الخرطوم تتأهب لعصيان مدني مفتوح

اعتقالات في أوساط السياسيين... والمجلس العسكري «حريص» على التحول الديمقراطي وتداول السلطة

شارع مغلق في سوق مدينة أم درمان (أ.ف.ب)
شارع مغلق في سوق مدينة أم درمان (أ.ف.ب)
TT

الخرطوم تتأهب لعصيان مدني مفتوح

شارع مغلق في سوق مدينة أم درمان (أ.ف.ب)
شارع مغلق في سوق مدينة أم درمان (أ.ف.ب)

ألقت {قوى الحرية والتغيير} السودانية، بورقتها الأخيرة، في معركتها ضد المجلس العسكري الحاكم، بإعلان سريان العصيان المدني والإضراب السياسي «المفتوح»، ابتداء من اليوم، واستمراره حتى تسليم السلطة لحكومة مدنية، فيما أعلن المجلس العسكري حرصه وانفتاحه على المفاوضات لتحقيق التداول السلمي للسلطة.
وسرت حملة مكثفة لقوى المعارضة، على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعريف بخطوة العصيان المدني، فيما شرع سكان العاصمة والمدن المختلفة منذ أمس، في شراء وتخزين المواد التموينية استعداداً لأيام الاعتصام. ودعت «قوى الحرية والتغيير»، وهي تحالف عريض للقوى والأحزاب السياسية، تقود الحراك في الشارع، المواطنين، لإغلاق الجسور وسد الشوارع العامة والبينية في الأحياء بالمتاريس، كما شددت على عدم الاحتكاك بقوات الأمن، عند محاولاتها فتح المتاريس.
وزادت وتيرة الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، من خارج السودان، في ظل انقطاع خدمة الإنترنت في الداخل، بالدعوة للعصيان المدني، وأرسل تجمع المهنيين السودانيين، وهو أحد فصائل التحالف، عشرات الآلاف من الرسائل النصية القصيرة عبر الهواتف الجوالة، قدم فيها موجهات العمل التصعيدي المطلوب. ويتوقع أن يصل عدد الرسائل حتى موعد العصيان لأكثر من 900 ألف رسالة نصية تحمل توقيع «تسقط بس». وأعلن تجمع العاملين بقطاع النفط الدخول في العصيان المدني الشامل حتى تحقيق أهدافه.
بدوره، أبدى المجلس العسكري الانتقالي، في بيان نشره على صفحته على «فيسبوك» أمس، حرصه على التفاوض مع القوى السياسية للعبور بالفترة الانتقالية إلى بر الأمان وتحقيق التداول السلمي للسلطة في البلاد. ورحب المجلس بالوساطة الأفريقية التي يقودها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وأكد «انفتاحه وحرصه على التفاوض».
لكن هذه الدعوة صاحبها حملة اعتقالات واسعة وسط القوى السياسية المعارضة، وقادة العصيان المدني. وألقت القوات الأمنية القبض على القيادي في «قوى الحرية والتغيير» محمد عصمت، أحد قيادات الإضراب في بنك السودان، عقب اللقاء الذي جمع قادة «الحرية والتغيير» برئيس الوزراء الإثيوبي مباشرة. كما تم اعتقال الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان - جناح عقار، خميس جلاب، والمتحدث باسم الحركة مبارك أردول.
من جانبه، حمّل حزب الأمة القومي المجلس العسكري الانتقالي المسؤولية عن الانسداد السياسي، وقال في بيان: «تعيش بلادنا انسداداً سياسياً شديداً، سببه والمسؤول عنه المجلس العسكري بسبب أخطائه ومراوغاته، وتصرفاته القمعية الرعناء، والتي أدت إلى حالة من الانفلات الأمني غير المسبوق، مع ترويع وترهيب المواطنين، وإذلال واستهداف السياسيين». وندد البيان باعتقال عضو مكتب الحزب السياسي الكابتن طيار عادل المفتي، والقيادي الإسلامي إبراهيم الماظ، ونائب رئيس الحركة الشعبية ياسر عرمان، والأمين العام للحركة الشعبية إسماعيل جلاب، والمتحدث باسمها مبارك أردول، والمصرفي محمد عصمت. وحذر البيان من استمرار احتجاز السياسيين، وقال إنه «لن يؤدي إلاّ لمزيد من الانسداد».
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.