مقارنة بين موسوعتين للسرد العربي

الموروث السردي والعلاقة بين النص القديم والحديث

د. نادية هناوي  -  د. عبد الله إبراهيم
د. نادية هناوي - د. عبد الله إبراهيم
TT

مقارنة بين موسوعتين للسرد العربي

د. نادية هناوي  -  د. عبد الله إبراهيم
د. نادية هناوي - د. عبد الله إبراهيم

بصدور كتاب «موسوعة السرد العربي... معاينات نقدية ومراجعات تاريخية»، للدكتورة نادية هناوي، تكون قد وضعتْ لبنة أساس في مشروعها النقدي المتميز؛ وهو في رأينا مشروع انقلابي على رواكد النقد العراقي. ورغم أن اسم الدكتورة نادية هناوي واجتراحاتها البيّنة أخذت بالذيوع خلال السنوات الثلاث الماضية، داخل العراق وخارجه، فإن لها تاريخاً نقدياً استهلته مطلع الألفية الثالثة بدراسات وأبحاث مهمة، من خلال عملها الأكاديمي أو نشاطها ذي التمظهرات المتعددة في المشهد النقدي العراقي والعربي طيلة العقدين المنصرمين.
وموسوعة السرد هذه، ورغم أنها «معاينات ومراجعات»، تناظر مؤلفاً آخر يحمل العنوان ذاته، هو «موسوعة السرد العربي»، للباحث الدكتور عبد الله إبراهيم؛ غير أنها تمتلك الأهلية الكافية للاستقلالية، كموسوعة أخرى قائمة بذاتها حيال الموسوعة التي تستدرك عليها بتصنيفات وموضوعات ومفهومات وتصورات وأفكار؛ تأسيساً وتفريعاً وتنضيجاً، مع جدة وابتكار وتنوع في التباصر والتناظر، وتأصيل البحث المعرفي وآلياته في روية الفحص ودقة التشخيص. وبذلك، نكون إزاء موسوعتين للسرد العربي برؤيتين متغايرتين تعكسان تمايز بعضهما عن بعض بإيجاب.
كان الباب الأول من موسوعة هناوي «مراجعات ومباصرات» لما طرحته موسوعة إبراهيم، عبر حوار متأنٍ، بدءاً من التمهيد والفصول الثلاثة التي تلته، بحثاً في العنونة والمرونة في الوعي بالأنواع، وتتبعاً للتمحل النقدي في الانصياع لتاريخ النوع، ورفضاً للريادة، مجلية التشظي بين الأدبية والثقافية في مجموعة أفعال نقدية إجرائية وتنظيرية تصب في باب نقد النقد، استنتاجاً وتوثيقاً وحفراً في جينالوجيا النص النقدي. والباحثة تعزل الممارسة النقدية الواعية عن الممارسات الهامشية المبتدئة، ولا تعترف بتسميتها نقداً، كالتعليقات والعروض والتلخيصات، كالذي يكتبه شاعر عن نتاج شاعر أو قاص عن آخر، أي من دون التسلح بمزايا الناقد الأساس. لذا، ترى العملية النقدية تولد مع النضج، لا أن تتنضج مرحلياً؛ عبر مرحلة ابتدائية فمرحلة متوسطة ثم مرحلة ناضجة تستحق عندها أن تسمى عملية نقدية. ومما تأخذه الباحثة على الباحث عودته إلى نظرية الأنواع الأدبية التي كان لها أهمية في النقد الكلاسيكي، قبل أن تنسفها نظرية الأجناس الأدبية، كما تختلف معه في عزو تطور السرديات الجاهلية إلى التغير في الأنساق، واجدة أن سبب هذا التطور هو الاختلاف الثقافي بين المركز والهامش، فغياب التعالي الثقافي الذي كان يمثله الشعر، وصعود المهمش (القصص) هو ما جعل السرد يتوحد، ويتخلص مما ألصق به من مثالب وعيوب. وتفترض الباحثة أن الباحث لو أعطى اهتماماً كافياً للجاحظ، كما فعل مع ابن الجوزي، لتوصل إلى اكتشافات للهامش الثقافي العربي.
وترفض الباحثة النظرة الأحادية إلى صلة السرد العربي الحديث بالموروث السردي، أو إلى الأصول السردية الغربية، كما لا تتفق مع القول بالانقطاع التام بين النص الحديث والنص المتوارث، كما ترفض التواصل التام بينهما. وترى في ذلك مجانبة للصواب، معللة الأمر بما تفترضه عملية التطور الذي لا ينتجه التقوقع على الذات، كما أنه لا يأتي من الفراغ.
ترى د. هناوي أن الباحث، في محاولته تسليط الضوء على الظواهر المهيمنة في تجربة نجيب محفوظ، وقع في السياقية بسبب ما نجم عنها من مقاييس خارجية تسم النص المقروء بميسمها، فضلاً عن أن المحرك الأخلاقي الذي ركز عليه الباحث لا علاقة له بالذكورة أو الأنوثة، بل بالبعد الواقعي، وذلك ما نراه في روايات الواقعية النقدية التي همها تأكيد البعد القيمي المضموني. وهي تشخص اضطراباً في استخدام الباحث لمصطلح التمثيل بين «معتادية الدلالة واختصاصها»، وتنبه إلى عدم إشارته إلى الاصطلاح المقابل للسرد الكثيف، كما تختلف معه في اعتباره رواية «وي إذن لست بإفرنجي»، لخليل الخوري، الصادرة عام 1895، أول نص عربي عرف السرد الكثيف، متسائلة: هل ولدت هذه الرواية وهي تجرب؟
