البرامج الحوارية في رمضان... يترقبها المشاهد السعودي وتغيب عن قنوات مصر ولبنان

صراع «الترند» بمواضيع جادة وجدلية يشتد بين برامج لإعلاميين سعوديين

حلقة «من الصفر» استضاف فيها مفيد النويصر عزيزة جلال  -  عبد الله المديفر في برنامجه «الليوان»
حلقة «من الصفر» استضاف فيها مفيد النويصر عزيزة جلال - عبد الله المديفر في برنامجه «الليوان»
TT

البرامج الحوارية في رمضان... يترقبها المشاهد السعودي وتغيب عن قنوات مصر ولبنان

حلقة «من الصفر» استضاف فيها مفيد النويصر عزيزة جلال  -  عبد الله المديفر في برنامجه «الليوان»
حلقة «من الصفر» استضاف فيها مفيد النويصر عزيزة جلال - عبد الله المديفر في برنامجه «الليوان»

تزداد حدة التنافس بين البرامج السعودية التي تتسابق على التهام حصة من كعكة شهر رمضان التلفزيونية وجذب الجمهور السعودي، ففي حين يستمتع المشاهد العربي في دول أخرى بمتابعة المسلسلات وبرامج المقالب والأعمال الفكاهية في رمضان، تجد البرامج الجادة شعبية كبيرة في الشارع السعودي، إذ يتسابق الإعلاميون كل يوم على تقديم حلقة أكثر دسامة مما سبقها، وأصبح صراع «الترندات» لافتاً بين هذه البرامج، فكل برنامج يسعى لتحقيق «ترند» تعبيراً عن قوة انتشاره وتفاعل الجمهور معه عبر شبكة «تويتر» و«يوتيوب» والتطبيقات الخاصة بقياسات الرأي.
ومع غزارة برامج هذا العام، فإن معظمها تشترك في كونها برامج حوارية «توك شو» تعتمد على استقطاب الضيوف ومحاورتهم على طريقة (س وج)، في معارك كر وفر بحثاً عن تصريحات لافتة وأراء شيقة تروي عطش المشاهد السعودي الذي صار يجد متعة رمضانية فارقة في متابعة هذه البرامج، على الرغم أن كثيراً منها لا يعتمد على الجدل والصراع بقدر اعتماده على كون الضيف مرجعاً لمعلومات وآراء يلتقطها الجمهور ويحللها بشغف.
من ذلك، برنامج «الليوان» الذي يقدمه الإعلامي السعودي عبد الله المديفر على قناة «روتانا خليجية»، يومياً بعد منتصف الليل، ورغم كون ضيوف البرنامج معظمهم من النخبة وبعضهم ليست لديه جماهيرية كبيرة، فإن البرنامج استطاع الحصول على حصة وافرة من مشاهدات الجمهور السعودي بحسب ما تفصح تطبيقات قياس الرأي، مع كون المديفر يركز على أهمية موضوع الحلقة أكثر من تناول شخصية الضيف كما جرت العادة في البرامج الحوارية التقليدية.
فمن حكايا الصحوة إلى حكايا الإرهاب والتحوّل الفكري مروراً بحكايا الشعر والعقار والتجارة والرياضة والفن والصحة... جميعها موضوعات ثقيلة يطرحها الليوان يومياً في رمضان، على شكل قصة يرويها ضيف الحلقة، ويغطي كافة جوانبها من مرآته الخاصة، الأمر الذي ينعش المشاهد السعودي الراغب بتحليل هذه الآراء، إما إعجاباً بها أو تفنيداً لبعضها.
ويصف المديفر في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» العمل على برنامجه بأنه «مرهق»، مؤكداً أن إعداد حلقات دسمة على مدى 30 يوماً متواصلة ليس بالأمر الهين، وبسؤاله عن آلية العمل ومعايير اختيار الضيوف وتحديد الموضوعات وتعليقه على ردات فعل الجمهور، اكتفى بالقول: «أمتنع عن الرد، فأنا أفضل أن تقيّم الناس البرنامج بدلاً من أن أتحدث أنا عنه».
وفي نفس توقيت عرض (الليوان) يُعرض برنامج (مجموعة إنسان) الذي يقدمه الإعلامي السعودي علي العلياني على قناة «إم بي سي»، وهو أيضاً برنامج حواري ينافس على حظوة الـ«ترند» وينال مشاهدة عالية، إلا أنه يركز على نجوم الفن والرياضة والشعر ومحاورتهم على الطريقة التقليدية اعتماداً على جماهيرية الضيف.
من جانب آخر، تطل البرنامج الحوارية الهادئة لتنال نصيباً من المتابعة خلال شهر رمضان، من ذلك برنامج «من الصفر» على «إم بي سي»، وبرنامج «الراحل» على «روتانا خليجية»، وهما برنامجان يسلطان الضوء على السير الذاتية لشخصيات بارزة، البرنامج الأول يتناول أفراداً معاصرين حققوا بصمات في التجارة والعلم والابتكار، والثاني يركز على توثيق سير الرواد الراحلين.
يرى الإعلامي السعودي محمد الخميسي لـ«الشرق الأوسط» أن برنامجه «الراحل» يركز على المحتوى الهادف والثري، بعيداً عن الإثارة. ويضيف: «مجتمعنا السعودي مليء بالمبدعين والرواد ممن خدموا في مجالات مختلفة، فجاءت فكرة برنامج الراحل كتكريم وطني لهم، فكثير من الرواد رحلوا دون أن يأخذوا حقهم من التكريم... ذهبوا بصمت».
ويتابع: «لا نستطيع اختصار حياة الإنسان بساعة واحدة، لكن هذا أقل الواجب، فحرصنا الأكبر على إعادة حضور الرواد لجيل الشباب الذين ربما لا يعرفون الكثير منهم، ومن هنا نعيد طرح رحلة حياة كل إنسان في قالب سرد توثيقي، عبر شهادات أسرهم والذين زاملوهم أو عاشوا معهم».
وفي تجربة برامجية أخرى، يقدم ويعد الإعلامي السعودي مالك الروقي برنامجه «مالك بالطويلة» على قناة «إم بي سي»، وهو ‏برنامج تثقيفي منوع، يسلط الضوء في 7 دقائق على شخصيات أثرت في البشرية، ويعرض قصصاً ملهمة وفريدة. يقول الروقي: «العالم زاخر بأشخاص أثروا على مستوى عالمي، من المهم نقل تجربتهم للناس حتى يستفيدوا منها، والبرنامج يضم سيراً ذاتية وأحداثاً تاريخية مرت لم يسمع الكثيرون عنها».
وبسؤال الروقي عن الحظوة التي تحصل عليها البرامج المعرفية في رمضان وشغف الجمهور السعودي بمتابعتها خلافاً للمسلسلات والأعمال الفكاهية، يجيب: «المشاهد اليوم لم يعد يتقبل الدراما العربية لأن إنتاجها ضعيف على الأغلب، خصوصاً أن خيارات المشاهد تنوعت ووعي الناس تجاه الدراما اختلف وسقف طموحهم كذلك، لذا التركيز على المحتوى الهادف، وخصوصاً إن كان بقالب مبسط وسهل ومرتبط بشخصيات لافتة، فلا شك أن ذلك يجذب الجمهور ويضيف لهم».
ويتابع الروقي حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «قبل أن نبدأ البرنامج، لم نتوقع ردود الأفعال الكبيرة على مواد ثقيلة ودسمة كالتالي طرحناها، مثلاً مفهوم (الإنثربولوجيا) ربما لا يجد أحد أي جاذبية فيه، ومن الصعب طرحه في رمضان، لكن دورنا هو طرح هذا الموضوع الجاد بقالب بسيط وقصير ومع أمثلة، على شكل (سواليف) ممتعة». مفيداً بأن برنامجه يُمثل حالة تثقيفية خلال 30 حلقة وبمواضيع مختلفة وشيقة.
- الجمهور المصري يبحث عن برامج رمضانية خفيفة
رمضان في مصر، شهراً للدراما والإعلانات بلا منازع، فالدراما لها الأولوية، وهي التي تجذب أكبر قدر من الإعلانات، يليها برامج المقالب والمنوعات، أما برامج «التوك شو» فيكون مصيرها التوقف، أو تغيير مضمونها وشكلها، وحتى اسمها خلال الشهر الفضيل، فالجمهور لا يحتمل جرعات سياسية أو مناقشات جادة، خلال هذه الفترة، وربما يحاول البعض الآخر البقاء ولو تم تقليص مدة عرضه، وتغيير موعدها وذلك حتى لا ينساه الجمهور.
