على ضوء إطلاق سراح جون لند، «طالبان الأميركي»، الذي قضى في السجن 17 عاماً بعد أن كان اعتقل في أفغانستان، وهو يحارب مع «طالبان» من قبل هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، ومن قبل غزو أفغانستان، قال مسؤول كبير في مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في واشنطن إن «إف بي آي» صارت قلقة، ليس فقط على كشف ومتابعة الإرهابيين، أو المشكوك فيهم، بل، أيضاً، على الإرهابيين الذين يخرجون من السجون بعد قضاء فتراتهم فيها.
ونقلت إذاعة «إن بي آر»، شبه الحكومية في واشنطن العاصمة أمس، قول مسؤول في «إف بي آي»: «صار إطلاق سراح الإرهابيين المدانين بعد أن يكملوا أحكام السجن مصدر قلق كبير»، لكن، تعمد المسؤول طمأنة الأميركيين بأن المحققين يعملون على تقييم تلك المخاطر قبل أشهر من خروج كل إرهابي من السجن.
وكان أقارب جوني سبان، ضابط وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الذي قتل في أفغانستان في حادث تورط فيه «طالبان الأميركي»، وحتى وزير الخارجية، مايك بومبيو، أثاروا أسئلة حول إذا كان الرجل قد تخلى، حقيقة، عن علاقاته مع المتطرفين العنيفين.
وقالت الإذاعة: «بعد نحو 18 عاماً من هجمات 11 سبتمبر عام 2001، بدأت موجة من المدانين بدعم الجماعات الإرهابية، أو ارتكبوا أعمال عنف، في مغادرة السجون، داخل وخارج الولايات المتحدة». وكان مسؤول «إف بي آي» يتحدث إلى صحافيين في رئاسة «إف بي آي» في واشنطن العاصمة. وكان طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة احتمال وجود تهديدات في المستقبل. وقال: إن أجهزة الشرطة التي تراقب مواقع السجون المخصصة للإرهابيين في ولايات أميركية، مثل كولورادو وإنديانا، «وضعت مسبقاً خططاً عدة للمتابعة إذا عرفت أن إرهابياً قد قضى فترة سجنه وسيغادر السجن». وأن مكاتب «إف بي آي» في خارج الولايات المتحدة تتابع مصائر الإرهابيين الذين اعتقلوا وأدخلوا السجون. وقال «يمكن جمع معلومات مسبقة عنهم. وتمكن إجراء مقابلات معهم. ويمكن توظيف عملاء سريين يتابعونهم». وقبل أسبوعين، نشرت وسائل إعلامية أميركية تصريحات مسؤولين في «إف بي آي» بأن زيادة نشاطات الإرهابيين، وزيادة اعتقالاتهم، تعني، في المدى البعيد، زيادة أعداد الذين يخرجون من السجون منهم.
في نهاية العام الماضي، أعلن كريستوفر راي، مدير «إف بي آي»، أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ، ارتفاع عدد حوادث الإرهاب التي يحقق فيه المكتب إلى 5000 حول العالم، وكان قال في بداية ذلك العام إن العدد داخل الولايات المتحدة هو 2000 حادث». وقال راي في شهادته: «في الوقت الحالي، نقوم حالياً بالتحقيق في نحو 5000 حالة إرهاب في جميع أنحاء أميركا، وحول العالم، ونحو ألف من هذه الحالات هي من المتطرفين العنيفين المحليين، وهم في جميع الولايات الخمسين». وقال: «يظل الأمن القومي أول أولويات مكتب التحقيقات الفيدرالي. ويظل الإرهاب يشكل أهمية قصوى في عملنا. لكن، تغير هذا التهديد كثيراً منذ 11 سبتمبر 2001». وتحدث راي عن «الإرهاب الإلكتروني»، وقال: إن المتطرفين داخل الولايات المتحدة يظلون يتأثرون بمواقع الإنترنت، وسماهم «إتش في أي» من عبارة «هوم فايلونت اكستريمستس» (المتطرفين العنيفين المحليين).
«إف بي آي» قلق على الإرهابيين الخارجين من السجون
«إف بي آي» قلق على الإرهابيين الخارجين من السجون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة