إيطاليا تطالب متحفاً أميركياً بإعادة تمثال برونزي

إضافة إلى أربع قطع أخرى

لوحة «عرافة ديلفي» التي تعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي (متحف جيه بول غيتي)
لوحة «عرافة ديلفي» التي تعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي (متحف جيه بول غيتي)
TT

إيطاليا تطالب متحفاً أميركياً بإعادة تمثال برونزي

لوحة «عرافة ديلفي» التي تعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي (متحف جيه بول غيتي)
لوحة «عرافة ديلفي» التي تعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي (متحف جيه بول غيتي)

رغم استمرار السجال القانوني المتصل منذ عقود بين الحكومة الإيطالية ومتحف «جيه بول غيتي» في لوس أنجليس بشأن ملكية تمثال برونزي ثمين، طالبت وزارة الثقافة الإيطالية المتحف الكائن في كاليفورنيا، الأسبوع الجاري، بمراجعة سجلاته بشأن أربع قطع فنية أخرى في مجموعته. وكانت القطع الفنية، كما قال المسؤولون الإيطاليون، قد سُرقت أو صُدرت بصورة غير قانونية من إيطاليا إلى الولايات المتحدة.
وفي خطاب مرسل إلى متحف «جيه بول غيتي» بتاريخ 9 مايو (أيار) الجاري، أثارت وزارة الثقافة الإيطالية التساؤلات بشأن لوحة «عرافة ديلفي» التي تعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وكذلك لوحة أرضية من الفسيفساء الرومانية القديمة مزينة برأس ميدوزا، إلى جانب اثنين من الأسود الحجرية.
وقال المسؤولون الإيطاليون إن اللوحة، التي رسمها الفنان الإيطالي الراحل كاميللو ميولا، قد سُرقت في أربعينات القرن الماضي من أحد المعاهد في مدينة أفيرسا، وأن الفسيفساء قد أخذت من المتحف الروماني الوطني في روما، وأن الأسدين الحجريين مسروقان من ساحة بلدة بريتورا الإيطالية بالقرب من لاكويلا.
وقال جيورجيو جيورجي، الناطق باسم وزارة الثقافة الإيطالية: «ترغب الوزارة في الحفاظ على علاقاتها الطيبة مع متحف (غيتي)، وهي تعتمد على الدبلوماسية الثقافية في تسوية النزاعات، ولذلك طلبنا الاجتماع مع مسؤولي المتحف لتجنب اتخاذ المسار القانوني. وبطبيعة الحال، فإننا نطالب بعودة التمثال البرونزي».
وقالت ليزا لابين، نائبة رئيس متحف «جيه بول غيتي» لشؤون الاتصالات، إن المتحف قد حصل على القطع الفنية الأربع محل النزاع بين خمسينات وسبعينات القرن الماضي. وقالت لابين في رسالة بالبريد الإلكتروني: «نحن نواصل البحث بدقة في هذه القطع الفنية، وسوف نطرح رأينا بشأنها بحسن نية مع وزارة الثقافة الإيطالية. وكما هو الحال دائما، فإننا نأخذ هذه المزاعم على محمل الجدية. وكما حدث في الماضي، إن تأكدنا من سرقة أي من هذه القطع، أو تم التنقيب عنها بطريقة غير قانونية، فسوف تتم إعادتها إلى إيطاليا».
في الشهر الماضي، أعلنت الحكومة الإيطالية أن مسؤولي وزارة الثقافة سوف يتحققون من القروض المستقبلية للأعمال الفنية المرسلة إلى متحف «غيتي» من المتاحف والمجموعات الفنية الإيطالية. ولكن هناك افتتاح لعرض كبير في 26 يونيو (حزيران) المقبل في متحف «غيتي» تحت عنوان «مدفون بسبب فيسوفيوس: كنوز من فيلا دي بابيري»، وهو يشتمل على كثير من القروض الفنية من المتحف الأثري الوطني في نابولي، وغيره من المؤسسات الفنية الإيطالية الأخرى.
وقال جيورجي: «لم نتعمد وقف التعاون؛ لأن متحف (غيتي) ومتحف (نابولي) كانا متناظرين لبعض الوقت. ولكننا أردنا أيضاً أن نبعث برسالة مفادها أنه من الجيد الجلوس إلى المائدة للتفاوض بشأن التمثال البرونزي».
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قضت أعلى محكمة في إيطاليا بأنه تتوجب إعادة التمثال البرونزي إلى إيطاليا، وهو الذي تمكن أحد الصيادين الإيطاليين من انتشاله من البحر الأدرياتيكي في عام 1964، ثم جرى تهريبه إلى خارج البلاد.
ولكن متحف «غيتي» كان قد عارض مراراً وتكراراً المطالبات الإيطالية، بإصراره على أن التمثال قد تم شراؤه بحسن نية، بعدما تمت استعادته في المياه الدولية. وفي عام 1976 سدد المتحف مبلغ 4 ملايين دولار ثمناً للتمثال، الذي من المرجح أن يكون من صناعة اليونان القديمة، ويبدو أنه أحد التماثيل البرونزية القليلة التي بقيت على قيد الحياة منذ تلك الحقبة البعيدة. ويحمل التمثال الآن اسم «غيتي البرونزي».
تقول لابين إن متحف «غيتي» يدافع عن ملكيته لهذا التمثال: «من خلال العملية القانونية، التي لا تزال مستمرة. سوف نتخذ كافة الإجراءات المتاحة لتأكيد حقنا القانوني في هذا التمثال، بما في ذلك المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان».
وأضافت لابين: «يحظى متحف (غيتي) بعلاقات عميقة ووثيقة مع الأفراد والمؤسسات في كافة أنحاء إيطاليا، والتي عادت بمنافع ومكاسب متبادلة على الجانبين، ومتحف (غيتي) عاقد العزم على عدم السماح لخلافات وجهات النظر بشأن ملكية التمثال البرونزي، بأن تعرقل العلاقات الدافئة والمثمرة بين الطرفين».

- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق هضبة الأهرامات في الجيزة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

غضب مصري متصاعد بسبب فيديو «التكسير» بهرم خوفو

نفي رسمي للمساس بأحجار الهرم الأثرية، عقب تداول مقطع فيديو ظهر خلاله أحد العمال يبدو كأنه يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم الأكبر «خوفو».

محمد عجم (القاهرة )

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».