ويحصل مقدمو برامج «التوك شو» على إجازة سنوية طوال شهر رمضان. وتوقف برنامج «المصري أفندي» على قناة «القاهرة والناس» للإعلامي محمد علي خير، لصالح الموسم الثالث من برنامج «شيخ الحارة»، الذي تقدمه بسمة وهبة في رمضان، وهو برنامج حواري يستضيف نجوم الفن والسياسة والرياضة والإعلام، ويركز على كشف أسرارهم.
ووصف الإعلامي محمد علي خير، رمضان بأنه «شهر الدراما». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «جرى العرف أن يكون رمضان مخصصاً للدراما، حيث لا يحظى أي نوع من البرامج الجادة بالترحاب من جانب الجمهور»، مضيفاً: أن «شهر رمضان يناسبه البرامج الخفيفة قصيرة المدة، والتي لا يتعارض بثها مع كثرة المسلسلات والإعلانات، أو برامج المقالب، والحوارات مع النجوم، فكما قلت رمضان شهر للدراما ونجومها».
من جانبه، يرى الدكتور أيمن ندا، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن «غياب برامج (التوك شو) في رمضان يرجع لاعتبارات برامجية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «برامج (التوك شو) عادة ما تعرض في وقت الذروة، ومع تغير الخريطة البرامجية في رمضان تحتل الدراما أوقات الذروة، لأنها تجذب الكثير من الإعلانات، وبالتالي لا يمكن لأي قناة تلفزيونية أن تضحي بهذه الإعلانات لصالح برامج «توك شو» تناقش قضايا جادة».
ورغم أن العادة تقتضي وقف برامج «التوك شو» في رمضان؛ إلا أن بعض الإعلاميين يفضلون البقاء مع تغيير اسم وطبيعة برامجهم، وهو ما فعله الإعلامي عمرو عبد الحميد على قناة «تن»، حيث بدأ تقديم برنامج جديد في رمضان يحمل اسم «سيرة الحبايب»، بمشاركة الفنانة المغربية جيهان خليل، بدلاً من برنامج «رأي عام»، الذي كان يقدمه على نفس القناة، وتقوم فكرة البرنامج على إجراء حوارات ودية على مائدة سحور مع مجموعة من الفنانين ورموز الرياضة والسياسة والإعلام، تركز على الجوانب الإنسانية والشخصية في حياتهم.
وقال خير إن «البعض يفضل الاحتفاظ باسم البرنامج مع تغيير محتواه، أو تقديم برنامج جديد بمحتوى مختلف، وقد سبق أن فعلت ذلك في قناة (سي بي سي)».
وهو ما فعلته قناة «إكسترا نيوز» الإخبارية، حيث قررت مواصلة إذاعة برنامج «المواجهة» الذي تقدمه الإعلامية ريهام السهلي، مع تغيير مضمونه ليركز على مجموعة من الحوارات الاجتماعية مع عدد من نجوم الفن والسياسة والمجتمع.
وأكد الكاتب الصحافي عبد اللطيف حامد، رئيس تحرير برنامج «المواجهة» على قناة «إكسترا نيوز» لـ«الشرق الأوسط»، أن «الدراما تحتل الجزء الأكبر من الخريطة البرامجية، ويشترط المعلنين إعادة المسلسل 3 مرات، بما لا يسمح بتقديم أي برامج أخرى»، على حد قوله.
على جانب آخر، اختارت بعض القنوات الحفاظ على برامج «التوك شو» الرئيسي بها، كما فعلت القناة الأولى في التلفزيون المصري «ماسبيرو»، حيث أبقت على برنامجي «صباح الخير يا مصر»، صباحاً، و«مصر النهارده» خلال فترة المساء، وقناة «صدى البلد» أبقت على برنامج «على مسؤوليتي» الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى مع تقليص مدة عرض هذه البرامج، حيث لا تزيد عن الساعة.
ويبرر عبد اللطيف حامد ذلك بأن «بعض القنوات تبقي على خريطتها البرامجية كما هي حتى لا ينسى الجمهور البرنامج وطبيعته؛ لكنها تقلص من مدته حتى لا يطغى على البرامج والمسلسلات الخاصة بشهر رمضان».
- برامج الحوارات تغيب عن الشاشة اللبنانية
فيما تنشغل شاشات تلفزة عربية في عرض برامج حوارية فنية تقوم على استضافة فنانين من مختلف البلدان العربية في موسم رمضان، إلا أنه يلاحظ غيابها التام في المقابل عن برمجة المحطات اللبنانية.
وكما يبدو، فإن هذا النوع من البرامج لم يستطع أن يصمد في السنوات الأخيرة أمام منافسة أخرى تشهدها التلفزيونيات المحلية في لبنان والتي تركز فيها على أعمال الدراما. فالشغل الشاغل لأصحاب المحطات في هذا الشهر الفضيل صار ينحسر بشكل أكبر بهذه الأخيرة بعدما لوحظ بأن المشاهد يفضّلها على غيرها. فهو بات يبحث عن الحوارات الموجزة والمختصرة وهي ما توفّرها له وسائل التواصل الاجتماعي. ويصف البعض تراجع تقديم برامج الحوارات الفنية في رمضان للحمل الثقيل الذي تحدثه على أصحاب المحطات بسبب تكلفة إنتاجها الباهظة. فقد درجت العادة أن يتمتع البرنامج الحواري الفني بميزانية ضخمة تغطي تكلفة استضافة الفنانين من ناحية والديكورات اللازمة من ناحية أخرى، ناهيك عن أجر مقدمها ومخرجها وفريق الأعداد.
وفي الوقت نفسه تفتقد الساحة لأسماء إعلاميين برعوا في هذه البرامج بعد أن حصرت باسم الإعلامي نيشان ديرهاروتونيان. فلقد كان من الإعلاميين القلائل الذين أحدثوا الفرق وتركوا علامتهم الفارقة فيها وتحول فيما بعد إلى رمز من رموز هذا الشهر الكريم على الشاشة المحلية.
كما صارت برامجه مثالاً يحتذى، ويحاول كثيرون تقليدها. فلنيشان تاريخ غني وطويل بالبرامج الحوارية الفنية تخولّه أن يتوّج نجمها الحصري على الساحة اللبنانية. وكان له في هذا المجال عدة تجارب ناجحة استقطبت أهم نجوم الغناء والتمثيل في لبنان والعالم العربي كـ«مايسترو» و«العراب» و«أنا والعسل» وغيرها.
حالياً وبعد ابتعاد نيشان ديرهاروتيونيان عن هذه البرامج وانشغاله بأخرى تنبع من مبدأ الإنسانية وقبول الآخر وأحدثها «أنا هيك» على شاشة «الجديد»، تشهد الساحة اللبنانية فراغاً في هذا المجال، لن تجد قريباً من يملأه، خصوصاً أن التوجهات التلفزيونية اليوم اختلفت عن الماضي، وباتت وسائل التواصل الاجتماعي تحددها.
«لقد تبدّلت مفاهيم المضمون الترفيهي التلفزيوني وصار هناك منابر أخرى بديلة لها». يقول نيشان في حديثه لـ«الشرق الأوسط» ويضيف: «هذه المعادلة الجديدة ترتكز على السرعة والاختصار من خلال مقاطع حوارية مجتزأة تخصص لها المحطات فريق عمل مختصاً يعمل على صناعة هذا المحتوى المختصر بالثواني والدقائق.
فالمشاهد صار متطلباً ويرغب في الاطلاع بسرعة على عصارة حوار تلفزيوني دسم بدل متابعته كاملاً وضمن إيقاع بطيء وممل. وباتت المسلسلات الرمضانية تدخل أيضاً في هذه المعادلة. فإن نشاهد مقطعاً من المقابلة التي أجرتها (نور رحمة) مع (شيخ الجبل) في مسلسل (الهيبة - الحصاد) تكفينا لنستنتج فحوى الحلقة وأقوى لقطاتها. وأن نتابع بالتالي مقطعاً من (خمسة ونص) يمسك خلاله رجل الأمن (جاد) بالدكتورة (بيان نجم الدين) بطريقة معبرة، فهي كافية لتعلمنا بأن قصة حب قريبة ستنشأ بين الاثنين».
وبحسب نيشان فإنه اليوم ولو قدّر له تقديم برنامج حواري فني رمضاني لكان اتبع خلاله قواعد أخرى، كاستضافة عدة نجوم في حلقة واحدة من شأنها أن تحمل المشاهد على التنويع وعلى متابعة محتوى غني.


