أزمة جديدة تهدد مستقبل «هواوي»

«غوغل» توقف معاملاتها مع العملاق الصيني

شركة «هواوي» الصينية
شركة «هواوي» الصينية
TT

أزمة جديدة تهدد مستقبل «هواوي»

شركة «هواوي» الصينية
شركة «هواوي» الصينية

علقت شركة «غوغل» كل أعمالها مع شركة «هواوي» الصينية، وفقاً لتقرير نشرته وكالة «رويترز» للأنباء، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب حظر الشركات الأميركية من التعامل مع شركات الاتصالات الصينية.
هذا القرار سيمنع وصول أي تحديثات لهواتف «هواوي»، سواء أمنية أو على مستوى النظام، ولكن دون أن يؤثر على تحديثات التطبيقات نفسها بالنسبة للأجهزة الموجودة في السوق حالياً. ولكن هذا لن ينطبق على الأجهزة التي ستصنع من الآن فصاعداً، فلن يمكنها استخدام نسخة أندرويد التي تطورها «غوغل»، بل عليها استخدام نسخة أندرويد مفتوحة المصدر. المشكلة الكبرى، أن هذه الهواتف لن يمكنها الوصول إلى تطبيقات «غوغل» الرئيسية كالمتجر Google Play و«يوتيوب» و«جيميل» و«الخرائط» وغيرها، ما سيشكل ضربة موجعة للشركة الصينية التي أتحفت العالم بأسره بتقنيات غير مسبوقة في العامين الماضيين.
وعند تطبيق القرار فعلياً، فسيكون من الصعب أن تقنع شخصاً بشراء هاتف لا يوجد به تطبيق «يوتيوب» أو «جيميل»، خصوصاً أن هناك بدائل أخرى في السوق لعل أبرزها هواتف شركة سامسونغ التي ربما تكون المستفيد الأكبر من هذه الأزمة. كما لا نعلم ما يخفيه المستقبل للهواتف المنتظرة من الشركة كهاتف «هونر» الذي سيتم الإعلان عنه اليوم وهاتف «ميت 20 إكس» الداعم لشبكات الجيل الخامس المتوقع صدوره خلال أسابيع.
هذا القرار قلب موازين المعادلة كلياً، فقبل بضعة أسابيع كانت «هواوي» الرابح الأكبر من الأزمة التي تعرض لها هاتف «غالاكسي فولد»، وكانت كل المؤشرات تقول إن الشركة تستغل الفرصة بطرحها هاتف «هواوي إكس» القابل للطي وتثبت علو كعبها على العملاق الكوري ولتمضي قدماً في تحقيق هدفها المتمثل بأن تصبح الشركة رقم 1 في عالم الهواتف الذكية بحلول 2020.
ومن حسن حظ الشركة أن هذا القرار لن يؤثر على عملائها في السوق الصينية، حيث لا يستخدمون هناك أنظمة «غوغل»، وإنما يعتمدون على أنظمة بديلة، ولكنها ستخسر بلا شك أسواقاً كبيرة في أوروبا، وآسيا، وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.
ولكن «هواوي» لن تكون الخاسر الوحيد في هذه الأزمة، فقرار المنع هذا يعني خسارة الاقتصاد الأميركي 11 مليار دولار كانت تدفعها «هواوي» لشراء منتجات ومعدات وبرمجيات من السوق الأميركية، بحسب تقرير نشرته «سي إن إن» مؤخراً.
ورداً على هذا الخبر، أطلقت «هواوي» هذا التصريح، قائلة: «أسهمت (هواوي) بشكل أساسي في تطوير ونمو نظام أندرويد في جميع أنحاء العالم. كوننا أحد الشركاء العالميين الرئيسيين لأندرويد، عملنا عن كثب مع منصة المصدر المفتوح التابعة لأندرويد لتطوير بيئة برمجيات استفاد منه المستخدمون والقطاع. سوف تواصل شركة هواوي توفير تحديثات الأمان وخدمات ما بعد البيع لجميع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الحالية من (هواوي) و(هونر) بما في ذلك المنتجات التي تم بيعها أو لا تزال في المخازن على مستوى العالم. سنواصل العمل على بناء بيئة برمجيات آمنة ومستدامة، من أجل توفير أفضل تجربة لجميع المستخدمين على مستوى العالم».
التصريح شابه الغموض، فهل تفكر «هواوي» - كما تشير بعض التقارير – في تطوير نظام تشغيل خاص بها؟ ولو أن ذلك يبدو صعباً، حيث يتوجب عليها التعامل مع «غوغل» مجدداً لغرض توفير تطبيقاتها لنظام «هواوي» الجديد، فلا فائدة من نظام تشغيل لا يوفر التطبيقات الأساسية التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية؛ ولنا في نظامي تشغيل «ويندوز فون» و«بلاكبيري» خير مثال.
ولكن بفرض أن «هواوي» سارت قدماً في هذا الاتجاه فربما نشهد ولادة نظام تشغيل جديد يكسر احتكار «أندرويد» و«آي أو إس» لسوق الهواتف الذكية، بل ربما يتفوق عليها، خصوصاً إذا تبنته الشركات الصينية الأخرى كـ«شاومي»، و«أوبو»، و«فيفو» و«ون بلس» المسيطرة على أسواق كبرى في مختلف أرجاء العالم.
وسواء حدث ذلك أم لا، فلا شك أن هذا القرار سيجعل من الشركات الأخرى تفكر جدياً في تطوير نظام تشغيل جديد لكسر احتكار «غوغل» ولتستقل كل شركة بنظامها، كما هو الوضع مع شركة «آبل».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد شعار أكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم فوق شريحة إلكترونية (رويترز)

أزمة لأكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم بسبب هاتف «هواوي» الجديد

علّقت شركة تصنيع أشباه الموصّلات التايوانية «تي إس إم سي»، شحناتها إلى شركة تصميم الرقائق الصينية «سوفغو» بعد العثور على شريحة خاصة بها في معالج «هواوي» الحديث.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا بدا إطلاق «هواوي» لهاتفها ثلاثي الطيات بمثابة تحدٍّ مباشر لـ«أبل» قبيل حدثها السنوي الكبير (الشرق الأوسط)

من سرق الأضواء أكثر... «أبل آيفون 16» أم «هواوي Mate XT»؟

«آيفون 16» من «أبل» يقف في تحدٍّ واضح أمام الهاتف الأول في العالم ثلاثي الطيات من «هواوي».

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد عملاء يتسوقون في متجر «هواوي» الرئيسي في بكين (رويترز)

«هواوي» تسجل أرباحاً قياسية في النصف الأول من العام

أعلنت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة «هواوي» عن قفزات كبيرة في إيراداتها وصافي أرباحها في النصف الأول من العام يوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا سلمى بشير الرشيدي أول فائزة بكأس «AppGallery Gamer Cup (AGC)»

أول فتاة سعودية تفوز ببطولة كأس «AGC» في متجر هواوي بالرياض

بطولة كأس «AppGallery Gamers Cup (AGC)» هي إحدى المبادرات الرائدة في مجال الرياضات الإلكترونية بدعم من متجر تطبيقات هواوي.

نسيم رمضان (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.