عريقات: الصين وروسيا لن تشاركا في الورشة الاقتصادية

TT

عريقات: الصين وروسيا لن تشاركا في الورشة الاقتصادية

قال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن روسيا والصين لن تشاركا في الورشة الاقتصادية التي تنظمها الولايات المتحدة في البحرين نهاية الشهر المقبل.
وأكد عريقات أن السلطة تبلغت بقرار الدولتين ضمن حملة أطلقتها للتأكيد على خطورة عقد هذا المؤتمر. وأوضح في لقاءات مع وفود أجنبية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن القيادة أجرت اتصالات مع أكثر من 20 دولة وهيئة دولية، موضحاً أن «من بين الاتصالات جرى الحديث مع روسيا والصين، وأكدتا أنهما لن تشاركا في هذا المؤتمر وتحترمان الموقف الفلسطيني».
وتابع عريقات بقوله إن «سفير الصين لدى السلطة الفلسطينية أعلن أن بلاده وروسيا توصلتا إلى اتفاق على عدم المشاركة في مؤتمر المنامة»، وأن الاتصالات تضمنت أيضاً الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ودول التعاون الإسلامي ودول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مشيراً إلى أن الجميع أكد أنه لم يتلقَّ دعوة حتى اللحظة لحضور المؤتمر. وأطلقت السلطة حملة ضد الورشة الاقتصادية.
وفي وقت سابق، وصل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني، مبعوثاً من عباس، إلى جنوب أفريقيا حاملاً رسائل سياسية.
وأمس، سلم نائب رئيس الوزراء، وزير الإعلام نبيل أبو ردينة، رسالة من عباس، إلى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، حول تطورات القضية الفلسطينية والخطوات التي تنوي القيادة اتخاذها لمواجهة ما يسمى «صفقة القرن» حال الإعلان عنها.
من جهته، قال أبو ردينة، إن أي حلول جزئية لن تجلب السلام والأمن، لأن القضية الفلسطينية بالأساس هي قضية سياسية بامتياز. وهذه الرسائل نقلها عريقات بنفسه إلى سفراء وقناصل دول، طالباً منهم ألا يستجيبوا لأي دعوة توجه لهم للمشاركة بمؤتمر المنامة. وقال عريقات إن «المسألة الأساسية في عدم الحضور هي أن الولايات المتحدة تريد شرعنة الاحتلال بدلاً من إنهائه وتشريع الاستيطان عكس مبدأ الأرض مقابل السلام».
وهاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الورشة كما هاجم خطة السلام الأميركية، قائلاً، خلال حفل لتكريم متبرعين لمؤسسة محمود عباس، مساء أول من أمس، إن «كل ذلك سيذهب للجحيم». ووصف خطة السلام الأميركية المعروفة باسم صفقة القرن بـ«صفقة العار». لكن عباس قال إن «من يريد حل القضية الفلسطينية عليه أن يبدأ بالقضية السياسية، وليس ببيع أوهام المليارات التي لا نعلق عليها آمالاً ولا نقبل بها، لأن قضيتنا سياسية بامتياز».
إلى ذلك، أعلن المجلس التنسيقي لمؤسسات القطاع الخاص الفلسطيني، أمس، خلال مؤتمر صحافي، رفض المشاركة في المؤتمر المقبل، واعتبارها جزءاً من مسلسل تصفية القضية الفلسطينية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.