مقالات ذات صلة

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الأعمال الرمضانية متفاوتة القيمة الفنية

مسلسلات رمضان بين المميّز والأقل تميّزاً وغير المُوفَّق

معيار التصنيف القيمة الفنية فقط. مسلسلات انطلقت بانطباع، وانتهت بآخر. الحلقات الثلاثون فضحت الخواء وأكدت التطويل. هذا موسم لمعت فيه أسماء أكثر مما تألّقت نصوص.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق نادين نجيم تميّزت بمَشاهد الأم الحقيقية (لقطة من المسلسل)

«2024»: اللقطة لا تصنع قصة

الأكشن صنف مطلوب، ووجوده يُغني المائدة ويُجنّبها النوع الواحد. لكنّ الأهم هي براعة التنفيذ، وعلى أي أساس يُشيَّد المبنى.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق نادين جابر لم تخترع عادات المسلسل المتخلِّفة (إنستغرام)

نادين جابر لـ«الشرق الأوسط»: لم أخترع أي عادة متخلِّفة بمسلسل «ع أمل»

الغموض والتشويق يبلغان ذروتهما في «ع أمل» منذ حلقاته الأولى وفي خواتيمه ترتفع نسبة تصاعُد أحداثه بشكل يخطف الأنفاس ولعلَّ الحلقة 25 كانت الأكثر تأثيراً.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق متسوقون يشترون السترات قبل عيد الفطر في إحدى أسواق قندهار (تصوير: سناء الله صيام - وكالة الصحافة الفرنسية)

موسم العيد يرفع الطلب على الملبوسات في أفغانستان

مع اقتراب عيد الفطر، تعمل آلات الخياطة بأقصى طاقتها داخل ورش الخياطين الأفغان الذين يمارسون مهنتهم بشكل مكثف خلال هذه الفترة من السنة.

«الشرق الأوسط» (كابل)

يوم التراث العالمي... السعودية تحتفي بغنى كنوزها

أكثر من 5393 حِرفياً مسجَّلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية (وزارة الثقافة)
أكثر من 5393 حِرفياً مسجَّلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية (وزارة الثقافة)
TT

يوم التراث العالمي... السعودية تحتفي بغنى كنوزها

أكثر من 5393 حِرفياً مسجَّلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية (وزارة الثقافة)
أكثر من 5393 حِرفياً مسجَّلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية (وزارة الثقافة)

بينما يحلّ «اليوم العالمي للتراث» اليوم الموافق 18 أبريل (نيسان)، تحتفي السعودية بما حققته من تحولات نوعية في قطاع التراث والآثار منذ انطلاق استراتيجيتها الوطنية للثقافة، ووضعت صونه وحمايته في أجندة العمل لتحقيق وتعميق مستهدفات «رؤية 2030».

وبذلت السعودية خلال السنوات الماضية جهوداً جبارة للحفاظ على موروثها الثقافي المتنوع.

أزياء تقليدية تعكس الهوية الوطنية، وموروث ثقافي متنوع في المناطق الواسعة للمملكة، وأنامل محترِفة في تقديم المنتجات التقليدية وأداء الحِرف اليدوية المتقَنة، كانت مصدر الرزق وضمان الحياة الكريمة لأفراد المجتمع في الماضي، وامتداد الهوية الثقافية والتراث العريق في الحاضر، فضلاً عن عديد من مشاريع التنقيب التي أزاحت الركام عن كنوز أثرية واكتشافات ثمينة تعود لأزمنة موغلة في مختلف المواقع الأثرية.

ويسلّط هذا الموروث المتجذر الضوء على ما تحويه السعودية من ثروة ثقافية وطنية وعالمية، تعكس حجم العمل الذي قدمته السعودية في قطاع التراث والآثار خلال الفترة الماضية. وتبلورت هذه الثروة الثقافية في أرقام وإحصاءات مهمة التقت مع عمر الإرث وعراقة الثقافة في قطاع التراث السعودي، ومن ذلك ارتفاع عدد المواقع الأثرية المسجلة في مناطق المملكة كافة إلى 8917 موقعاً، ونحو 3646 موقعاً للتراث العمراني المسجل في المملكة، وأكثر من 5393 حِرفياً مسجلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية.


السعودية: بدء تخفيض المخالفات المرورية المتراكمة 50 %

السعودية: بدء تخفيض المخالفات المرورية المتراكمة 50 %
TT

السعودية: بدء تخفيض المخالفات المرورية المتراكمة 50 %

السعودية: بدء تخفيض المخالفات المرورية المتراكمة 50 %

بدأت وزارة الداخلية السعودية، الخميس، تطبيق قرار تخفيض سداد المخالفات المرورية المتراكمة على مرتكبيها بنسبة 50 في المائة من قيمة الغرامات المسجلة عليهم قبل تاريخ 18 أبريل (نيسان) الحالي، وذلك إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

وأوضحت الوزارة أن الاستفادة من التخفيض تقتضي مبادرة المخالف بسداد جميع المخالفات المتراكمة عليه خلال 6 أشهر من بدء سريانه، سواء بسدادها دفعة واحدة، أو كل منها على حدة، وعدم ارتكاب ما يؤثر في السلامة العامة.

وأشارت إلى أن المخالفات المرتكبة مع بدء سريان التخفيض سيطبق بحقها المادة 75 من نظام المرور، التي تتيح تخفيضاً للمخالفة الواحدة بنسبة 25 في المائة، مع إقرار الحجز والتنفيذ في حال عدم السداد بعد انتهاء مدة الاعتراض ومهلة السداد المقررة نظاماً، مهيبة بالجميع الالتزام بقواعد السير لتحقيق متطلبات السلامة المرورية، وعدم ارتكاب المخالفات.

من جانبه، قال العقيد منصور الشكرة، المتحدث الرسمي للمرور، إن هذا القرار يهدف إلى حث المجتمع على الالتزام بالسلامة المرورية للمحافظة على الأرواح والممتلكات، وتعزيز السلامة المرورية في الطرق للمواطنين والمقيمين والزوار، وعدم تكرار ارتكاب المخالفات المؤثرة.

وأضاف أن التخفيض يشمل المواطنين والمقيمين والزوار «مما يؤكد اهتمام القيادة بكل من يعيش على أرض المملكة»، لافتاً إلى أنه يُسهم في تعزيز وعي المجتمع بالتقيد بالأنظمة المرورية مما يحقق السلامة لمرتادي الطرق.

وبيّن العقيد الشكرة أن تخفيض المخالفات بنسبة 50 في المائة، لا يشمل مخالفات التفحيط، أو قيادة المركبة تحت تأثير ممنوعات أو مخدر أو عقاقير محذر من القيادة تحت تأثيرها، وتجاوز السرعة المحددة بأكثر من 50 كيلومتراً في الساعة في الطريق التي تبلغ سرعتها 120 كيلومتراً، أو أكثر من 30 كيلومتراً في الطريق المحددة سرعتها بـ140 كيلومتراً.


أوبرا «زرقاء اليمامة» تطلق عروضها من الرياض الأسبوع المقبل

سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح يتحدث عن تفاصيل العمل خلال مؤتمر صحافي بالرياض (تصوير: صالح الغنام)
سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح يتحدث عن تفاصيل العمل خلال مؤتمر صحافي بالرياض (تصوير: صالح الغنام)
TT

أوبرا «زرقاء اليمامة» تطلق عروضها من الرياض الأسبوع المقبل

سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح يتحدث عن تفاصيل العمل خلال مؤتمر صحافي بالرياض (تصوير: صالح الغنام)
سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح يتحدث عن تفاصيل العمل خلال مؤتمر صحافي بالرياض (تصوير: صالح الغنام)

تستعد الرياض، الأسبوع المقبل، لعروض أول أوبرا سعودية، هي الأكبر عربياً، بعد عمل استغرق نحو ثلاث سنوات، حتى أضحت جاهزة للعرض وتقديم واحدة من أشهر الأساطير العربية على خشبة المسرح.

وكشفت هيئة المسرح والفنون الأدائية عن تفاصيل من رحلة بناء العمل على «زرقاء اليمامة» بوصفها أول أوبرا سعودية، التي يزمع تقديم عروضها الأسبوع المقبل خلال الفترة بين 25 أبريل (نيسان) و4 مايو (أيار) المقبل، على مسرح مركز الملك فهد الثقافي بعد إتمام تجهيزه على نحو يقدم تجربة فنية وبصرية فريدة وغير مسبوقة.

