الناعم... خبز ممّيز لدى السوريين يعطيهم إحساساً مختلفاً بشهر رمضان

خبز الناعم السوري
خبز الناعم السوري
TT

الناعم... خبز ممّيز لدى السوريين يعطيهم إحساساً مختلفاً بشهر رمضان

خبز الناعم السوري
خبز الناعم السوري

شهر رمضان فترة يغوص فيها كثيرون في أعماق الماضي ليتمسكوا أكثر بعاداتهم وتقاليدهم، وبالنسبة إلى السوري محمد طراف فإن شهر الصوم لا يكتمل من دون خبز يسمى «الناعم».
ويملك طراف مخبزاً يخصصه في رمضان لعمل هذا الخبز الحلو التقليدي، ويقضي معظم يومه في إعداد الخبز الذي علّمته جدته كيف يصنعه قبل نحو أربعة عقود.
وقال طراف: «الناعم بشكل عام، العالم (الناس) تعودت عليه برمضان، وبيعه بعد رمضان لا يحمل نفس البهجة، ما بتحس فيه طقوس رمضان».
ويجهز طراف العجين ليلاً ثم يشكله ويتركه يجف قبل قليه في اليوم التالي. ومكونات الخبز البسيط عبارة عن طحين (دقيق) وماء وبيكنغ باودر. وفي الماضي، كان الناعم يؤكل مع كوب شاي، أما اليوم فإنه يغطى بعصير التمر قبل بيعه.
ويقف أيمن أبو اللبن إلى جوار كشك لبيع الخبز التقليدي في الشارع ويقول إنه يجد الناعم لذيذاً وإن صحن الحلو يعني له الكثير. وأضاف أبو اللبن: «والناعم والمعروك، هذه أكلات لا نأكلها غير برمضان... هي عادة لها حلاوتها وروح رمضان بتكون فيها. يعني بتحس إنه في رمضان أما لو ما فيه ناعم ما بتلاقي رمضان».
ونظراً إلى عدم وجود طلب على خبز الناعم في غير شهر رمضان، فإن طراف يمارس أعمالاً أخرى مختلفة بقية العام مثل بيع الفواكه والخضراوات.
ويوضح طراف أنه لم يعلّم أبناءه كيفية عمل الخبز التقليدي لأنها مهنة غير مجدية مادياً.
ويُباع خبز الناعم عادةً في الأكشاك بالشارع، ولأن سعره معقول يمكن لمعظم الناس شراؤه. ومع أن طراف يعرف أن عمله موسمي وليس مربحاً بشكل كبير فإنه يقوم به لإسعاد الناس.
وعن ذلك يقول: «بييجي رمضان بأحس حالي ناقصني شيء إنه لازم أطعمه للصائم يحس فيها بلذة رمضان، بطقوس رمضان».
ويحمل خبز الناعم قيمة كبيرة لبعض السوريين، حتى إن الأشخاص الذين نزحوا بسبب الحرب يأخذونه معهم.
وأصبح الناعم موجوداً حالياً في مصر ولبنان، وفي الأماكن التي يعيش فيها سوريون.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.