ومما أخذته الباحثة نادية هناوي على موسوعة الباحث عبد الله إبراهيم عدم وضوح موقفها من مسألة النسوية وتنازعها مع الأبوية، بل تراها تخندقت إلى جانب الثانية بشكل غير واعٍ، أو بمجاهرة علنية واعية ذاتية، جعلت الباحث لا يلتف عبر الموسوعة كلها إلى أن هناك فكراً نسوياً. وهي تؤشر أيضاً إلى تجاهله كتباً أثارت زوبعات فكرية ردحاً من الزمن في عالم النسوية العربية، في مواجهة المنظومة الأبوية، وهي بمثابة تجارب في النقد النسوي قمعها النقد الذكوري. وتشير إلى وصول تحفظات الباحث في هذا الإطار إلى درجة المناهضة النقدية (انطلاقاً من منزع مؤسلب يرى أن كل ما تدعو له النسويات مجرد فذلكة فكرية وحذلقة كتابية، وديكور يروج لعولمة مغلفة بالتصنع، ومرأى يتمظهر بالشطح واللعب واللامبالاة). وذلك - كما ترى - يكشف رسوخاً ثقافياً لدى الباحث، أساسه التراتبية الهرمية، مع نفي التعددية عن المؤنث، بإقرار مواضعات رسمتها المنظومة الأبوية. وتثير الباحثة، في حوار معرفي عميق مع أطروحات الباحث في حقل النسوية والأبوية، أسئلة مهمة وتفنيدات جدلية، وتخلص إلى أن «أغلب الروايات التي اختارها الناقد ليست نسوية، لأنها تعبر عن رؤية واقعية تتعامل بنمطية مع الجسد»، وتعزز رأيها هذا بمعالجات إجرائية للنصوص التي تناولها إبراهيم في موسوعته برؤية نقدية تمرسية، مشيرة إلى أن الباحث يلح على عدم الاعتراف بأن الأنوثة هي أهم تجليات الرواية النسوية العربية، وأنه أكثر من إلصاق الأوصاف المؤسلبة بالأدب النسوي، توكيداً لنزعة ذكورية لا تريد الاعتراف بالنسوية كقيمة وكينونة لها رؤيتها للعالم.
وتلج الباحثة من الباب الثاني لموسوعتها، لتجوس في مساحات سردية واسعة غفلت عنها موسوعة عبد الله إبراهيم؛ كأنماط ونماذج ومتون، لتستنبط منها بعد الخوض العميق فيها ابتكارات واجتراحات، بأداء معرفي وأكاديمي مدهش.
ومن روائع صنيعها أنها أماطت اللثام عن سرود مجهولة أو مغمورة، ذات قدسية أو غير ذات قدسية، تراثية أو كإرث سردي من ماضٍ قريب، كشفت لنا عن سرود لم يسبقها إليها الباحثون في السرد؛ سرود في أماكن قصية لا يصل إليها إلا من تعوّد تحمل المشاق من أجل النفاذ إلى آفاق متون مذهلة، كمتن الجزيرة الخضراء؛ هذه اليوتوبيا الفريدة، اليوتوبيا السردية المجهولة التي التقطتها من مظانٍ دينية، ومتون مماثلة أخرى كـ«جنة المأوى»، تعاملت معها كسرود محضة، بعد أن نزعت عنها بحصافة الباحث العلمي ما يعلق بها من محظورات ومحذورات، وتناولتها كمتون سردية استغورت أبنيتها وبناها وآليات تشكلاتها الفنية. ومن استدراكاتها على موسوعة الدكتور عبد الله، الحكاية البغدادية، كعينة من الأدب الشعبي، وكان معينها في أمثلتها في هذا اللون من السرد الأب أنستاس الكرملي، وإرثه القيم «ديوان التفتاف». ومن يفطن إلى هذا التوسع الجغرافي والتاريخي الذي سحبت الباحثة مدار أبحاثها إليه، يدرك تماماً ماهية الروح العلمية التي تتمتع بها، صبراً وأناة وعناء.
وفي دراستها لفن المقامة، تناولت ابن الصيقل الجزري مثالاً لها، لا رغبة في مخالفة التكرارية التي درج عليها دارسوها، من التسمر عند الهمذاني والحريري، وإنما لما للجزري من امتياز على سواه، عادة إياه أباً للسرد الحديث. فتسوق إلينا الباحثة استنتاجاً غير مسبوقة به، مفاده أن مقامة ابن الصيقل الجزري انطوت على خصيصة تميز السرد الحديث عن القديم، تتمثل بتجسيد المشهد السردي اليومي في زمان ومكان معينين مرحلياً، مشهد في حياة يومية معلومة في مرحلة معلومة، هي مرحلة الاحتلال المغولي لبغداد، بينما الزمان والمكان هلاميان في المقامات الأخرى، غير محددين بأي مرحلة، مما يعوم تاريخيتهما.