سلطان البازعي يستعرض جوانب مختلفة حول أوبرا «زرقاء اليمامة» (تصوير: صالح الغنام)

وقال سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية في السعودية، إن الإنتاجات الأوبرالية نادرة وقليلة، لأن إنتاجها يتطلب عملاً معقداً ومجهوداً يضم الكثير من التفاصيل الفنية والتقنية. وحول أوبرا «زرقاء اليمامة» أكد البازعي أنها أوبرا سعودية بنكهة عالمية، وذلك بمشاركة مبدعين في مختلف الفنون من 18 جنسية مختلفة، وإتاحة الظهور والحضور لمواهب سعودية متعددة.

وتعرض أوبرا «زرقاء اليمامة»، التي تنتجها «هيئة المسرح والفنون الأدائية»، قصة خالدة من عمق تراث الجزيرة العربية، عبر أداء أخّاذ واستثنائي يجمع عدداً كبيراً من الممثلين والموسيقيين السعوديين والعالميين البارزين، في أكبر عمل أوبرالي باللغة العربية.

حضور إعلامي دولي للمؤتمر الصحافي الذي كشف عن تفاصيل عمل «زرقاء اليمامة» بالرياض (تصوير: صالح الغنام)

وقال البازعي، خلال مؤتمر صحافي عُقد الأربعاء للكشف عن تفاصيل المشروع، إنه استغرق العمل عليه نحو ثلاث سنوات، وبدأت التعاقدات لتنفيذه منذ عامين، مشيراً إلى أن العمل يحقق الأهداف الاستراتيجية لهيئة المسرح، ومستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة، ويقدم الأوبرا بوصفها فناً جديداً على الذائقة العربية.

وكشف البازعي عن أن أوبرا «زرقاء اليمامة» ستكون باللغة العربية لأول مرة في المنطقة، وتتوفر في مكان العرض شاشات لنقل الحوار الشعري باللغتين العربية والإنجليزية، لتمكين الجمهور من متابعة التفاصيل الفنّية المستوحاة من جماليات القصة الأصلية، من مشهدية الصحراء والعيون المشوبة باللون الأزرق، والليالي القمراء.

جانب من المؤتمر الصحافي للكشف عن تفاصيل العمل على أوبرا «زرقاء اليمامة» (تصوير: صالح الغنام)

وأشاد بكل العناصر التي شاركت في بناء التجربة الفنية الفريدة، من كاتب النص الشاعر السعودي صالح زمانان، إلى المواهب السعودية والعالمية ممن اجتمعوا في الرياض لأداء تجربة ثقافية لا مثيل لها، مستوحاة من عمق التراث العربي والأرض السعودية.

وأشار البازعي إلى أن التاريخ العربي والتراث السعودي يزخران بالعديد من الشخصيات التاريخية الملهمة، وأضاف: «لدينا قصص فريدة لم تروَ بعد، ولم تحظَ بحقها من التركيز وتقديمها في أعمال فنية مؤثرة»، واعداً بأن تكون أوبرا «زرقاء اليمامة» أول الطريق في إعادة تقديم شخصيات من الموروث السعودي في قوالب فنية وإبداعية مشعة بالجمال والتأثير.

سلطان البازعي أعلن إطلاق أكاديمية لتدريب المواهب بمختلف الفنون المسرحية والأدائية هذا العام (تصوير: صالح الغنام)

وكشف الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح عن أن أكاديمية متخصصة في التدريب على مختلف الفنون المسرحية والأدائية ستنطلق هذا العام، بالإضافة إلى أكاديمية متخصصة في فنون الموسيقى ستبدأ العمل خلال شهور، معرباً عن نية القطاع الثقافي تخريج مواهب في مختلف الفنون، وإقامة دورات تدريبية في فن الأوبرا من سن الطفولة، تتولى هيئة الموسيقى تنفيذها بمعايير دولية متقدمة.


أمير المصري لتجسيد سيرة الملاكم اليمني نسيم حميد في «العملاق»

الفنان أمير المصري (مهرجان البحر الأحمر)
الفنان أمير المصري (مهرجان البحر الأحمر)
TT

أمير المصري لتجسيد سيرة الملاكم اليمني نسيم حميد في «العملاق»

الفنان أمير المصري (مهرجان البحر الأحمر)
الفنان أمير المصري (مهرجان البحر الأحمر)

أعلن الفنان المصري البريطاني أمير المصري عن مشاركته في فيلم «عملاق»، الذي يحكي السيرة الذاتية للملاكم البريطاني اليمني «البرنس» نسيم حميد، وكتب المصري عبر حسابه الرسمي في موقع «إنستغرام»، تعليقاً على مشاركته بالفيلم «حصلت على شرف كبير يفوق توقعاتي، يا له من شرف أن ألعب دور الأسطورة البرنس نسيم حميد، إلى جانب أسطورة أخرى بيرس بروسنان في دور بريندان إنجل».

ويشارك في «عملاق» الذي سيُصوّر في مدينة ليدز الإنجليزية مع أمير المصري عدد كبير من النجوم أبرزهم بيرس بروسنان الذي اشتهر بتجسيده لدور العميل السري جيمس بوند في 4 أفلام وهم «Golden Eye» عام 1995، و«Tomorrow never dies» عام 1997، و«The world is not enough» عام 1999، و«Die another day» عام 2002، كما يشارك في الإنتاج سيلفستر ستالون.

ولد نسيم حميد في مدينة شفيلد البريطانية عام 1974، لأبوين يمنيين، وتعلم حميد الملاكمة في سن السابعة، ولعب أول مباراة احترافية عام 1992، وحسب تصريحات سابقة لوالده حميد كشميم للتلفزيون اليمني، أنه عقب هجرته للعمل في بريطانيا دفع بابنه نسيم إلى إحدى صالات الملاكمة للتمرن.

الملاكم نسيم حميد ومحمد علي كلاي (صفحة حميد على إنستغرام)

وتقلد حميد عرش بطولات الملاكمة على يد مدرب آيرلندي، وحصد ألقاباً عالمية تابعة لـ«منظمة الملاكمة العالمية» و«الاتحاد الدولي للملاكمة» و«المجلس العالمي للملاكمة»، كما اشتهر بلقب «البرنس»، وأصبح الملاكم الأفضل عالمياً في وزن الريشة خلال مسيرته الاحترافية التي استمرت 10 سنوات.

وحسب وسائل إعلامية، فإن حميد لم يخسر سوى في نزال واحد طيلة مشواره الرياضي أمام المكسيكي بيريرا عام 2001، وعقب خسارته أعلن اعتزاله مباشرة بعد سنوات حافلة بالبطولات والأحزمة.

من جانبها، ترى الناقدة الفنية المصرية فايزة هنداوي أن «تقديم السيرة الذاتية لشخصيات شهيرة في الفن والأدب والرياضة متاح وموجود بالفعل في مصر وفي العالم أجمع، وأمر متعارف عليه لأجل التطرق لعرض حياتهم بتفاصيلها مجدداً للناس».

نسيم حميد واللاعب محمد سالم العنزي ومحمد سعدون الكواري (صفحة العنزي على إنستغرام)

وتضيف هنداوي لـ«الشرق الأوسط» أن «صناعة السير الذاتية لا بد أن تتم بشكل متقن وسرد للأحداث بواقعية وموضوعية، وهذا هو الأساس في تقييمه والحكم عليه سواء بالنجاح أو الفشل، كما أن الناحية الفنية مثل الإخراج والتمثيل والديكور والموسيقى وغير ذلك عليها عامل كبير أيضاً».

وتؤكد هنداوي أن «اختيار المصري لتقديم الشخصية هو رؤية مخرج ومنتج يريان أنه الأصلح بالتأكيد».

الملاكم نسيم حميد (صفحته بإنستغرام)

وشارك الفنان أمير المصري الذي يجسد شخصية «البرنس» نسيم حميد، في أعمال فنية عالمية من بينها الفيلم السينمائي «Lost in London»، كما شارك في مسلسل «The State»، وقام ببطولة فيلم «المحارب العربي»، وهو أول فيلم روائي طويل إنتاج أميركي سعودي، ثم شارك في السلسلة الشهيرة «Star Wars Episode IX - The Rise of Skywalker» وتصدر أمير المصري بطولة فيلم «Limbo»، الذي عُرض في «مهرجان كان السينمائي»، كما حصل على 3 جوائز من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، وفاز عنه أمير بجائزة أفضل ممثل ضمن جوائز «بافتا» في أسكوتلندا.

