باحثون يطوّرون قفاز لمس إلكترونياً قادراً على الإمساك بأشياء كبيرة

صفحة يد صناعية تسجل اللمسات وقوة الضغط من خلال مئات الحساسات (معهد ماساشوسيتس للتقنية)
صفحة يد صناعية تسجل اللمسات وقوة الضغط من خلال مئات الحساسات (معهد ماساشوسيتس للتقنية)
TT

باحثون يطوّرون قفاز لمس إلكترونياً قادراً على الإمساك بأشياء كبيرة

صفحة يد صناعية تسجل اللمسات وقوة الضغط من خلال مئات الحساسات (معهد ماساشوسيتس للتقنية)
صفحة يد صناعية تسجل اللمسات وقوة الضغط من خلال مئات الحساسات (معهد ماساشوسيتس للتقنية)

طوّر باحثون من الولايات المتحدة صفحة يد صناعية تسجل اللمسات وقوة الضغط من خلال مئات الحساسات حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، أمس.
واستطاع باحثو معهد ماساشوستس للتقنية في مدينة كامبريدج الأميركية، من خلال قفاز منسوج من التريكو من النوع المعروف في الأسواق، وضع خريطة لمس للتعامل مع أشياء يومية مختلفة، مثل الأكواب أو الدبابيس.
ويتوقع فريق الباحثين تحت إشراف سوبرامانيان سوندارام، أن تكون لهذه الصفحة، استخدامات في صناعة روبوت وأعضاء صناعية وفي البحث العلمي ذي الصلة باليد البشرية، حسبما ذكر الباحثون في دراستهم التي نشرتها مجلة «نيتشر» في عددها الأخير.
وقال الباحثون: «حدث تقدم في تحقيق متطلبات التمدد بالنسبة إلى الجلد الإلكتروني، ولكن لا يزال من المطلوب أولاً عرض نموذج لقفاز لمس إلكتروني قادر على الإمساك بأشياء كبيرة».
واستخدم الباحثون في صناعة راحة اليد هذه شريحة بلاستيكية رقيقة بسمك 1.‏0 ميلليمتر، محاطة من كل جانب بشبكة من الخيوط الموصلة للكهرباء، ومعزولة عن الخارج بمادة لاصقة وبغشاء رقيق من البولي إيثلين.
وتكون نقاط تقاطع الأسلاك 548 حساس ضغط موزعة في جميع الكف، وقادرة على اللمس بـ150 درجة ضغط تتراوح بين 30 و500 ميللي/ نيوتن.
وتحسس الباحثون باستخدام هذا القفاز 26 من الأشياء الشائعة في الاستخدام اليومي، مثل الأكواب والعلب والملاعق والأطباق والأقلام والممحاة، وأدخلوا البيانات التي رصدتها الحساسات الاستشعارية في شبكة عصبونية، والتي يتعلم النظام من خلالها التعرف على الأشياء من خلال نموذج الضغط المميز له. ويقول سوندارام وزملاؤه: «وجدنا أن خرائط اللمس التي تتعلق بأوضاع بعينها لليد، تتمتع بنسبة دقة 89.4%».
ثم أعد الباحثون قاعدة بيانات ربطوا فيها نماذج الضغط بصور أشيائها.
ويفكر الباحثون في استخدام هذه التقنية التي طوروها، على سبيل المثال، في جعل خاصية الإمساك لدى الآلات ذاتية الحركة (الروبوت) أكثر دقة، وذلك من خلال المزج بين المعلومات المرئية وبيانات حساسات الضغط.
وأشار الباحثون إلى أنهم يواجهون حالياً مشكلة تعقيد الأسلاك الرابطة بين أصابع هذه الكف، ولكنهم يفكرون في استخدام النقل غير السلكي للبيانات من وحدة إلكترونية محمولة، وتغليف أكثر انضغاطاً، لتوسيع فائدة مهام المعالجة، والتي تتطلب حرية حركة هائلة».
ويقول سوندارام في بيان عن معهده: «يستطيع البشر الإمساك بالأشياء جيداً لأنهم يحصلون على رد فعل حسي خاص باللمس، عندما نلمس شيئاً فإننا ندرك ماهيته من خلال الشعور بملمسه... كنا نريد دائماً أن يقوم الروبوت بما يستطيع الإنسان القيام به، مثل غسل الأطباق أو غير ذلك من المهام، فإذا كان يُنتظر لأجهزة الروبوت أن تفعل ما يفعله الإنسان، فلا بد أن تستطيع الإمساك بالأشياء بشكل جيد جداً».
وفي تعليق لها على هذا الاختراع بمجلة «نيتشر»، قالت جيوليا باسكواله، من المعهد الإيطالي للتقنية بمدينة جنوة، إن هذا النظام مقيّد، وقالت إن هذه الكف تستطيع في الوقت الحالي تسجيل ما يصل إلى سبعة نماذج ضغط في الثانية الواحدة، وإنه يجب أن ترفع هذه السرعة لتكون الكف صالحة لبعض التطبيقات.
ولكن باسكواله ترى أن انخفاض تكاليف المواد التي تُصنع منها هذه الكف الصناعية يعد ميزة كبيرة، حيث يقدر الباحثون هذه التكلفة بنحو عشرة دولارات، وهو ما يمكن أن يساعد في انتشار هذه التقنية.
وخلصت باسكواله إلى القول: «أعتقد أن القفاز في شكله الحالي أو في نسخه المحسنة ينطوي على آفاق مثيرة لتطبيقات الروبوت».


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.