وعكة صحية للفنانة سهير البابلي تقلق جمهورها

مقربون أكدوا تحسن حالتها ومغادرتها المستشفى

الفنانة المصرية سهير البابلي
الفنانة المصرية سهير البابلي
TT

وعكة صحية للفنانة سهير البابلي تقلق جمهورها

الفنانة المصرية سهير البابلي
الفنانة المصرية سهير البابلي

طمأنت أسرة الفنانة المصرية سهير البابلي، الجمهور المصري على صحة الفنانة الكبيرة، بعد إصابتها بوعكة صحية دخلت على إثرها للمستشفى، مساء أول من أمس. وأثار منشور للمخرج المصري عمر زهران، على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قلق الجمهور بعد نشره مساء أول من أمس، صوراً لسهير البابلي، من داخل أحد المستشفيات، وعلق على الصور قائلاً: «كل الدعوات من قلبي لسيدة المسرح... وأيقونة الفن الرائعة دوماً سهير البابلي».
من جهتها، قالت الفنانة نهال عنبر، عضوة نقابة المهن التمثيلية المصرية، في تصريحات صحافية، أمس، إن «الفنانة سهير البابلي، تتمتع بصحة جيدة، وتحسنت بشكل قوي، وأنها غادرت المستشفى وذهبت لمنزلها وسط أسرتها».
وأضافت نهال عنبر: «حالة الفنانة سهير البابلي الصحية تحسنت بشكل كبير بعد تعرضها لوعكة صحية بسيطة، وغادرت المستشفى، وهذا الكلام على مسؤوليتي وعلى مسؤولية نقابة المهن التمثيلية».
من جهتها، طمأنت نيفين ابنة الفنانة سهير البابلي الوحيدة، الجمهور على الحالة الصحية لوالدتها، وقالت في تصريحات صحافية أمس، إن والدتها عادت إلى المنزل بعد خضوعها لبعض الفحوصات الطبية، حتى تحسنت حالتها الصحية. ولم توضح طبيعة الوعكة الصحية.
التحقت سهير البابلي المولودة عام 1935 بمحافظة دمياط، بمعهد الفنون المسرحية ومعهد الموسيقى في الوقت نفسه، في سن مبكرة، مما جعلها تواجه ضغوطاً عائلية كبيرة. وشاركت عبر مشوارها الفني الطويل في تمثيل أكثر من 100 عمل سينمائي وتلفزيوني ومسرحي.
وتألقت سهير البابلي بشكل لافت في المسرح، وقدمت عدداً كبيراً من المسرحيات الاجتماعية والكوميدية على غرار «شمشون وجليلة»، و«سليمان الحلبي»، ولمعت في مسرحيات «مدرسة المشاغبين»، و«نرجس»، و«ريا وسكينة»، و«على الرصيف»، و«نص أنا ونص أنت»، و«الدخول بالملابس الرسمية»، و«عطية الإرهابية»، وقدمت أدواراً مميزة في الدراما التلفزيونية عبر مسلسل «بكيزة وزغلول»، وقدمت أيضاً العديد من الأفلام السينمائية الناجحة، من بينها «استقالة عالمة ذرة» عام 1980. «ليلة القبض على بكيزة وزغلول» عام 1988، و«ليلة عسل» عام 1990، و«يا ناس يا هوه» عام 1991. وغيرها. واعتزلت سهير البابلي التمثيل عام 1997 بعد ارتدائها الحجاب، لكنها عادت للتمثيل مرة أخرى في عام 2005 عبر مسلسل «قلب حبيبة»، ثم مسلسل «قانون سوسكا» عام 2016.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».