وقدم المصري بطولة مسلسل «The One»، وجسد شخصية محمد الفايد في المسلسل الأميركي العالمي «The Crown»، كما قدم شخصية طبيب مصري في الحرب العالمية الثانية بالمسلسل البريطاني «SAS Rogue Heroes»، وكان أحدث الأعمال التي قدمها المصري المسلسل التلفزيوني «مليحة» الذي عرض في موسم الدراما الرمضاني وتدور أحداثه حول أسرة فلسطينية تحاول العودة إلى غزة عن طريق مصر، لكنها تواجه صعوبات كثيرة.


اكتشاف دلائل استيطان بشري في كهف غرب السعودية

اكتشفت دلائل الاستيطان البشري في الكهف ضمن أعمال مشروع الجزيرة العربية الخضراء (واس)
اكتشفت دلائل الاستيطان البشري في الكهف ضمن أعمال مشروع الجزيرة العربية الخضراء (واس)
TT

اكتشاف دلائل استيطان بشري في كهف غرب السعودية

اكتشفت دلائل الاستيطان البشري في الكهف ضمن أعمال مشروع الجزيرة العربية الخضراء (واس)
اكتشفت دلائل الاستيطان البشري في الكهف ضمن أعمال مشروع الجزيرة العربية الخضراء (واس)

توصّل علماء آثار في هيئة التراث السعودية، إلى دلائل استيطان بشري بكهف أم جرسان في «حرة خيبر» بمنطقة المدينة المنورة (غرب المملكة)، وذلك ضمن أعمال «مشروع الجزيرة العربية الخضراء» القائم على أبحاث ميدانية متعددة التخصصات، بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني.

وتُعد هذه الدراسة العلمية التي نشرتها مجلة «بلوس ون plos one»، الأولى بمجال البحث الأثري في الكهوف بالسعودية، واشتملت على مسوحات أثرية وتنقيب في أجزاء متعددة من «أم جرسان»، بيّنت أن أقدم الدلالات الأثرية بالموقع تعود إلى العصر الحجري الحديث، إذ يتراوح عمر أقدمها ما بين 7 - 10 آلاف سنة من الآن، وتستمر حتى فترة العصرين النحاسي والبرونزي.

الكهف غني بعشرات الآلاف من عظام الحيوانات جمعيها بحالة جيدة رغم مرور الزمن (واس)

وأثبتت الدراسة استخدام الكهف من قبل الجماعات الرعوية؛ حيث تمثلت آثارهم في مجموعة من البقايا العظمية الحيوانية التي تم تأريخها بواسطة «الكربون المشع c14»، ويعود أقدمها إلى 4100 سنة قبل الميلاد، والجماجم البشرية 6 آلاف سنة قبل الميلاد.

وكشفت عن بعض المعثورات؛ مثل الخشب والقماش وأدوات حجرية، وواجهات الفن الصخري التي هي عبارة عن مشاهد لرعي الماعز والغنم والبقر باستخدام الكلاب وأخرى للصيد، تُظهر أنواعاً مختلفة من الحيوانات البرية.

أقدم الدلالات الأثرية في الموقع تعود إلى العصر الحجري الحديث (واس)

وأوضحت الهيئة أن الاكتشافات العلمية أسفرت عن دلالات وجود استيطان بشري في الكهف الغني بعشرات الآلاف من عظام الحيوانات، منها الضبع المخطط، والجمال، والخيل، والغزال، والوعل، والماعز، والبقر، إضافة إلى الحمير البرية المتوحشة والأليفة، وجمعيها بحالة جيدة رغم مرور الزمن.

وأظهر تحليل البقايا العظمية البشرية باستخدام النظائر المُشعة اعتماد الجماعات على أكل اللحوم بشكل أساسي، ووجدت دلالات على أكلهم النباتات، ما يعطي مؤشرات على ظهور الزراعة.

وبيّنت الدراسة أن الحيوانات مثل الأبقار والأغنام تتغذى على الأعشاب والشجيرات البرية، مشيرة إلى وجود تنوع حيواني كبير بالمنطقة عبر العصور. وخلصت إلى أهمية الكهوف التي استخدمتها الجماعات البشرية ومسارات الصهارة البركانية القديمة في السعودية.


آثار جانبية للحمل بـ«أطفال أوزمبيك»... البدانة تعود من الباب الواسع

 دواء «أوزمبيك» (رويترز)
دواء «أوزمبيك» (رويترز)
TT

آثار جانبية للحمل بـ«أطفال أوزمبيك»... البدانة تعود من الباب الواسع

 دواء «أوزمبيك» (رويترز)
دواء «أوزمبيك» (رويترز)

انتشر خبر «أطفال أوزمبيك» سريعاً، بعدما أبلغ عدد من النساء على وسائل التواصل الاجتماعي عن أنهن أصبحن حوامل بعد استخدام أدوية إنقاص الوزن على الرغم من استخدامهن وسائل منع الحمل أو وجود تاريخ من مشكلات الخصوبة، إلا أن البعض منهن يقول إنهن يعانين أعراضاً حادة مثل الجوع الشديد وزيادة الوزن السريعة بعد التوقف عن هذه الأدوية لحماية صحة أجنتهن، حسب تقرير لموقع «يو إس إيه توداي».

وأدوية إنقاص الوزن هذه التي تحاكي هرمون GLP-1 (الببتيد الشبيه بالجلوكاجون -1) مثل «أوزمبيك»، مشهورة بأنها «علاج سحري للبدانة».

وعلى الرغم من أن الجوع وزيادة الوزن أمران طبيعيان في أثناء الحمل، فإن هؤلاء النساء يُبلغن عن أن شدة الأعراض التي يعانين منها تختلف عن تلك التي كانت في حملهن السابق، وفق التقرير.

وحسب التقرير، ليس من الواضح ما إذا كان الحمل يؤدي إلى تفاقم انسحاب أدوية فقدان الوزن، لكنّ خبراء الخصوبة وأمراض السمنة يقولون إن التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل يمكن أن تفسر التأثيرات الشديدة.

يوصي مصنعو الأدوية النساء بالتوقف عن تناول أدوية إنقاص الوزن قبل شهرين على الأقل من الحمل المخطَّط له. وعندما تتوقف مريضة غير حامل عن تناول هذه الأدوية، عادةً ما يساعدها الأطباء على التوقف عن تناولها للتخفيف من الآثار الجانبية، لكنَّ النساء اللاتي يكتشفن أنهن ينتظرن الحمل يتوقفن على الفور.

ومع ازدياد عدد النساء اللاتي يحملن في أثناء تناول أدوية إنقاص الوزن، يوصي الخبراء بالتحدث إلى أطبائهم على الفور، خصوصاً إذا كانوا يتناولون أدوية مثل «أوزمبيك» لعلاج مرض السكري.

عندما تصطدم أعراض «أوزمبيك» بالحمل

وأشار التقرير إلى أن أماندا بريرلي (42 عاماً)، بدأت بتناول سيماغلوتيد (العنصر النشط في أوزمبيك) العام الماضي لعلاج مقاومة الإنسولين الناجمة عن متلازمة تكيّس المبايض (PCOS). وفي غضون شهر، عادت دورتها الشهرية للانتظام بعد سنوات. ثم بعد تسعة أشهر، علمت بريرلي أنها حامل، وكان ذلك خبراً صادماً نظراً لأن الأطباء أخبروها بأنها لن تكون قادرة على الحمل من دون مساعدة الأطباء بعد آخر حمل شديد الخطورة لها منذ أكثر من عقدين من الزمن.

وتوقف بريرلي عن تناول الدواء على الفور، وفقاً للتوصيات المستنِدة إلى الدراسات التي أُجريت على الحيوانات والتي وجدت أنه يمكن أن يسبب الإجهاض والعيوب الخلقية إذا تم تناوله في أثناء الحمل.

وبعد أسبوع، أصابها جوع حاد وقالت: «كنت أرغب في الحصول على طعام حقيقي، مثل اللحوم والجبن وغيرها من البروتينات الغنية، والذي كان مختلفاً تماماً عن حملي الأول. لقد كنت مثل رجل الكهف. لم أستطع التوقف. لقد كان جنونياً».