- قاص وروائي عراقي


مقالات ذات صلة

«مُعْجَمُ الحَواسِّ النَّاقِصَة» لعماد فؤاد

ثقافة وفنون «مُعْجَمُ الحَواسِّ النَّاقِصَة» لعماد فؤاد

«مُعْجَمُ الحَواسِّ النَّاقِصَة» لعماد فؤاد

عن دار «ديوان للنشر» بالقاهرة، صدر حديثاً العمل الشِّعري السابع للشَّاعر المصري عماد فؤاد تحت عنوان «مُعْجَمُ الحَواسِّ النَّاقِصَة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق إقبال واسع على كتب الفانتازيا العربية في معرض جدة للكتاب (الشرق الأوسط)

كاتبان عربيان يُعيدان تعريف الفانتازيا من جدة إلى السويد

ما بين جدة واستوكهولم، تتشكّل ملامح فانتازيا عربية جديدة، لا تهرب من الواقع، بل تعود إليه مُحمّلة بالأسئلة...

أسماء الغابري (جدة)
كتب ما الذي حصل للحلم الأميركي؟

ما الذي حصل للحلم الأميركي؟

في غضون خمسين عاماً من الاستقلال، شيّدت أميركا رؤيتين متناقضتين: النشوة، والحلم الأميركي.

أليكسس كو (نيويورك)
كتب هدى سويد توثِّق ذكريات الحرب اللبنانية بروح أدبية

هدى سويد توثِّق ذكريات الحرب اللبنانية بروح أدبية

في كتابها الجديد «عزف على أوتار مدينة»، تعود الكاتبة اللبنانية- الإيطالية هدى سويد إلى واحدة من أكثر المراحل قسوة في تاريخ لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
كتب «الخروج من الظل»... تفكيك فكرة الرجولة وشخصيات متمردة

«الخروج من الظل»... تفكيك فكرة الرجولة وشخصيات متمردة

ينصب التمرد غالباً على سلطة اجتماعية تتشبث بأعراف وتقاليد ومفاهيم تحاصر المرأة وتحد من حريتها.

رشا أحمد (القاهرة)

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
TT

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)

جاءت مقبرة الملك تحتمس الثاني ضمن قائمة أهم 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم لعام 2025، وفقاً لما أعلنته مجلة الآثار الأميركية «Archaeology»، حيث تعد أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها من عصر الأسرة 18 منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922.

وصدّرت المجلة غلاف عددها المخصص لشهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2026 بأحد النقوش المكتشفة داخل المقبرة.

وكانت المقبرة التي تم اكتشافها بالبر الغربي في الأقصر، تم تأكيد نسبتها للملك الشهير بالأسرة الثامنة عشرة (1550 - 1292 قبل الميلاد) تحتمس الثاني، الذي تزوج من حتشبسوت وتولّت المُلك من بعده، وتم اكتشاف نسبة المقبرة له في فبراير الماضي.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الاختيار «تأكيداً جديداً على القيمة الاستثنائية للاكتشافات الأثرية المصرية، ويعكس المكانة العلمية الرائدة لمصر في مجال علم الآثار»، مؤكداً، في بيان لوزارة السياحة والآثار، السبت، أن «هذا الإنجاز يُجسّد ثمرة التعاون والجهود المتواصلة التي تبذلها البعثات الأثرية المصرية والأجنبية، وتحقيق اكتشافات نوعية تُسهم في إعادة قراءة التاريخ المصري القديم وإثراء المعرفة الإنسانية».

جانب من المقبرة المكتشفة لتحتمس الثاني (وزارة السياحة والآثار)

وكانت وزارة السياحة والآثار أعلنت عن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني بواسطة بعثة أثرية مصرية - إنجليزية مشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة، وذلك في أثناء أعمال الحفائر والدراسات الأثرية بمقبرة رقم C4، بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر.

