«الثقافة» السعودية تشارك في معرض «الذكاء الاصطناعي والحوار بين الثقافات» بروسيا

الفنانتان لولوه الحمود ودانية الصالح تمثلان المملكة

الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان وزير الثقافة السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان وزير الثقافة السعودي (الشرق الأوسط)
TT

«الثقافة» السعودية تشارك في معرض «الذكاء الاصطناعي والحوار بين الثقافات» بروسيا

الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان وزير الثقافة السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان وزير الثقافة السعودي (الشرق الأوسط)

تشارك وزارة الثقافة السعودية في معرض «الذكاء الاصطناعي والحوار بين الثقافات» الذي سيقام في متحف «هيرميتاج» في جمهورية روسيا الاتحادية خلال الفترة من 6 يونيو (حزيران) إلى 7 يوليو (تموز) من العام الحالي، وستمثل السعودية فيه الفنانتان السعوديتان لولوه الحمود ودانية الصالح.
ويبحث المعرض الذي سيتم إطلاقه خلال منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، في دورته الجديدة عن إجابة لسؤال «ما الذي سيحدث بعد ذلك؟» وهو سؤال يتردد صداه عميقاً في السعودية بفضل التطور الثقافي الذي تعيشه حالياً. ويوضح عمل لولوه الحمود ودانية الصالح كيف يمكن خلط العناصر التقليدية والمستقبلية بسلاسة للتعبير عن مفاهيم إبداعية، تتضمن مزيجاً من الخط العربي القديم مع عناصر من الذكاء الاصطناعي.
وتعد لولوه الحمود من الفنانات السعوديات المتميزات في التعبير عن الإبداع من خلال الأشكال المجردة، وتسعى من خلال أعمالها إلى إلقاء نظرة أعمق على القواعد الخفية للإبداع الفني بنمط رياضي، وباستخدام اللغة العربية، في سياق فكري يتماهى مع الطبيعة، ويجمع بين الفن والعلم. والحمود حاصلة على الماجستير من جامعة سانت مارتن المركزية للفنون تخصص الفن الإسلامي، ونسّقت العديد من المعارض في دول مختلفة من بينها متحف Duolun في الصين، ومعرض الفن السعودي في SOAS غاليري بروناي، كما اقتنى أعمالها كل من متحف القارات الخمس في ميونيخ في ألمانيا ومتحف «LACMA» في لوس أنجليس.
فيما تبحث الفنانة دانية الصالح في أعمالها عن «صوت» البنية التحتية وتعقيدات اللغة، وتجلى ذلك في عملها «صوتَم» الذي فاز بجائزة إثراء للفنون والذي سعت فيه إلى تقسيم اللغة إلى وحدة صوت أصغر، وعزفت فيه على وتر الحروف الأبجدية في اللغة العربية، باحثة عن أصل مخارجها من أجل إثبات قوتها الاتصالية بين البشر، وقد ابتكرت من أجل ذلك برنامجاً لإنتاج 28 خطاً تمثل الحروف الأبجدية. ويمثل المزج بين الفن والعلم منهجاً للفنانة دانية الصالح التي تدرس الماجستير في تخصص الفنون الحاسوبية في كلية جولدسميث في بريطانيا.
وتأتي مشاركة وزارة الثقافة في معرض «الذكاء الاصطناعي والحوار بين الثقافات» في روسيا في سياق دعمها للأصوات السعودية ذات الاتجاه الفني الخاص، وحرصها على نقل الإبداع السعودي إلى الخارج لتعزيز الحوار الثقافي مع العالم، وذلك عبر مبادرات متنوعة تغطي اتجاهات النشاط الفني كافة.
ويأتي المعرض بمبادرة من صندوق الاستثمار المباشر الروسي لتعزيز الحوار بين الثقافات، وفي سياق تعاون ثقافي رفيع بين السعودية وروسيا. ويشارك في المعرض نخبة من الفنانين العالميين المتخصصين في الرسم الحوسبي منهم ماريو كلينجيمان من ألمانيا، وسون شون من الصين، وتيم فويد من كوريا الجنوبية، ورسام الكومبيوتر الأميركي جوناثان موناغان، ونوريميتشي هيراكاوا من اليابان.



«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
TT

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)

أذهلت حقيقة ما يكمُن داخل محيطاتنا، الناس منذ الأزل؛ لذا ليس مستغرباً تكاثُر الخرافات حول الأعماق المائية. ولكن بصرف النظر عن قارة أتلانتيس الغارقة، فقد اكتشف العلماء «مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج، تعجُّ بالحياة.

وذكرت «إندبندنت» أنّ المناظر الطبيعية الصخرية الشاهقة تقع غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، وتتألّف من جدران وأعمدة وصخور ضخمة تمتدّ على طول أكثر من 60 متراً. للتوضيح، فهي ليست موطناً لإحدى الحضارات الإنسانية المنسيّة منذ مدّة طويلة؛ لكنَّ ذلك لا يقلِّل أهمية وجودها.

يُعدُّ الحقل الحراري المائي، الذي أُطلق عليه اسم «المدينة المفقودة» لدى اكتشافه عام 2000، أطول بيئة تنفُّس في المحيطات، وفق موقع «ساينس أليرت ريبورتس». وإذ لم يُعثَر على شيء آخر مثله على الأرض، يعتقد الخبراء بإمكان أن يقدّم نظرة ثاقبة على النُّظم البيئية التي يمكن أن توجد في مكان آخر في الكون.

«مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج (مختبر «أميز»)

ولأكثر من 120 ألف عام، تغذَّت الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية على الفتحات الموجودة في الحقل، التي تُطلق الهيدروجين والميثان والغازات الذائبة الأخرى في المياه المحيطة.

ورغم عدم وجود الأكسجين هناك، فإنّ حيوانات أكبر تعيش أيضاً في هذه البيئة القاسية، بما فيها السرطانات والجمبري والثعابين البحرية؛ وإنْ ندُرَت.

لم تنشأ الهيدروكربونات التي تُنتجها الفتحات من ضوء الشمس أو ثاني أكسيد الكربون، وإنما بتفاعلات كيميائية في قاع البحر. سُمِّيت أطول سهول «المدينة المفقودة»، «بوسيدون»، على اسم إله البحر الإغريقي، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 متراً. في الوقت عينه، إلى الشمال الشرقي من البرج، ثمة جرفٌ حيث تنضح الفتحات بالسوائل، مما ينتج «مجموعات من الزوائد الكربونية الدقيقة متعدّدة الأطراف تمتدّ إلى الخارج مثل أصابع الأيدي المقلوبة»، وفق الباحثين في «جامعة واشنطن».

هناك الآن دعوات لإدراج «المدينة المفقودة» ضمن مواقع التراث العالمي لحماية الظاهرة الطبيعية، خصوصاً في ضوء مَيْل البشر إلى تدمير النُّظم البيئية الثمينة.

وفي عام 2018، جرى تأكيد أنّ بولندا نالت حقوق التنقيب في أعماق البحار حول الحقل الحراري. وفي حين أنّ «المدينة المفقودة»، نظرياً، لن تتأثّر بمثل هذه الأعمال، فإنّ تدمير محيطها قد تكون له عواقب غير مقصودة.