اكتسبت بريرلي 20 رطلاً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حملها. وبحلول الوقت الذي وُلدت فيه، كان وزنها قد زاد 65 رطلاً. وخلال حملها بابنها الأكبر، اكتسبت 19 رطلاً إجمالاً.

وبالمقارنة، تكتسب معظم النساء ما بين 25 و35 رطلاً طوال فترة الحمل، وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة.

ومن المعروف أن إيقاف أدوية فقدان الوزن يسبب جوعاً شديداً وزيادة الوزن وتقلبات مستويات السكر في الدم، وكلها يمكن تخفيفها عن طريق توقيف تلك الأدوية ببطء بتوجيهات من الطبيب المختص. ومع ذلك، قالت د.أليسون رودجرز، طبيبة أمراض النساء والتوليد، إنه لم تقم أي دراسات حتى الآن بتحليل كيفية تداخل هذا الانسحاب مع أعراض الحمل، والعكس بالعكس.

وتساءلت: «هل تعمل أدوية إنقاص الوزن على قمع بعض أعراض الحمل التي تعود بعد ذلك بشكل أكثر كثافة عندما يتخلص منها الشخص؟ أم أن الحمل يؤدي إلى تفاقم أعراض الانسحاب؟ من الصعب حقاً أن نعرف».


للعالقين بدوامة الكر أو الفر... 5 طرق لتخطي التوتر

بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي (رويترز)
بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي (رويترز)
TT

للعالقين بدوامة الكر أو الفر... 5 طرق لتخطي التوتر

بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي (رويترز)
بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي (رويترز)

هل تتذكر وقتاً شعرت فيه بالتوتر قبل حدث كبير في حياتك، ثم شعرت بعد ذلك وكأن ثقلاً قد رفع عن عاتقك؟ هذا ما يسمى بتكثيف الاستجابة للضغط، ومن ثم الشعور بالاستقرار مرة أخرى، أي اكتمال «دورة التوتر»، وفق تقرير لموقع «ذي كونفرسايشن».

وبطبيعة الأمر، فإن بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه. لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي، إذ يزيد التوتر المزمن من الحالات المرضية المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسكري، ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى الإرهاق، أو الاكتئاب.

وتساعد الأنشطة الرياضية والمعرفية والإبداعية والاجتماعية والتهدئة الذاتية على معالجة التوتر بطرق صحية لإكمال دورة التوتر.

للتوتر دورة، كيف تعمل؟

يشير العلماء والباحثون إلى «الاستجابة للضغط النفسي»، مع التركيز غالباً على ردود فعل الكر أو الفر (القتال، أو الهروب) (fight or flight mode). لقد أصبحت عبارة «دورة الإجهاد» (stress cycle) شائعة بين خبراء المساعدة النفسية، والتنمية البشرية، ولكن لها أساس علمي.

ووفق التقرير، فإن دورة التوتر هي استجابة الجسم لحدث مرهق، سواء كان حقيقياً، أو متصوراً، جسدياً، أو نفسياً، مثل من يطارده كلب شرس، أو امتحان قادم، أو محادثة صعبة.

وتتكون دورة التوتر من ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى هي إدراك التهديد.

المرحلة الثانية هي الاستجابة للقتال، أو الهروب، مدفوعة بهرمونات التوتر لدينا: الأدرينالين، والكورتيزول.

المرحلة الثالثة هي الراحة، بما في ذلك الراحة الفسيولوجية، والنفسية. وهكذا تكتمل دورة التوتر.

ويستجيب كل شخص للتوتر بشكل مختلف عن الآخر بناءً على تجارب الحياة، وعلم الوراثة، بحسب التقرير.

ولسوء الحظ، يعاني العديد من الأشخاص من ضغوطات متعددة، ومستمرة خارجة عن سيطرتهم، بما في ذلك أزمة تكلفة المعيشة، والظواهر الجوية المتطرفة، والعنف المنزلي، كما لحظ التقرير.

ويمكن أن يؤدي البقاء في المرحلة الثانية، أي القتال أو الهروب، إلى إجهاد مزمن، والذي بدوره يؤدي إلى ارتفاع الكورتيزول، وزيادة الالتهابات في الجسم، مما يؤدي إلى إتلاف الدماغ، والأعضاء الأخرى.

ويوضح التقرير أنه «عندما تكون عالقاً في وضع القتال، أو الهروب المزمن، فإنك لا تفكر بوضوح، ويتم تشتيت انتباهك بسهولة أكبر»، وأكد أن «الأنشطة التي توفر متعة مؤقتة، مثل تناول الوجبات السريعة، أو الحلويات، هي استراتيجيات غير مفيدة، ولا تقلل من آثار التوتر على الدماغ، والجسم. كما أن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي ليست وسيلة فعالة لإكمال دورة التوتر، بل على العكس هي تؤدي إلى زيادة الاستجابة للضغط النفسي».

الإجهاد والدماغ

في الدماغ، يمكن أن يؤدي ارتفاع الكورتيزول المزمن إلى تقليص الحصين. وهذا يمكن أن يضعف ذاكرة الشخص، وقدرته على التفكير، والتركيز.

يؤدي ارتفاع الكورتيزول المزمن أيضاً إلى تقليل النشاط في قشرة الفص الجبهي، ولكنه يزيد من النشاط في اللوزة الدماغية.

قشرة الفص الجبهي مسؤولة عن التحكم العالي بأفكارنا، وسلوكياتنا، وعواطفنا، وهي موجهة نحو الأهداف، والعقلانية. وتشارك اللوزة الدماغية في الاستجابات الانعكاسية، والعاطفية. ويفسر نشاط اللوزة الدماغية الأعلى ونشاط قشرة الفص الجبهي السفلي سبب كوننا أقل عقلانية، وأكثر عاطفية، وتفاعلية عندما نكون متوترين.

وعدد التقرير 5 أنواع من الأنشطة التي يمكن أن تساعد أدمغتنا على إكمال دورة التوتر.

1. التمرين- دورة الإجهاد الكاملة الخاصة به

عندما نمارس الرياضة نحصل على ارتفاع قصير المدى في الكورتيزول، يليه انخفاض صحي في الكورتيزول، والأدرينالين.

كما تعمل التمارين الرياضية على زيادة هرموني الإندورفين، والسيروتونين، مما يحسن المزاج.

ويسبب الإندورفين شعوراً بالبهجة يُطلق عليه غالباً تسمية «نشوة العداء»، وله تأثيرات مضادة للالتهابات.

2. الأنشطة المعرفية- تقليل التفكير السلبي

يمكن أن يؤدي التفكير السلبي المفرط إلى تحفيز أو توسيع الاستجابة للضغط النفسي. في بحث أجراه الموقع عام 2019، وجد أن العلاقة بين التوتر والكورتيزول كانت أقوى لدى الأشخاص الذين لديهم تفكير أكثر سلبية.

يمكن أن يؤدي ارتفاع نشاط اللوزة الدماغية والتفكير الأقل عقلانية عندما تكون متوتراً إلى تفكير مشوه، مثل التركيز على السلبيات، والتفكير الجامد «إما أبيض أو أسود».

يمكن للأنشطة التي تهدف إلى تقليل التفكير السلبي وتعزيز رؤية أكثر واقعية أن تقلل من الاستجابة للضغط النفسي. في البيئات السريرية، يُسمى هذا عادةً بالعلاج السلوكي المعرفي.

في المنزل، قد يكون هذا بمثابة تدوين اليوميات، أو تدوين المخاوف. وهذا يشرك الأجزاء المنطقية والعقلانية من دماغنا، ويساعدنا على التفكير بشكل أكثر واقعية.

3. الإبداع - طريق للخروج من «الهروب أو القتال»

يمكن أن تكون الأنشطة الإبداعية، مثل الفن، أو حرفة، أو بستنة، أو الطبخ، أو أنشطة أخرى، مثل حل الألغاز، أو ألعاب الخفة، أو الموسيقى، أو المسرح، أو الرقص، أو مجرد الاستغراق في عمل ممتع. هذه الأنشطة تزيد من نشاط قشرة الفص الجبهي، وتعزز التدفق، والتركيز.

والتدفق هو حالة من المشاركة الكاملة في النشاط الذي تستمتع به. فهو يخفض مستويات التوتر العالية من النورادرينالين، والأدرينالين في الدماغ.

