وأضافت: «في الوقت الذي أفضل العمل بشكل مستمر من دون تركيز فيما يقال، فهناك من يشعرون بالضيق من وجودي باستمرار، لكنني لا أعطيهم أي قيمة». وأضافت: «قمت في وقت سابق بالغناء في حفل خلال عرض أزياء في دبي، ولاقى رد فعل إيجابياً من الجمهور، ولن أتردد في تكرار هذا الأمر حال توافر الظروف المناسبة». وحول لقب «صوت مصر»، أكدت بشرى عدم اكتراثها بهذه الألقاب، مع احترامها لحرية الجمهور في إطلاق اللقب على من يراه مناسباً من الفنانات، مع إدراك اختلاف الأذواق الفنية.

وأضافت: «أحب عمرو دياب وتامر حسني بشكل متساوٍ، لكن عمرو دياب فنان له تاريخ مستمر على مدى أكثر من 30 عاماً، وبالتالي من الطبيعي أن يمنحه الجمهور لقب (الهضبة)، في حين أن بعض الألقاب تطلق من خلال مواقع التواصل، وفي أوقات أخرى يكون الأمر من فريق التسويق الخاص بالمطرب».

بشرى لم تخفِ عدم تفضيلها الحديث حول حياتها الشخصية في وسائل الإعلام، وترى أن إسهاماتها في الحياة العامة أهم بكثير بالنسبة لها من الحديث عن حياتها الشخصية، وتوضح: «كفنانة بدأت بتقديم أعمال مختلفة في التمثيل والغناء، وعرفني الجمهور بفني، وبالتالي حياتي الشخصية لا يجب أن تكون محور الحديث عني، فلست من المدونين (البلوغر) الذين عرفهم الجمهور من حياتهم الشخصية».

وتابعت: «قررت التفرغ منذ شهور من أي مناصب شغلتها مع شركات أو جهات لتكون لدي حرية العمل بما أريد»، لافتة إلى أنها تحرص على دعم المهرجانات الفنية الصغيرة والمتوسطة، مستفيدة من خبرتها بالمشاركة في تأسيس مهرجان «الجونة السينمائي»، بالإضافة إلى دعم تقديم أفلام قصيرة وقيامها بتمويل بعضها.

وأوضحت أنها تعمل مع زوجها خالد من خلال شركتهما لتحقيق هذا الهدف، وتتواجد من أجله بالعديد من المهرجانات والفعاليات المختلفة، لافتة إلى أن لديها مشاريع أخرى تعمل عليها، لكنها تخوض معارك كثيرة مع من وصفتهم بـ«مافيا التوزيع».

وعارضت المطربة والممثلة المصرية الدعوات التي يطلقها البعض لإلغاء أو تقليص الفعاليات الفنية؛ على خلفية ما يحدث في المنطقة، مؤكدة أن «المهرجانات الفنية، سواء كانت سينمائية أو غنائية، تحمل إفادة كبيرة، ليس فقط لصناع الفن، ولكن أيضاً للجمهور، وأؤيد التحفظ على بعض المظاهر الاحتفالية؛ الأمر الذي أصبحت جميع المهرجانات تراعيه».

وحول مشاريعها خلال الفترة المقبلة، أكدت بشرى أنها تعمل على برنامج جديد ستنطلق حملته الترويجية قريباً يمزج في طبيعته بين اهتمامها بريادة الأعمال والفن، ويحمل اسم «برا الصندوق»؛ متوقعة عرضه خلال الأسابيع المقبلة مع الانتهاء من جميع التفاصيل الخاصة به.