الصين تنتقد «الاستقواء الاقتصادي» الأميركي

قالت إنها مستعدة «للقتال حتى النهاية» في حربها التجارية مع واشنطن

TT

الصين تنتقد «الاستقواء الاقتصادي» الأميركي

انتقدت الصين بشدة، أمس الخميس، ما سمّته «الاستقواء الاقتصادي» الأميركي بسبب طريقة تعاطيها مع شركة «هواوي» للاتصالات، فيما انضمت شركة «باناسونيك» إلى مجموعة الشركات الأجنبية التي أعادت النظر في علاقاتها مع الشركة الصينية العملاقة بعد الحظر الأميركي على التعامل معها بسبب مخاوف أمنية. بينما تظهر شركة «آبل» في أفق الحرب التجارية.
بالتزامن، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الصين تشكل خطراً حقيقياً على الأمن القومي الأميركي، مبدياً اعتقاده بأن مزيداً من الشركات الأميركية ستقطع علاقاتها مع «هواوي تكنولوجيز».
بينما قالت الصين إن على الولايات المتحدة أن تظهر «الصدق» إذا أرادت استمرار المحادثات بين القوتين الاقتصاديتين بعد التوترات بين البلدين التي أثارتها الخطوات التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد «هواوي».
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة غاو فنغ في مؤتمر صحافي إن الصين تقدمت بـ«احتجاج شديد» لواشنطن، محذرة من أن الحكومة الصينية لديها «الثقة والقدرة على حماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية». وصرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أول من أمس الأربعاء، بأن «الولايات المتحدة تستخدم قوة الدولة لتضع الضغوط بشكل تعسفي على شركات صينية خاصة، مثل (هواوي)؛ في استقواء اقتصادي». وحذر وانغ من أن بكين مستعدة «للقتال حتى النهاية» في حربها التجارية مع واشنطن.
وتلقت «هواوي» صفعة جديدة بعد أن أعلنت شركة «باناسونيك» اليابانية عن أنها ستوقف تزويد الشركة ببعض المكونات.
وفي بيان رسمي، نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، قالت «باناسونيك» إنها أعلنت في «مذكرة داخلية» عن أنها «ستعلق التعاملات مع (هواوي) وفروعها البالغ عددها 68 فرعاً المشمولة بالحظر الحكومي الأميركي». كما أعلنت شركة «توشيبا» اليابانية تعليقها المؤقت لشحناتها لشركة «هواوي» للتأكد مما إذا كانت القطع المصنعة في الولايات المتحدة خاضعة للحظر. وفي وقت لاحق أعلنت الشركة استئناف شحناتها لبعض المنتجات بعد أن أكدت أنها لا تستخدم قطعاً أميركية، بينما تواصل التأكد من مطابقة شحنات أخرى.
وتأتي هذه الخطوات بعد يوم من إعلان مجموعات اتصالات عدة ومشغلين في اليابان وبريطانيا الاضطرار إلى التخلي في الوقت الراهن عن العملاق الصيني للهواتف الذكية.
ويطال الحظر الأميركي المنتجات المصنوعة بشكل كامل أو جزئي في الولايات المتحدة حيث تصنع «باناسونيك» بعض قطعها.
وفي الأسبوع الماضي قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب منع صادرات المنتجات التكنولوجية الأميركية إلى شركات تمثّل «خطراً»، في استهداف لـ«هواوي» المتهمة من قبل واشنطن بالمساهمة في أنشطة الصين للتجسس. كما أعلنت وزارة التجارة حظراً فعالاً على الشركات الأميركية التي تبيع أو تنقل التكنولوجيا الأميركية إلى «هواوي» رغم أنها أصدرت لاحقاً مهلة مدتها 90 يوماً. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أعلنت شركة «غوغل» قطع علاقة نظامها التشغيلي «آندرويد» بمجموعة «هواوي».
وجاءت خطوات ترمب بعد أيام من زيادته الرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، مما دفع ببكين إلى رفع رسومها على سلع أميركية بقيمة 60 مليار دولار.
وجرت مفاوضات تجارية بين مسؤولين كبار من الولايات المتحدة والصين في وقت سابق من هذا الشهر وانتهت بتصريح الجانب الصيني بأن مزيداً من المفاوضات سيجرى في بكين، إلا إنه لم يتم تحديد موعد لها، ومنذ ذلك الوقت بدأت اللهجة تتصاعد بين البلدين.
وصرح غاو أمس الخميس: «إذا أرادت الولايات المتحدة مواصلة المحادثات، فيجب أن تظهر الصدق وتصلح تحركاتها الخاطئة. لا يمكن أن تكون أمام المفاوضات فرصة للاستمرار إلا على أساس المساواة والاحترام». وحذر من أنه «إذا اختارت الولايات المتحدة سياسة الضغوط القصوى، فستواجهها الصين وتقاتل حتى النهاية».
وتفاقم النزاع التجاري وتحول إلى حرب تكنولوجية على التفوق في التكنولوجيا التي ستشكل مستقبل الاقتصاد العالمي، مثل شبكات الجيل الخامس التي تعد شركة «هواوي» رائدة عالمية فيها.
غير أن محللين قالوا إن هذه القيود الأميركية ستؤدي إلى زيادة الصعوبات التي تواجهها شركة «آبل» الأميركية العملاقة في الصين، خصوصاً مبيعاتها من الهاتف الذكي «آيفون» في أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، وكذلك اضطراب شبكة إمدادات «آبل» بمستلزمات إنتاجها.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» للأنباء إلى أنه عندما اشتد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين أواخر العام الماضي، قال بعض خبراء الاقتصاد إن المستهلكين الصينيين قرروا بشكل غير رسمي مقاطعة المنتجات الأميركية؛ بما في ذلك هواتف «آيفون».
وبعد إعلان «آبل» نتائج مخيبة للآمال في موسم رأس السنة الماضي، قال «تيم كوك» الرئيس التنفيذي لشركة «آبل» إن الحرب التجارية الأميركية - الصينية كانت مسؤولة جزئياً عن هذه النتائج.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