4. التواصل الاجتماعي وإطلاق هرمونات الشعور بالسعادة

التحدث مع شخص آخر، معانقة شخص، أو حيوان أليف، والضحك، كلها يمكن أن تزيد من الأوكسيتوسين، هذا هو الناقل الكيميائي في الدماغ الذي يزيد من الترابط الاجتماعي، ويجعلنا نشعر بالتواصل، والأمان.

5. تهدئة النفس

تمارين التنفس، والتأمل تحفز الجهاز العصبي السمبتاوي (الذي يهدئ استجاباتنا للتوتر حتى نتمكن من إعادة الضبط) عن طريق الأعصاب المبهمة، وتقليل الكورتيزول.

البكاء أيضاً يمكن أن يساعد من خلال إطلاق طاقة التوتر، وزيادة الأوكسيتوسين، والإندورفين.


ما تأثير إدمان الإنترنت على المراهقين؟

الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (رويترز)
الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (رويترز)
TT

ما تأثير إدمان الإنترنت على المراهقين؟

الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (رويترز)
الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (رويترز)

أفادت دراسة فنلندية بأن إدمان الإنترنت، وعدم الحصول على ساعات النوم الكافية أو ممارسة الرياضة، مرتبط بخطر التغيب عن المدرسة بسبب المرض في سن المراهقة.

وأوضح الباحثون بجامعة هلسنكي، أن المراهقات يبدون أكثر عرضة من المراهقين للاستخدام المفرط للإنترنت، وعرضت النتائج، الثلاثاء، في دورية (Archives of Disease in Childhood).

وعلى الرغم من أن التقييمات والتصنيفات المتباينة للاستخدام المفرط للإنترنت قد تجعل قياسه صعباً، فإن الوسائط الرقمية يمكن أن تكون عاملاً جاذباً للمراهقين للبقاء في المنزل بدلاً من الذهاب إلى المدرسة، ويمكن أن تعوق التعلم بسبب قلة النوم، كما يشير الباحثون.

ولتقدير التأثير الذي قد يحدثه الاستخدام المفرط للإنترنت على الحضور المدرسي، استخدم الباحثون بيانات من دراسة تعزيز الصحة المدرسية، وهي دراسة استقصائية وطنية تُجرى كل سنتين في فنلندا.

وحلل الباحثون بيانات 86 ألفاً و270 تلميذاً في الصفين الثامن والتاسع، تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاماً. وسُئل المراهقون عن علاقتهم بوالديهم من حيث مدى مشاركتهم مخاوفهم، ومقدار نومهم ليلاً، وعدد أيام ممارسة الرياضة في الأسبوع.

وتم تقييم الاستخدام المفرط للإنترنت باستخدام مقياس يرصد إهمال الأسرة والأصدقاء والدراسة، والقلق من عدم الاتصال بالإنترنت، وتأثير الانشغال بالإنترنت على النوم والتغذية.

ووجد الباحثون أن الاستخدام المفرط للإنترنت، مع إهمال الأنشطة الأخرى وقلة النوم وعدم ممارسة الرياضة، يرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة بسبب المرض بين المراهقين.

وفي المتوسط، ينام المراهقون 8 ساعات في ليالي الدراسة، و9 ساعات في ليالي نهاية الأسبوع.

ووجد أن 35 في المائة قضوا أقل من 8 ساعات في الليالي المدرسية، و11 في المائة ناموا أقل من 8 ساعات في عطلة نهاية الأسبوع.

بالإضافة إلى ذلك، أفاد الثلث بممارسة نشاط بدني لمدة ساعة على الأقل في 4 أيام من الأسبوع، في حين أبلغ ثلث المشاركين عن مستويات منخفضة من النشاط البدني، أقل من 3 أيام في الأسبوع.

وأشارت الدراسة إلى أن قضاء وقت طويل على الإنترنت كان مرتبطاً بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (38 في المائة زيادة في المخاطر) والغياب عن المدرسة لأسباب طبية (24 في المائة زيادة في المخاطر).

وأظهرت العلاقات الأبوية الجيدة، والنوم الأطول ليلاً خلال أيام الأسبوع، وممارسة النشاط البدني، أنها عوامل وقائية بشكل كبير، مع ارتباط كل عامل بانخفاض مطرد في خطر التغيب عن المدرسة والغياب بسبب المرض.

ويشير الباحثون إلى أن نتائج الدراسة لها آثار مهمة على تعزيز الصحة والتحصيل التعليمي للمراهقين، وتقدم فوائد ملموسة للمهنيين الذين يعملون في خدمات الصحة والرفاهية المدرسية.


كيف تناول المسرح المصري القضية الفلسطينية؟

ملصق عرض «بأم عيني» (وزارة الثقافة المصرية)
ملصق عرض «بأم عيني» (وزارة الثقافة المصرية)
TT

كيف تناول المسرح المصري القضية الفلسطينية؟

ملصق عرض «بأم عيني» (وزارة الثقافة المصرية)
ملصق عرض «بأم عيني» (وزارة الثقافة المصرية)

تحتفي وزارة الثقافة المصرية بالقضية الفلسطينية، وتذكر بتناولها تاريخياً في المسرح المصري عبر مائدة مستديرة يومي الأربعاء والخميس، تحت عنوان «فلسطين في المسرح المصري»، تتضمن أوراقاً بحثية وعروضاً لأعمال مسرحية.

وتعقد لجنة المسرح في المجلس الأعلى للثقافة التي يترأسها الدكتور سامح مهران، مائدة مستديرة تتضمن أوراقاً بحثية حول حضور قضية فلسطين في المسرح المصري، بالإضافة لعرض حكواتي يقدمه الفنان الفلسطيني غنام غنام بعنوان «بأم عيني 1948»، بساحة الهناجر في دار الأوبرا المصرية.

ويشارك في المائدة المستديرة مجموعة من المختصين في المسرح من بينهم الدكتور سيد علي إسماعيل والكاتب محمد الروبي والدكتور عمرو دوارة المخرج والمؤلف المسرحي المصري الذي سرد لـ«الشرق الأوسط» بدايات الأعمال المسرحية المصرية حول القضية الفلسطينية قائلاً: «كانت البداية عام 1948 مع مسرحية (الصهيوني) التي قدمها يوسف وهبي، وعرضتها فرقة المسرح القومي بعد ذلك، لكن أهم عمل بكل المقاييس كانت مسرحية (واقدساه)».

وأوضح دوارة أن «(واقدساه) عُرضت عام 1988 من تأليف يسري الجندي، وإخراج المخرج التونسي منصف السويسي، وكان تحت رعاية سعد الدين وهبة، واتحاد الفنانين العرب، وتميّز بأنه كان يضم نجماً من كل بلد عربي، فمن مصر كان محمود ياسين، ومحمد المنصور من الكويت، وعلي مهدي من السودان، ومن لبنان وتونس والعراق وغيرها من البلدان، وكان مخططاً له أن يُعرض في كل الدول العربية، لكنه عرض فقط في دولتين أو ثلاث».

وبينما تبدأ جلسة المائدة المستديرة بمقطع فيديو قصير للشاعر فؤاد حداد من قصيدة «مسحراتي القدس» من إخراج الفنان أحمد إسماعيل، يتناول المحور الأول «المسرح بين مصر وفلسطين... علاقة تاريخية»، والجلسة الثانية تتناول «القضية الفلسطينية في المسرح المصري» عبر عدة أوراق بحثية ودراسات يقدمها مختصون من بينهم المخرج المسرحي عمرو دوارة، الذي يتابع كلامه لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى ألّا يكون الغرض هذه المائدة الشعور براحة الضمير، فرغم أهمية منظومة المسرح ضمن المنظومة الثقافية فلا بدّ أيضاً أن تكون له وظيفة لشحذ الهمم ودعم القضية الفلسطينية، خصوصاً في ظل ما يحدث في غزة اليوم».

وشهدت الفترة الماضية العديد من الفعاليات الفنية والثقافية التي تدعم القضية الفلسطينية، من بينها حفلات في دار الأوبرا المصرية خلال رمضان الماضي، وبرامج خاصة في مهرجانات سينمائية مصرية لعرض الأفلام الفلسطينية.

وذكر دوارة أن «القضية لا تتوقف على الأعمال المسرحية التي قُدمت عن القضية الفلسطينية، ولكن هناك نصوصاً مسرحية كثيرة كشفت زيف الادعاءات الإسرائيلية حول رغبة الكيان الصهيوني في السلام».

