جمهور «السوشيال ميديا» يتهم «ولد الغلابة» باقتباس أحداث «بريكنغ باد»

مؤلف المسلسل لـ«الشرق الأوسط»: كثرة الانتقادات تعكس نسب المشاهدة المرتفعة

أحمد السقا في مشهد من «ولد الغلابة»
أحمد السقا في مشهد من «ولد الغلابة»
TT

جمهور «السوشيال ميديا» يتهم «ولد الغلابة» باقتباس أحداث «بريكنغ باد»

أحمد السقا في مشهد من «ولد الغلابة»
أحمد السقا في مشهد من «ولد الغلابة»

انتقد جمهور دراما رمضان على مواقع التواصل الاجتماعي تشابه أحداث الحلقة 23 من مسلسل «ولد الغلابة» - الذي يجري عرضه حالياً بالماراثون الرمضاني - مع أحداث المسلسل الأميركي الشهير Breaking Bad الذي عرض في 5 أجزاء، وتداول الجمهور صوراً متشابهة من المسلسلين لإثبات وجهة نظرهم. واتهم عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي صناع المسلسل باقتباس فكرة وأفيش المسلسل الأميركي، مبررين اتهامهم بأن سياق «بريكنغ باد» يدور حول مدرس اتجه أيضاً إلى تجارة المخدرات، لكن صناع العمل نفوا اقتباس الفكرة من العمل الأميركي.
لم يكن هذا الانتقاد هو الأول الذي يوجه لمسلسل «ولد الغلابة» الذي يتمتع بنسبة مشاهدة كبيرة في رمضان، فقد تعرض لانتقادات بسبب تحدث أبطاله بلهجة غير التي يتحدث بها أهل محافظة المنيا (شمال صعيد مصر)، التي تدور فيها الأحداث، يضاف إلى ذلك السخرية من نظارة بطل المسلسل (عيسى الغانم) المكسورة منذ بداية الأحداث وقام بتصليحها عن طريق شريط لاصق ولم يغيرها إلا بعد أن بدأ في تجارة المخدرات في الحلقة الـ23. وهو ما توقف عنده الجمهور بتعليقات ساخرة.
مؤلف المسلسل أيمن سلامة قال لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا يعرف مسلسل Breaking Bad، ولم يشاهد أي حلقة من حلقاته، مؤكداً أنه ليس من عاداته مشاهدة الدراما الأجنبية، لكنه اضطر للبحث عنه بعد المقارنات التي حدثت عقب عرض الحلقة الـ23 ونشر صوراً متشابهة بين أحداث المسلسلين».
يؤكد سلامة، أنه قرأ ملخصاً لقصة المسلسل التي تدور أحداثه حول مدرس كيمياء مريض بالسرطان، يبلغه طبيبه بأنه سيموت بعد 6 أشهر، فقرر أن يتاجر في المخدرات لكي يؤمن حياة أسرته، لكن هذا ليس له أي علاقة بتفاصيل مسلسل «ولد الغلابة» على الإطلاق، حتى وإن كان البطل مدرساً ويضطر للعمل في المخدرات، فالدراما في العملين لا تسير بنفس التسلسل، كما أن الشخصيات ليست مكررة، فالعمل الأجنبي لا يوجد فيه شخصيات مثل «ضاحي» و«ونيسة»، ولا «قمر»، ولا باقي الشخصيات.
أما بالنسبة للخط الأساسي للبطل والذي وجد فيه البعض تشابهاً، فأكد أيمن سلامة، أن قصة مسلسل «ولد الغلابة»، أخذها من سائق تاكسي، كان يعمل في الفترة الصباحية مدرساً للتربية الفنية، فليس لديه فرصة أن يعطي دروساً خصوصية للطلاب، فاضطر للعمل مساء سائق تاكسي، وعندما انجذب للقصة قرر أن يحولها إلى مسلسل تلفزيوني، ولكن غير مهنته لمدرس تاريخ، في إشارة إلى أن الناس انصرفت عن التاريخ والمبادئ، ولذلك ظهر هذا المدرس «الغلبان».
