حزب «العدالة والتنمية» المغربي «يتابع بقلق» التطورات في المنطقة

TT

حزب «العدالة والتنمية» المغربي «يتابع بقلق» التطورات في المنطقة

عبّر حزب العدالة والتنمية المغربي، متزعم التحالف الحكومي في المغرب، عن اعتزازه بالأمن والاستقرار الذي تنعم به البلاد، رغم «التحديات والصعوبات»، مؤكداً أن أمانته العامة تتابع بـاهتمام وقلق التطورات السياسية التي تعرفها بعض بلدان المحيط الإقليمي. وتمنى حزب العدالة والتنمية في بيان لاجتماعه الشهري، أن تتوج التطورات التي تعرفها بعض بلدان المنطقة بـ«تحقيق خطوات متنامية في درب الانتقال الديمقراطي، بما يحفظ وحدتها واستقرارها وأمنها»، في إشارة إلى الجزائر وليبيا.
وأكدت الأمانة العامة لحزب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، اعتزازها بـ«الأمن والاستقرار اللذين تعرفهما بلادنا، وبالأوراش المتواصلة التي تشهدها على مختلف المستويات، على الرغم من الصعوبات والتحديات». وأضافت أن هذا الأمر أهل البلاد لتشكل «نموذجاً متميزاً في المنطقة، يحظى بالثقة والمصداقية والجاذبية، فضلاً عن الدور الطلائعي الذي لا تزال تضطلع به المملكة بقيادة الملك محمد السادس، في نصرة قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية العادلة، وخدمة القضايا العادلة في العالم».
وزاد حزب العدالة والتنمية موضحاً أن الدور الطلائعي الذي تلعبه المملكة «نحَتته وفق نموذج قائم على استقلالية القرار الوطني، وتقدير المصلحة العامة للأمة وشعوبها».
ودعا حزب العدالة والتنمية الحكومة إلى «مواصلة الإصلاحات المبُاشَرَة ومعالجة النقائص التي أبان عنها النصف الأول من الولاية الحكومية الحالية، بما يقتضيه ذلك من تقدير الوسع الزمني المتاح في النصف الثاني من هذه الولاية، وضرورة إطلاق الأوراش التشريعية المتبقية، وفاء بتعاقدات البرنامج الحكومي، وبالاتفاق الاجتماعي الأخير». كما شدد على ضرورة «تعزيز المجهود التواصلي مع كل فئات وأفراد المجتمع، بما يسهم في بناء الثقة ومواجهة خطابات العدمية».
وأشادت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بـ«الحصيلة المرحلية المشرفة للحكومة، التي شكل تقديمها ومناقشتها في البرلمان لحظة دستورية وسياسية وديمقراطية بالغة الدلالات»، كما هنأت العثماني وحكومته على تلك المبادرة، وعلى ما تضمنته من «منجزات سياسية واقتصادية واجتماعية، بمؤشراتها ومعطياتها التي لا تصمد أمامها محاولات الإنكار والتعمية والتبخيس»، في إشارة إلى الانتقادات المتواصلة للحكومة وأدائها من طرف المعارضة وأطراف أخرى.
وسجل الحزب «نجاعة المقاربة المؤسساتية والتشاركية والتدبيرية التي اعتمدتها الحكومة في مباشرة مختلف الأوراش»، وأكد على أهمية انخراط الهيئات الموازية للحزب في تأطير المواطنين وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية، معتبراً أن الوقت الحالي «اشتدت فيه الحاجة لهذا التأطير والتواصل، في ظل استمرار منطق التبخيس المنهجي للعمل السياسي وللهيئات المنتخبة».
على صعيد آخر، انتقد 33 من أعضاء المكتب الفيدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، الدعوة التي وجهها حكيم بنشماش، الأمين العام للحزب، لأعضاء المكتب الفيدرالي لحضور أشغال اجتماع المكتب أمس.
وقال الأعضاء، في رسالة وجهوها إلى بنشماش، إن الدعوة الموجهة للاجتماع كانت شفوية ولم تكن كتابية، إضافة إلى كونها لا تتضمن جدول أعمال محدداً على وجه التدقيق، وأنها لم توجه للمعنيين بالاجتماع قبل 15 يوماً من تاريخ انعقاده، كما أنه تم توجيهها بشكل انتقائي لبعض أعضاء المكتب الفيدرالي دون بقية الأعضاء، بشكل ينم عن سوء نية.
وأشار أعضاء المكتب الفيدرالي في رسالتهم، إلى أن الدعوة لعقد اجتماع المكتب الفيدرالي للحزب جاءت بشكل منافٍ لقانون الأحزاب، والقانون الأساسي والداخلي لحزب الأصالة والمعاصرة، واعتبروا أن ذلك يعكس استهتار الأمين العام الوطني للحزب بمؤسسات الحزب، من جهة، كما أنه يعكس مدى سعيه غير المبرر لتسويق وهم الشرعية والمشروعية الذي يبحث عنه، وبشكل مخالف للمقتضيات القانونية الناظمة عند هذا الباب. وخلص الأعضاء في رسالتهم إلى أن اجتماع المكتب الفيدرالي للحزب وما يتمخض عنه من قرارات هي قرارات باطلة، وغير ملزمة للمؤسسات التنظيمية ولمناضلات ومناضلي الحزب على السواء.



دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
TT

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)

مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.

وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.

وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.

سوء التنظيم والتخطيط

وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.

جهات دولية تتهم الجماعة الحوثية بإعاقة أعمال الإغاثة بعد اختطاف موظفي المنظمات (رويترز)

ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.

فيضانات الصيف الماضي في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية وزادت من احتياجات الإغاثة (الأمم المتحدة)

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.

إيقاف التمويل

نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».

ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».

رغم تراجع تمويل الإغاثة في اليمن لا تزال وكالات أممية تقدم مساعدات للنازحين والمحتاجين (الأمم المتحدة)

ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.

ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).

بسبب اختطاف الجماعة الحوثية موظفي الإغاثة في اليمن تراجعت عدد من الدول عن تمويل الاستجابة الإنسانية (أ.ف.ب)

وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.