إطلاق الجولة الثالثة من مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان

وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
TT

إطلاق الجولة الثالثة من مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان

وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)

أعلنت شركة هيدروجين عُمان (هايدروم)، اليوم (الأربعاء)، إطلاق الجولة الثالثة من المزايدات العلنية على أراضي مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان، ومن المقرر البدء بها مطلع عام 2025.

وقال وزير الطاقة والمعادن العماني ورئيس مجلس إدارة «هايدروم»، سالم العوفي، إن إعلان خطط الجولة الثالثة من المزادات يُظهر التزام عُمان بمواصلة تطوير هذا القطاع الواعد وفق خطوات مدروسة ورؤية استراتيجية، مشيراً إلى أنه سيتم التركيز على تعزيز القيمة الحقيقية لكل مشروع، سواء من حيث الاستدامة أو الابتكار التكنولوجي أو الأثر الاقتصادي؛ من خلال استثمار موارد الدولة المتجددة وموقعها الجغرافي.

في حين ذكرت الشركة أن هذه الجولة استراتيجيات جديدة لتخصيص الأراضي، وتطوير إجراءات مزايدة أكثر كفاءة، ودراسة إمكانية اقتراح آليات مبتكرة مثل المزادات ثنائية الجوانب التي تهدف إلى ربط قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر بالصناعات التحويلية مثل الحديد الأخضر والأسمدة. وأكدت على تركز الجولة المقبلة لجذب المستثمرين العالميين والمحليين، مع إعطاء الأولوية لتعزيز المحتوى المحلي، وضمان جاهزية البنية الأساسية، والتوافق مع متطلبات الأسواق العالمية، ما يدعم تطور منظومة الهيدروجين في عُمان ويعزز مكانتها على خريطة قطاع الطاقة المتجددة.

ومن المتوقع فتح باب تقديم العطاءات في الربع الأول من عام 2025، على أن يتم الإعلان عن المشاريع الفائزة بين الربع الأخير من العام نفسه والربع الأول من عام 2026.

وقال العوفي إنه يسعى لبناء منظومة متكاملة للهيدروجين الأخضر، تسهم في تحقيق التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، حيث يمثل هذا التوجه ركيزة أساسية في رؤيته لتعزيز الشراكات الدولية، وتوفير حلول مبتكرة تُسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة على المستويين المحلي والدولي.

وتم خلال جلسات العمل مناقشة موضوع التعاون الجاري لتطوير ممر الهيدروجين السائل، الذي أُطلق خلال مؤتمر الأطراف «كوب 28» عبر اتفاقية دراسة مع ميناء أمستردام وشركة «أيكولوج» وشركة «إن بي دبليو»، مؤكداً أن هذا التعاون حقق إنجازاً مهماً تمثل في استكمال دراسة أكدت جدوى إنشاء سفن نقل متخصصة لتصدير الهيدروجين المسال.

وأكد العوفي أن ميناء «الدقم» يعد محوراً استراتيجيّاً لهذه الجهود، حيث يدعم تصدير الهيدروجين الأخضر من عُمان إلى الأسواق الأوروبية عبر ميناء أمستردام، وإلى أسواق آسيا والمحيط الهادئ عبر سنغافورة.

من جانبه أوضح المدير العام لشركة «هايدروم»، عبد العزيز الشيذاني، أن المشاركة الواسعة في يوم المستثمر الذي تنظمه الشركة، عكست مدى الاهتمام العالمي والثقة في رؤية عُمان لتطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر، حيث مثلت الفعالية فرصة قيّمة لتبادل الرؤى وتعزيز الحوار مع الشركاء العالميين حول تطوير القطاع. وأكد على أن الحوارات والشراكات وما تم الإعلان عنه خلال الفعالية يبرز الجهود المشتركة لما تحقق، ويمهد الطريق لاستكشاف المزيد من الفرص التي تعزز مسيرة شركة هيدروجين عُمان نحو الإسهام في خطة سلطنة عُمان للتحول في قطاع الطاقة.