أما فيما يتعلق بأزمة عدم الالتزام بلهجة محافظة المنيا، فأكد أيمن سلامة، أن أحداث المسلسل تدور في قرية «خور» بمركز ملوي محافظة المنيا في صعيد مصر، وفكرة تحدث الأبطال بلهجة تخص محافظة سوهاج، كانت بسبب صعوبة التمثيل بلهجة أهل المنيا، لأسباب فنية مهمة، فكان المبرر الدرامي أن تكون لعائلة بطل المسلسل أصول من محافظة سوهاج ويتحدثون بلهجتها.
وحول عدم تعبير أحداث المسلسل بشكل عام عن محافظة المنيا، فلم تظهر معالمها، ولا ما يميزها في الحلقات، قال أيمن سلامة، إنه قام بزيارة قرية «خور» التي تدور فيها الأحداث والتقى أهلها، وتم تصوير الكثير من مشاهد المسلسل بها، مشيراً إلى أن المسلسل نجح في تسليط الضوء على محافظة المنيا التي كانت منسية في الدراما، وسلط الضوء أيضاً على القرى الفقيرة، التي تحتاج عناية وأن تلتفت إليها الدولة، مؤكداً أن كثيراً من أهل المنيا تواصلوا معه وأرسلوا إليه رسائل شكر، ويريدون تكريم أسرة المسلسل، وهو ما يؤكد أن علاقتهم طيبة جداً مع صناع المسلسل وليسوا غاضبين منه.
أما عن إنهاء حياة شخصيات كانت جاذبة للمشاهدين مثل «ضاحي» التي جسدها محمد ممدوح، و«الدكتور عزت» الذي جسده الفنان هادي الجيار، واللذان تم قتلهما في الحلقة العاشرة، ووصفها المشاهدون بأنها كانت تستحق أن تكون الحلقة الأخيرة ونهاية مبكرة للمسلسل، قال أيمن سلامة، إن المسلسل لم ينتهِ بغياب «ممدوح والجيار»، فرغم أهمية الشخصيتين وتأثيرهما، لكن كان هناك صراع أهم هو صراع «عيسى الغانم» مع نفسه، فالمسلسل بدأت أحداثه بمشهد مهم جداً ربما لم يتوقف الكثير عنده، وهو درس التاريخ الذي ألقاه عيسى الغانم للطلاب عن «كيف تم إفقار مصر»، وكيف أصبح في مصر كثير من الغلابة، وشرح في هذا الدرس الذي جاء كمشهد أول في المسلسل أن البداية كانت باستعانة الخديو سعيد بالدول الأجنبية والاقتراض منها لدفع رشوة للسلطان العثماني ليبقى في منصبه، ثم جاء الخديو إسماعيل وأكمل المسيرة واستدان من الدول الأجنبية حتى أرغمته بعد عجزه عن السداد بوجود وزراء أجانب داخل الوزارة المصرية وهذه كانت بداية وجود «الغلابة» في مصر، بعد أن كانت إحدى الدول الغنية في العالم.
وأكد سلامة، أن «عيسى الغانم» بطل الأحداث، هو شخص مؤمن جداً بمثاليته وأخلاقه ومبادئه، لكن ظروفه الصعبة جعلته ينزلق في الخطيئة، فالمسلسل تلخيص للجملة الشهيرة؛ «لو كان الفقر رجلاً لقتلته»، هذا هو الهدف من المسلسل.
وختم سلامة حديثه قائلاً: «كثرة الانتقادات واللغط التي يتعرض لها المسلسل مع كل حلقة جديدة تذاع، تكشف في الحقيقة عن حجم مشاهدة واهتمام كبير من الجمهور في مصر والوطن العربي، وهو تأكيد للنجاح الكبير الذي حققه ولد الغلابة».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.