ولفت المؤرخ المسرحي إلى أن «أكثر من فنان قدم أعمالاً عن القضية الفلسطينية في مصر، كان الفنان الراحل كرم مطاوع، وقدم أعمالاً مثل (كوابيس في الكواليس) و (عودة الأرض)، بالإضافة لتقديم عرض عن حرب أكتوبر».

جانب من الإعلان عن المائدة المستديرة (وزارة الثقافة المصرية)

وأشار دوارة إلى العمل المسرحي «النار والزيتون» لألفريد فرج، ووصفه بأنه «من أهم النصوص المسرحية حول القضية الفلسطينية، نظراً لأنه تناول بداية القضية وكان بدعم من منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، وذهب ألفريد فرج وعاش فترة في المخيمات الفلسطينية ليكتب هذا النص، وقُدّم العرض على المسرح القومي وهو من إخراج سعد أردش وبطولة محمود الحديني ورجاء حسين».

يُذكر أن المسرح المصري قدّم أيضاً الكثير من نصوص الكتّاب العرب حول القضية الفلسطينية ومن بينها مسرحية «اغتصاب» للكاتب السوري سعد الله ونوس.


مخرجة «شرق 12» تعوّل على «اختلاف المضمون البصري»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشرق الأوسط)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشرق الأوسط)
TT

مخرجة «شرق 12» تعوّل على «اختلاف المضمون البصري»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشرق الأوسط)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشرق الأوسط)

يشارك الفيلم المصري «شرق 12»، للمخرجة المصرية-الهولندية هالة القوصي الذي استغرق العمل عليه أكثر من عام ونصف العام في مسابقة «أسبوع المخرجين»، خلال فعاليات الدورة الـ77 من «مهرجان كان السينمائي» في الفترة من 14 إلى 25 مايو (أيار) المقبل. وفي المسابقة نفسها ينافس الفيلم الفلسطيني «إلى أرض مجهولة» للمخرج مهدي فليفل.

ويعد «شرق 12» الفيلم الروائي الثاني للمخرجة القوصي بعد فيلم «زهرة الصبار»، الذي عُرض في مسابقة مهرجان «روتردام الدولي»، الذي حصل على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان «دبي الدولي» وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان «أسوان لسينما المرأة» وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في المهرجان «القومي للسينما» وجائزة أحسن ممثلة مساعدة في «مهرجان جمعية النقاد» المصرية.

الفيلم ينتمي للكوميديا السوداء (الشرق الأوسط)

واختير «شرق 12»، من بين 1590 عملاً حسب هالة القوصي التي تحدثت عن كواليس الفيلم قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «جاءت فكرة الفيلم بعد تقديمي (زهرة الصبار) عام 2017، وهو أول فيلم روائي طويل أقدمه وتعاونت من خلاله مع الممثلة منحة البطراوي، التي جذبتني شخصيتها وتجربتها الحياتية الملهمة».

وتضيف القوصي أن بلورة إحساس الأم كان هدفها الأول لتقديم شخصية «جلالة الحكاءة» في «شرق 12»، التي تنقل الناس بقوة أسلوبها لمكان آخر وتجارب لا يعلمون عنها شيئاً، ومن هنا تشكل هذا العالم الخيالي الساحر.

«شرق 12» يمثّل مصر في «أسبوع المخرجين» بمهرجان «كان» (الشرق الأوسط)

وتؤكد هالة القوصي أن عملها بالفن التشكيلي كان له تأثير واضح في تفاصيل الفيلم تقول: «دخلت السينما من باب الفنون البصرية، فالفن التشكيلي يساعد على فهم إشكاليات وجودية كبيرة من خلال صور ملهمة في كل عمل أنوي تنفيذه، وهنا يكمن اختلاف ما أقدم لأنني اعتمدت بالأساس على المضمون البصري، الذي أراه أقوى عناصر الفيلم».

لقطة من الفيلم (الشرق الأوسط)

وعدت هالة القوصي تقديمها للفيلم الذي تدور أحداثه المليئة بالحكايات المثيرة والمشوقة خلال 109 دقائق لأنها تحب الحكايات وعوالمها المختلفة وترى أنها صناديق سوداء للأجيال المقبلة للتعرف عليها كما أنها مصادر للمعرفة.

ونوهت هالة القوصي بأنها في البداية اعتمدت على صناعة جميع تفاصيل أعمالها بنفسها بسبب ندرة الدعم المادي بداية من القصة والإخراج والملابس والديكور والمونتاج، لكنها أكدت أنها بدأت في عام 2010 بالاعتماد على طاقم فني والعمل باحترافية، لكنها استمرت في تنفيذ الديكور والملابس لبلورة رؤيتها بالكتابة.

المخرجة المصرية الهولندية هالة القوصي (الشرق الأوسط)

وترى هالة القوصي التي تحمل الجنسية الهولندية مع المصرية وبدأت العمل بالفن منذ منتصف العقد الأول في الألفية الجديدة، أنها حصلت على جائزة «الخيال»، وهي نتاج التعاون بين صندوق السينما الهولندي وصندوق «موندريان» الداعم للفن، التي تُمنح كل عامين لفنان تشكيلي لديه مشروع سينمائي برؤية فنية بعيدة عن الأساليب التقليدية في الإخراج، مؤكدة أن اهتمامهم في المقام الأول هو تقديم تجربة ملائمة لجميع المهتمين بالفن بكل أنواعه.

صُوّر العمل في مدينتي القاهرة والقصير (الشرق الأوسط)

ويعرض «شرق 12»، الذي اعتمد على مشاهد الأبيض والأسود والقليل من الألوان في «كان» السينمائي عرضاً عالمياً أولاً، في حين أوضحت هالة القوصي أن الاعتماد على اللونين الأبيض والأسود هو وسيلة لإبعاد المشاهدين عن ربط الأحداث وجعله واقعاً غير كامل لعدم التشابه مع أي أحداث حياتية حقيقية.

وتستكمل هالة القوصي توضيح رؤيتها وتقول: «لا يوجد مكان أو أي شيء اسمه (شرق 12)، نحن نشير إلى شيء غير موجود في الواقع ولا أحد يعيش في هذا العالم، وهي الفكرة التي اعتمدنا عليها لإبراز ما يدور في مخيلتنا بشكل ساخر، ولكن الفكرة في مضمونها المختلف تذكرنا بأحداث غامضة، لكن لا يمكننا تكوين تصوّر محدد للمكان ولا السياق نفسه، نحن أردنا أن نشغل الناس بالتفكير في أحداث الفيلم الذي صنف على أنه كوميديا سوداء».

وتؤكد هالة القوصي أن مشاركتها في مسابقة «أسبوع المخرجين» أمر مهم في مسيرتها، خصوصاً أنها مسابقة أنشأتها جمعية من المخرجين بعد نشأة المهرجان بسنوات عدّة، وفيما بعد أصبحت مسابقة للاحتفاء بالمخرجين بعضهم بعضاً، وهي توازي مسابقة «أسبوع النقاد» ولها جوائزها الخاصة، لكن الفرق بينهما أن مسابقة المخرجين لا تُعنى بالأفلام الأولى والثانية فقط مثل أسبوع النقاد، ولكنها تشهد مشاركة مخرجين مخضرمين أيضاً.

فيلم «شرق 12» من كتابة وإخراج ورؤية فنية وملابس ومشاركة في المونتاج هالة القوصي وبطولة منحة البطراوي، وأحمد كمال وعمر رزيق وفايزة شامة وأسامة أبو العطا وباسم وديع، تصوير عبد السلام موسى، وموسيقى أحمد الصاوي، وتصميم رقصات شيرين حجازي، وديكور عمرو عبدو، ومخرج منفذ فاضل الجارحي، ومدير إنتاج محمد جمال الدين، ومن إنتاج هولندي مصري قطري.

أبطال الفيلم في أحد المشاهد (الشرق الأوسط)

وينتمي الفيلم الناطق بالعامية المصرية، الذي تم تصويره في 22 يوماً في مدينتي القاهرة والقصير عام 2022، لنوعية الكوميديا السوداء، وتدور أحداثه في إطار من الفانتازيا الساخرة في عالم مغلق خارج الزمن، يتمرد فيه «الموسيقار عبده» على «شوقي البهلوان» الذي يدير المكان بخليط من العبث والعنف و«جلالة الحكاءة» التي تخفّف عن الناس بحكايات خيالية عن البحر الذي لا يعرفه أحد، بينما يخطط «عبده»، مستعينا بموهبته، مع الشابة «ننة» لكسر قبضة «شوقي» ونيل الحرية في عالم أكبر.