«مهاجرو» ليبيا في رمضان لعب وصلاة... والإفطار على «أهل الخير»

مراكز الإيواء تستقبل المعونات وتتحول ساحات رياضية

مهاجرون يؤدون الصلاة في أحد المراكز
مهاجرون يؤدون الصلاة في أحد المراكز
TT

«مهاجرو» ليبيا في رمضان لعب وصلاة... والإفطار على «أهل الخير»

مهاجرون يؤدون الصلاة في أحد المراكز
مهاجرون يؤدون الصلاة في أحد المراكز

في الساحة الداخلية بمركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين بمدينة تاجوراء، القريبة من العاصمة الليبية طرابلس، اصطف الإمام لأداء صلاة المغرب ومن ورائه مجموعات من المهاجرين من جنسيات أفريقية وآسيوية عدة، قُبيل التوجه لتناول وجبة الإفطار، في بداية لأجواء رمضانية تستمر إلى ما قبل طلوع الفجر. ومركز إيواء تاجوراء واحد من عدة مقار منتشرة في العاصمة، لاحتجاز المهاجرين الذين دخلوا البلاد عبر شبكات تهريب البشر، والطامحين في الانتقال إلى أوروبا.
ويقول القائمون على مراكز الإيواء إنهم يسعون لتوفير أجواء مناسبة كي يتمكن نزلاؤه من التعايش مع إخوانهم الليبيين في أيام شهر رمضان، وذلك من خلال إقامة دورات في كرة القدم، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات ثقافية وترفيهية بين مختلف الأعمار للتخفيف عن جميع المحتجزين.
وتسببت الأوضاع المضطربة بالعاصمة، في توقف إمداد بعض مراكز الإيواء بالمواد الغذائية، لكن بعض المراكز تسعى لتغطية الاحتياجات المطلوبة من خلال مؤسسات خيرية.
وقال جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، فرع تاجوراء، أمس، إن مؤسسة خيرية من بينها السلام للتربية والعون الاجتماعية، ومجموعة العمل الخيري بطرابلس توفر وجبات الإفطار للمهاجرين الصائمين، وغيرهم، مشيراً إلى أن هذه «الجمعيات قدمت الكثير بجهد كبير حباً للعمل الأهلي التطوعي وخدمة الإنسانية».
ولفت الجهاز إلى أنه في إطار التخفيف على المهاجرين، وخاصة الأطفال والمرضى فإنه يحاول دائماً الترفيه عنهم داخل المركز بعيداً عن أي قيود، مشيراً إلى أن الاهتمام لا يتوقف على المسلمين فقط، لكن يتم تقدم الدعم للجميع من دون النظر إلى ديانتهم، بالإضافة إلى الأطفال والنساء الحوامل.
وأجْلت الأجهزة الأمنية المهاجرين غير الشرعيين نزلاء مركز إيواء عين زارة، بجنوب العاصمة، كما نقل قرابة 400 آخرين من مركز إيواء أبو سليم، الذي يضم أكثر من 700 مهاجر.
وقال مسعود محمد، أحد المشرفين على مراكز الإيواء في طرابلس، إن كثيراً من «أهل الخير» يساعدون في إمداد المراكز بالمواد الغذائية المطلوبة، بعد تراجع حكومة «الوفاق الوطني» عن القيام بدورها في توفير التمويل اللازم لسد احتياجات المهاجرين.
واستدرك: «ومع كل ذلك وجدنا لدى المؤسسات الخيرية كل الدعم كي يهنأ جميع المهاجرين بقضاء شهر رمضان دون أزمات»، لافتاً إلى أنهم يمضون اليوم في الصلاة واللعب، وفي الليل يصلون العشاء والتراويح.
غير أن الأجواء الرمضانية لم تقتصر على مراكز الإيواء في طرابلس، بل امتدت إلى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في مدينة طبرق بشرق ليبيا، حيث وجه رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني، بتقديم الدعم لجهاز مكافحة الهجرة غير القانونية «لضمان الحفاظ على كرامة وإنسانية النزلاء الذين اضطروا إلى ترك بلدانهم الأصلية بسبب سوء الظروف المعيشية».
وتقدر أعداد المهاجرين غير الشرعيين في عموم ليبيا بـ800 ألف شخص، و20 ألفاً في مراكز الاحتجاز من دول أفريقية وآسيوية. علماً بأنه تم ترحيل 16 ألف مهاجر من ليبيا خلال عام 2018 بنظام برنامج «العودة الطوعية» الذي نظمته المنظمة الدولية للهجرة.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.