مصر: «تشريعية البرلمان» تقر تعديل قوانين تماشياً مع إقرار تعديلات دستورية

TT

مصر: «تشريعية البرلمان» تقر تعديل قوانين تماشياً مع إقرار تعديلات دستورية

وافقت لجنة «الشؤون التشريعية والدستورية» في البرلمان المصري، أمس، على مشروعات قوانين مقدمة من الحكومة بشأن تعديل قانون المحكمة الدستورية العليا، وقوانين هيئات وجهات قضائية عدة، تماشياً مع التعديلات التي أُجريت على الدستور المصري، ودخلت حيز النفاذ أواخر الشهر الماضي.
وقبل أسبوع تقريباً أحال علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، عدداً من مشاريع القوانين المُقدمة من الحكومة لتعديل قوانين جهات وهيئات قضائية مختلفة، إلى «تشريعية البرلمان». وبموجب مواد الدستور الجديدة فإن طريقة اختيار رؤساء هيئات قضائية باتت مختلفة عن النصوص القائمة في قوانينها الحالية. وتضمنت مشروعات القوانين تعديل قوانين إنشاء «المحكمة الدستورية العليا، وهيئة النيابة الإدارية، وهيئة قضايا الدولة، والقضاء العسكري، وقانون السلطة القضائية، وقانون مجلس الدولة».
وفيما يتعلق بقانون المحكمة الدستورية العليا فقد نص التعديل على أن «يختار رئيس الجمهورية رئيس المحكمة من بين أقدم خمسة نواب لرئيس المحكمة، ويعين رئيس الجمهورية نواب رئيس المحكمة من بين اثنين، ترشح أحدهما الجمعية العامة للمحكمة، ويرشح الآخر رئيس المحكمة».
وقال النائب بهاء الدين أبو شقة، رئيس لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، أمس، خلال الجلسة إن «هذا النص يأتي ترجمة للمادة 193 من الدستور».
وكانت الصيغة السابقة تشير إلى أن اختيار رئيس المحكمة ونوابه وأعضاء هيئة المفوضين «يكون بناءً على قرار الجمعية العمومية لها، ويصدر الرئيس قراراً بتعيينهم».
وتضمنت مشروعات القوانين، التي ناقشتها اللجنة، مشروع قانون «إنشاء المجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية»، إذ أنشأت التعديلات الدستورية في المادة 185 «مجلساً أعلى للجهات والهيئات القضائية»، برئاسة رئيس الجمهورية، وتنص على أن «يُعين رئيس الجمهورية رؤساء الجهات والهيئات القضائية من بين أقدم سبعة من نوابهم». أما بالنسبة إلى طريقة إصدار القرار في المجلس فإنها تكون «بموافقة أغلبية أعضائه، على أن يكون من بينهم رئيس المجلس (رئيس الجمهورية)».
كما طالت تعديلات القوانين قانون «القضاء العسكري»، حيث أضاف مشروع القانون المادة رقم (55)، التي تنص على أن «يُعيَّن رئيس هيئة القضاء العسكري بقرار من رئيس الجمهورية من بين أقدم سبعة من نواب رئيس الهيئة لمدة أربع سنوات، أو لحين حلول الدور عليه للتقاعد أيهما أقرب، ولمرة واحدة طوال مدة عمله».
من جهة ثانية وجّه الفريق أول محمد زكي، وزير الدفاع المصري، قواته بـ«اليقظة الدائمة والحفاظ على الأسلحة والمعدات لفرض السيطرة الأمنية الكاملة» على حدود البلاد الغربية، والمتاخمة لليبيا.
وقال زكي خلال مشاركته، مساء أول من أمس، عدداً من مقاتلي المنطقة الغربية العسكرية وجبة الإفطار إن «رجال القوات المسلحة مستمرون بكل حسم في التصدي لأي محاولات تستهدف المساس بأمن مصر القومي».
وبين الحين والآخر، يعلن الجيش المصري تنفيذ قواته الجوية عمليات تدمير سيارات، تحمل أسلحة على الحدود الغربية، كان أحدثها في 16 مايو (أيار) الجاري، إذ قال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري، إنه تم «تدمير 54 سيارة على الاتجاه الاستراتيجي الغربي».
ونقل القائد العام للجيش المصري، أمس، إلى الجنود تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي (القائد الأعلى للقوات المسلحة)، تقديراً «لما يبذلونه من جهود وتضحيات للحفاظ على أمن الوطن واستقراره».
ومنذ سقوط نظام حكم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011 تكثف مصر من إجراءات تأمين الحدود الغربية، لمنع وصول عناصر إرهابية أو متسللين إلى داخل البلاد، فيما تُظهر زيارات العسكريين الليبيين المنتمين إلى الجيش الوطني وقائده المشير خليفة خفتر، تنسيقاً أمنياً رفيع المستوى بين الجانبين.
وأشاد وزير الدفاع المصري، أمس، بقوات «المنطقة الغربية العسكرية، وما يبذلونه من جهد في تنفيذ مهامهم التدريبية ومواجهاتهم المستمرة ضد العناصر الإجرامية، وعصابات التهريب، والمتسللين عبر الحدود في ظل التهديدات، التي تمر بها المنطقة»، مطالباً إياهم بـ«اليقظة الدائمة، والحفاظ على الأسلحة والمعدات لفرض السيطرة الأمنية الكاملة على حدودنا الغربية».
كما كرّم وزير الدفاع المصري عدداً من المتميزين من رجال المنطقة الغربية العسكرية «تقديراً لأدائهم لواجباتهم بتفانٍ وإخلاص».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.