لم يكد الممثل السوري قصي الخولي يطأ أرض مطار بيروت متوجهاً إلى دولة الإمارات العربية حتى تحول المشهد إلى مظاهرة شعبية تؤكد نجوميته مرة جديدة. فلقد حوصر هناك من قبل أناس احتشدوا لإلقاء التحية عليه والتقاط صور «سيلفي» معه. فالنجاح الذي يحققه حالياً من خلال بطولته لمسلسل «خمسة ونص» لفت اللبنانيين بعد أن جذبهم بأدائه الطبيعي والعفوي فعبروا عن إعجابهم به على طريقتهم. واغتبط بالتالي بردود فعلهم تجاهه وليعبّر عن سعادته الكبيرة «لقد تفاجأت بهذه المشهدية وأنا ممتن كثيراً لما يحققه (خمسة ونص) بين اللبنانيين».
- فـ«غمار»، وهو اسم الشخصية التي يؤديها في «خمسة ونص» وتحولت بين عشية وضحاها إلى حلم يدغدغ أحلام النساء اللبنانيات، بعدما استطاع مخاطبتهن بعبارات حب وغرام كان يتوجه بها في الأساس إلى شريكته في العمل الدكتورة بيان نجم الدين، التي تجسد شخصيتها النجمة اللبنانية نادين نسيب نجيم. فتماهوا مع مشاعره الجياشة تجاهها وبأسلوب حواره الرنان معها إلى حدّ جعلهن يصدقن بأن الحب لا يزال حاضراً على هذا الكوكب في ظل الكراهية والمصالح الشخصية التي يعاني منها أهله في علاقاتهم الاجتماعية. وحفظ المشاهد اللبناني مقاطع من أداء الخولي رسخت في ذاكرته لما تحمل من أداء عفوي أصابهم في الصميم. ففي إحدى اللقطات وعندما تمنى على الدكتورة أن تخبره عن حياتها ليتعرف إليها عن كثب، وعندما بدأت حديثها بكلمة «حياتي» لتخبره بما تحمله من تجارب، يقاطعها بذكاء الرجل الولهان، معتبراً بأنها تتودد له ويقول: «نعم أطلبي وأنا سألبي ما ترغبين به». كما أن المشاهد أحب لقطات رومانسية دافئة جمعت الثنائي في الجبل والمتنزه كما في العيادة والمطعم وغيرها من الأماكن التي كانا يلتقيان فيها ليغمرها حيناً ويتقرب منها حيناً آخر. شكلت هذه المقاطع «ترند» على وسائل التواصل الاجتماعي نستنتج منها مدى نضوج أداء قصي الخولي ونجاحه في ترجمة شخصياته على الشاشة الصغيرة هو الذي استطاع أن يحدث الفرق على الساحة الفنية في عام 2014 في دور الخديوي إسماعيل. فأثر في حياته المهنية كما علق في أذهان متابعيه ضمن مسلسل «سرايا عابدين».
ولكن ما يحمله العمل الجديد من أحداث ومفاجآت في قسميه الأخيرين لن يكون مشابهاً بتاتاً لما قدمه في حلقاته الأولى. فـ«غمار»، هذا الطفل الذي عانى الأمرين من ترك والده (رفيق علي أحمد) له ونفيه إلى سوريا بعد وفاة والدته وزواجه من امرأة أخرى (رولا حمادة)، وبالتالي مواجهته الحياة وحيداً دون أي سند، ساهما في تركيب شخصيته المعقّدة والحاقدة والباحثة عن فرصة للانتقام. وبالفعل توفرت له الإمكانية عندما عاد ليستقر بين أفراد عائلته بطلب من والده وإثر فقدانه ابنه من زوجته الثانية ففتحت أمامه باب الانتقام على مصراعيه.
وفي الحلقات المقبلة من هذا العمل الذي استطاع أن يحقق وقعاً كبيراً ويخرق ولأول مرة في هذا الموسم شاشات التلفزة المصرية ويسجل أعلى نسب مشاهدة عليها، سنتابع قصي الخولي في وجه آخر كرجل سياسي ينتقم من عائلته بأسلوب رجل الأعمال الناجح والمتسلط لتتكشف معه وقائع وأسرار كان المشاهد يجهلها وتميل نهايته إلى المأساوية. فـ«غمار» سيحمل وزر أحقاده غير آخذ بعين الاعتبار القول المعروف «إذا رغبت في الانتقام حضّر بموازاته كفنك».
ويحرص قصي الخولي في أدائه المحترف إظهار تقلبات شخصيته الدرامية، مستخدماً أدواته التمثيلية الغزيرة والمتراكمة من تجاربه الكثيرة، فيبرز انقساماتها الداخلية مرة بنبرة صوت عالية ومرات أخرى بنظرات غريبة وابتسامة مغلفة بخطة انتقام متمكنة وكأنه يحضّرنا للحظة انفجار مدوية ستطاله شظاياها.
قصي الخولي في «خمسة ونص» شخصية حاقدة تحفر لنهايتها
عازب الدراما السورية يحلم منذ صغره بالعالمية
قصي الخولي في «خمسة ونص» شخصية حاقدة تحفر لنهايتها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة