جمعيات خيرية سعودية تقدم وجبات إفطار للصائمين

تصاريح لنحو 1500 مسجد للاستضافة

جانب من إفطار جماعي في أحد مساجد الرياض (رويترز)
جانب من إفطار جماعي في أحد مساجد الرياض (رويترز)
TT

جمعيات خيرية سعودية تقدم وجبات إفطار للصائمين

جانب من إفطار جماعي في أحد مساجد الرياض (رويترز)
جانب من إفطار جماعي في أحد مساجد الرياض (رويترز)

عشرات الصائمين يجلسون بجانب بعضهم داخل مسجد في الرياض وأمامهم صحون مليئة بالطعام انتظارا لغروب الشمس كي يتسنى لهم أكله قبل القيام لأداء صلاة المغرب.
يتكرر هذا المشهد يوميا طوال شهر رمضان في مساجد بجميع أنحاء العاصمة السعودية، حيث تُقدم وجبات الإفطار للمصلين مجانا.
وقدمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية تصاريح لنحو 1500 مسجد في المدينة لاستضافة مثل هذه التجمعات في رمضان هذا العام.
ويغلب على الحشود التي تتجمع لتناول الإفطار في المساجد عمال أجانب من جنسيات وخلفيات متعددة، مع تمثيل كبير للآسيويين والعرب.
ويزداد تقديم الطعام مجانا في جميع المدن الكبرى بالعالم العربي في رمضان، شهر العطاء والإحسان.
وفي السعودية مثلا يهرع كثير من الأثرياء لسلاسل مطاعم كبيرة ومشهورة بتقديم صحون تقليدية تعتمد على الأرز مثل المندي والكبسة، ويطلبون كميات كبيرة من الوجبات لتوزيعها على الفقراء.
والهدف من ذلك هو توفير وجبات إفطار رمضانية مناسبة لخلق إحساس بالرضا بين أفراد المجتمع الذين يفطرون في المساجد.
وتوزع سلسلة مطعم السعودي مثلا مجانا علبة تحتوي على أرز ودجاج وماء وتمر وزبادي وهي وجبة تكلفتها المعتادة نحو عشرة ريالات سعودية (2.66 دولار). ويدفع قيمة هذه الوجبات متبرعون وجمعيات خيرية خلال شهر رمضان.
ويقول مسؤولون في المطعم السعودي إنهم يطبخون أكثر من خمسة آلاف وجبة كل يوم لتغطية طلبات الجهات المانحة والجمعيات الخيرية.
ويتوقع كثير من المطاعم زيادة الطلب على الطعام في رمضان فتعين موظفين إضافيين لمواجهة أعباء العمل المتزايد. لكن حتى مع طواقم العاملين الكبيرة يبقى العمل مجهدا للموظفين من أجل تحضير مئات الوجبات لتقديمها يوميا.
ويقول الموظفون إنهم يفعلون ذلك برضا وسعادة لأن ذلك العمل يمنحهم فرصة ليكونوا في خدمة الصائمين. وعن نوعية الطعام الذي يقدمونه يقول طباخ في مطعم السعودي يدعى رمضان مبارك: «الدجاج المحمر يتكون من عدة بهارات يعني المميزة حقة المطبخ السعودي يعني من بصل وطماط (بندورة) وملح، وفي رمضان الواحد يكسب الأجر».
ويضيف طباخ آخر في مطعم السعودي أيضا يدعى فؤاد أحمد «هذا الدجاج المدفون نبهره ببهاراتنا الخاصة. نحطه على القصدير، ونلفه، نحط له الفلفل والبطاطا ونلفه. ندفنه تحت الأرض لمدة ساعة، يطلع شيء رائع، مذاقه حلو جدا جدا».
ويردف طباخ ثالث في ذات المطعم يدعى حمود محمد «نحن في رمضان نقدم مئات الوجبات لإفطار الصائمين، ونحن صائمون نقوم ببذل جهد ولكن نستشعر بالفرح والغبطة لأن إحنا نقدم شيء للصائمين ونكون في خدمة الصائمين».
وقالت موظفة استقبال القسم النسائي في مطعم السعودي تدعى العنود «في رمضان طبعا تزداد تجمعات الأهل، العزايم، تفطير الصايم، الجمعيات الخيرية، أهل الخير يساهمون معانا، عندنا طاقم، يعني طاقم التوصيل، طاقم في المطبخ شغالين والحمد لله الأمور ماشية». وبمجرد طهي وجبات الطعام وتعبئتها، يقوم طاقم التوصيل بنقل الطعام للمساجد، حيث يجهز متطوعون الأماكن المخصصة لتناول الطعام في المساجد ثم يوزعونها على الحضور.
وقال متطوع في توزيع وجبات الإفطار بالمسجد يدعى محمد شفيق الدين، من بنغلاديش «إنه يقوم بتوزيع الإفطار على مختلف الجاليات الآسيوية والعربية». وأضاف مصري يعمل في السعودية ويفطر في المسجد أيضا، يدعى محمد عمارة «الناس بيتجمعوا مع بعض هنا في إفطار، بعد ما يفطروا يصلوا المغرب مع بعض، ونفس الطريقة كل يوم على كده».


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.