100 ألف صلُّوا بالأقصى في ثالث جمعة رمضانية

مصلُّون في الأقصى أمس (أ.ف.ب)
مصلُّون في الأقصى أمس (أ.ف.ب)
TT

100 ألف صلُّوا بالأقصى في ثالث جمعة رمضانية

مصلُّون في الأقصى أمس (أ.ف.ب)
مصلُّون في الأقصى أمس (أ.ف.ب)

على الرغم من الحر الشديد والإجراءات القمعية للاحتلال، أدّى أكثر من 100 ألف فلسطيني صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان الفضيل، في المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، في القدس الشرقية المحتلة، أمس، مؤكدين هوية المكان وموجهين رسالة التمسك بعروبة المكان.
وقام عدد من المسعفين والمتطوعين برش الماء على المصلين في باحات الحرم، لتخفيف وطأة الحر. فيما قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها تعاملت، خلال صلاة الجمعة، مع 95 حالة، فنقلت ثلاثاً منها إلى مستشفى «المقاصد الخيرية» في القدس. وتنوعت الإصابات ما بين تلقي ضربات الشمس، وآلام في الصدر، وآلام في البطن، ودوران، وسقوط.
وقد توافدت جموع الفلسطينيين، من مختلف أنحاء الضفة الغربية والقدس المحتلة والجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية، إلى القدس، لأداء صلاة الجمعة الثالثة من رمضان. وأصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، قرب حاجز قلنديا الإسرائيلي، لدى محاولتهم الانتقال إلى القدس لأداء الصلاة هناك. واعتقل عدد منهم بحجة عدم حملهم تصاريح دخول.
وشهدت الحواجز العسكرية المحيطة بالقدس حركة مرور نشطة، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة، تمنع دخول الرجال تحت سن الأربعين. وشهد الجدار الفاصل بين بلدة الرام ومدينة القدس محاولات شبان تخطي الجدار للوصول إلى مدينة القدس، ونجح البعض منهم عقب مطاردتهم من قبل الشرطة الإسرائيلية.
وفي أنحاء أخرى من الضفة الغربية، وقعت اشتباكات محدودة بين جنود الاحتلال والمواطنين. وأصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق خلال قمع الجيش الإسرائيلي لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية، المناهضة للاستيطان، والتي خرجت دعماً للقيادة الفلسطينية في موقفها من «المؤامرات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية»، كما قال منظمون لهذا التحرك الشعبي. وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد شتيوي، بأن جيش الاحتلال اعتدى على المشاركين في المسيرة بعد انطلاقها، بقنابل الغاز والصوت والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، ما أدى إلى إصابة عشرات بالاختناق، عولجوا ميدانياً. وأكد شتيوي أن الشبان تصدوا لجنود الاحتلال خلال مواجهات عنيفة، تخللها اقتحام منازل واعتلاء أسطحها واستخدامها من قناصة الجنود، ونصب الكمائن بهدف اعتقال الشبان، دون تسجيل أي حالة اعتقال.
ورغم حرارة الجو الشديدة، فإن ذلك لم يمنع المئات من أبناء البلدة ومتضامنين أجانب ونشطاء إسرائيليين من الخروج، تأكيداً على حقهم في استخدام طريقهم التي أغلقها جيش الاحتلال قبل أكثر من 15 عاماً. واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، على الطفل أمجد يوسف زيود (15 عاماً) من بلدة سيلة الحارثية غربي جنين. وأفاد والد الطفل زيود بأن نجله كان موجوداً في شارع جنين – حيفا الرئيسي في البلدة، واعتدى جنود الاحتلال عليه بالضرب عقب رشه بغاز الفلفل، وتم نقله إلى مستشفى جنين الحكومي.
يشار إلى أن قوات الاحتلال كثفت في الآونة الأخيرة من وجودها العسكري على مداخل قرى محافظة جنين، عبر نصب حواجزها العسكرية على المداخل.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.