موسكو تلوح بـ«تدابير أقوى» في إدلب وتدعم دمشق في القنيطرة

نازحون من ادلب في أطمة قرب حدود تركيا (رويترز)
نازحون من ادلب في أطمة قرب حدود تركيا (رويترز)
TT

موسكو تلوح بـ«تدابير أقوى» في إدلب وتدعم دمشق في القنيطرة

نازحون من ادلب في أطمة قرب حدود تركيا (رويترز)
نازحون من ادلب في أطمة قرب حدود تركيا (رويترز)

لوحت موسكو أمس، بتدابير عسكرية أقوى لوقف الهجمات التي تتعرض لها قاعدة «حميميم» الروسية قرب اللاذقية. وأكدت أنها «لن تتسامح للأبد مع وجود جيب إرهابي» في إدلب يواصل تهديد المناطق المجاورة.
وحملت تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أمس، تهديدا برد حاسم على مصادر إطلاق النار على القاعدة الروسية التي تعرضت وفقا للبيانات العسكرية الروسية لسلسلة هجمات متواصلة خلال الشهر الأخير استخدمت فيها قذائف صاروخية وطائرات مسيرة. وقال فيرشينين، إنه «لا يمكننا التسامح للأبد مع وجود جيب للإرهابيين في الأراضي السورية. عدد الإرهابيين في إدلب للأسف كبير، إنهم يهيمنون على هذه المنطقة». ورغم أن فيرشينين أكد أن بلاده لا تتنصل من التفاهمات الموقعة مع تركيا حول إدلب، لكن لهجته حملت تأكيدا روسيا جديدا على عزم موسكو مواصلة تنفيذ عملياتها العسكرية بالتعاون مع القوات الحكومية في هذه المنطقة. وأشار فيرشينين إلى أن «روسيا تواصل تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع الشركاء الأتراك في قضية التسوية السورية»، مشددا على ضرورة منع انزلاق الوضع الإنساني وزيادة معاناة السكان المدنيين في سوريا، وأوضح: «هذا الأمر مهمة صعبة، نعمل على حلها، كما تقوم بذلك القوات الحكومية».
وزاد الدبلوماسي الروسي: «نؤكد من جانبنا، وندعو الجميع إلى أن يؤكدوا بالكلام وبالأعمال الالتزام بسيادة سوريا ووحدة أراضيها. وإدلب هي أرض سورية في نهاية المطاف».
وفي مقابل هذه اللهجة الدبلوماسية قال نائب الوزير إن «الهجمات المستمرة على قاعدة حميميم الروسية من مناطق سيطرة المسلحين في سوريا ستواجه برد قوي». وأضاف أن القوات الروسية «ستواصل استهداف مواقع منفذي هذه العمليات». موضحا: «نرد دائما بدقة على الهجمات التي تستهدف كلا من السكان المدنيين وعسكريينا الذين ينتشرون في سوريا، بما في ذلك في قاعدتنا. وسيتم تدمير مصادر إطلاق النار ولن نتهاون مع هذا الوضع».
وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت أن منظومات الدفاع الجوي تصدت الأحد، لهجوم جديد استهدف قاعدة حميميم. وقالت في بيان إن مسلحين قصفوا قاعدة حميميم بـ12 قذيفة مؤكدة أنها رصدت مواقع إطلاق النار ودمرتها. وتحدثت موسكو عن استهداف القاعدة 18 مرة خلال الشهرين الأخيرين، وهو معدل يعد مرتفعا جدا بالمقارنة مع معدلات الهجمات على القاعدة الروسية في الفترة التي سبقت تأجيج المواجهة في إدلب.
وكان ملف إدلب على رأس موضوعات البحث خلال اتصال هاتفي أجراه أول من أمس، وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو مع نظيره التركي، خلوصي أكار.
وأكد بيان عسكري أن الوزيرين ناقشا «قضايا الأمن الإقليمي، خاصة التطورات الأخيرة للأوضاع في محافظة إدلب السورية، والإجراءات التي يجب اتخاذها لخفض التوتر في المنطقة في إطار الاتفاق المبرم في سوتشي» بين روسيا وتركيا، يوم 17 سبتمبر (أيلول) 2018.
ولم توضح وزارة الدفاع الروسية تفاصيل عن المناقشات حول إدلب، لكن هذا الملف غدا الأبرز خلال الاتصالات بين الجانبين على المستوى العسكري، وكان الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان فشلا في التوصل إلى اتفاق لحسم الوضع في إدلب عسكريا كما كانت ترغب موسكو، لكنهما اتفقا على تنشيط الاتصالات على المستوى العسكري بهدف التوصل إلى آليات مشتركة للتعامل مع الوضع في المنطقة.
على صعيد آخر، أعلنت وسائل إعلام روسية أن وحدات الشرطة العسكرية الروسية أجرت تدريبات مشتركة مع وحدات تابعة للجيش السوري، في بلدة القنيطرة في مرتفعات الجولان السوري. من دون أن تحدد طبيعة التدريبات وأهدافها ونطاق العمليات المشتركة فيها. وكان لافتا أن مسؤولين في قيادة الشرطة العسكرية الروسية في موسكو لفتوا إلى تحركات نشطة تقوم بها هذه القوات لكنهم لم يشيروا إلى التدريبات المشتركة التي تم الإعلان عنها.
وقال رئيس دائرة الشرطة العسكرية بوزارة الدفاع الروسية، فلاديمير إيفانوفسكي إنه «بفضل جهود القوات المسلحة الروسية والشرطة العسكرية الروسية تمكنت بعثة الأمم المتحدة ولأول مرة السنة الماضية من تسيير دوريات مشتركة مع العسكريين الروس».
وذكر بأن الشرطة العسكرية الروسية بدأت تسيير دوريات في القنيطرة منذ عام 2017 بعدما أعاد الجيش السوري سيطرته على المنطقة. وأفاد بأن الشرطة العسكرية الروسية عملت على إصلاح البنية التحتية للنقل، التي دمرت خلال فترة سيطرة المسلحين في المنطقة، بالإضافة إلى إعادة تشغيل الكهرباء والماء، فضلا عن تهيئة الظروف الملائمة لعودة قوات حفظ السلام الأممية إلى الجولان.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».