ووفق بيان الوزارة في بداية أعمال الحفائر، اعتقد فريق العمل أن المقبرة قد تعود لزوجة أحد ملوك التحامسة (الأسرة الـ18)، نظراً لقربها من مقبرة زوجات الملك تحتمس الثالث، وكذلك من مقبرة الملكة حتشبسوت، التي أُعدت لها بصفتها زوجة ملكية قبل أن تتولى حكم البلاد بوصفها ملكة وتُدفن في وادي الملوك. إلا أنه مع استكمال أعمال الحفائر كشفت البعثة عن أدلة أثرية جديدة وحاسمة حددت هوية صاحب المقبرة: الملك تحتمس الثاني.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن اعتبار مقبرة الملك «تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025 بمثابة «دفعة علمية للكشف والبحث عن مزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة، وسوف يكون ذلك بمثابة باب لتوالي الاكتشافات الأثرية».

وأضاف عامر لـ«الشرق الأوسط» أنها «تعدّ أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون قبل 103 أعوام تقريباً، وقد أوضحت النصوص والنقوش أن من تولت إجراءات دفن تحتمس الثاني هي الملكة حتشبسوت، كما سوف يوضح هذا الكشف طريقة فهم الباحثين لتاريخ الأسرة الثامنة عشرة ومعرفة أسرار وادي الملوك، الذي يضم العديد من المقابر الملكية ذات الأهمية الأثرية الفائقة».

ووفق بيان الوزارة، أسفرت أعمال الحفائر عن العثور على أجزاء من الملاط تحمل بقايا نقوش باللون الأزرق ونجوم السماء الصفراء، إلى جانب زخارف ونصوص من كتاب الإمي دوات، وتتميز المقبرة بتصميم معماري بسيط، يُعد نواة لمقابر عدد من الملوك الذين توالوا على حكم مصر بعد تحتمس الثاني خلال الأسرة الثامنة عشرة.


الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
TT

الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

استقبلت دار الأوبرا المصرية احتفالات الكريسماس لهذا العام بحفل غنائي في مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» تضمن عزف مقطوعات موسيقية من أشهر الأعمال الكلاسيكية العالمية المرتبطة بعيد الميلاد والعام الجديد، وكذلك الترنيمات والأغاني المرتبطة بهذه المناسبة.

الحفل الذي قدمته فرقة أوبرا القاهرة، الجمعة، تحت إشراف مديرها الفني عماد عادل احتفالاً بالكريسماس بمصاحبة عازف البيانو مينا حنا وأخرجه حازم طايل، شهد حضوراً جماهيرياً حاشداً، كما حضره رئيس دار الأوبرا، الدكتور علاء عبد السلام، والقنصل التركي بالإسكندرية، دينيز جانكايا، ونائبها علي مرتجان كيليتش، وفق بيان لدار الأوبرا المصرية.

وخلال الحفل الذي مزج بين الموسيقى والأغاني، جاءت الأصوات الفريدة لنجوم الفرقة لتعبر عن أجواء عيد الميلاد، وما تحمله المناسبة من فرحة ودعوة للسلام والمحبة، وتفاعل الحشد الجماهيري الذي امتلأت به مقاعد المسرح التاريخي، وأجاد النجوم ليلى إبراهيم، أحمد الشيمي، جيهان فايد، عزت غانم، مينا رافائيل، أسامة علي، إيمان مصطفى، منى رفلة في أداء أغانٍ من بينها «فليحفظكم الله سعداء»، و«القديسة مريم»، و«ليلة مقدسة»، و«عيد الميلاد الثلجي»، و«إنه عيد الميلاد»، و«بشائر عيد الميلاد»، و«أيا مؤمنون»، و«فلتجلجل الأجراس بقوة»، و«الجليد الأبيض»، و«فلتنعم بعيد ميلاد سعيد»، و«أغنية الأجراس»، و«العذراء تغسل ملابس الطفل وهو نائم»، و«إنه أجمل وقت في السنة»، و«عيد ميلاد مجيد»، و«فلتسقط الثلوج»، و«شجرة الكريسماس».

جانب من حفل الكريسماس بمسرح سيد درويش بالإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

وعدّ رئيس الأوبرا الحفل «يمثل نغمة تفاؤل ورمزاً للرسالة التي يحملها الفن بمختلف صوره والمتضمنة قيم السلام والمحبة»، مشيراً إلى قدرة الموسيقى على جمع القلوب حول مبادئ الخير والجمال.

وكانت وزارة الثقافة المصرية أعلنت عن احتفالات بمناسبة الكريسماس في العديد من مواقعها الثقافية، خصوصاً حفلات الأوبرا، ومن بينها حفل للفنانة نيفين علوبة، بمسرح الجمهورية «وسط القاهرة»، الأحد، يتضمن تقديم مختارات من الأعمال الغنائية العالمية التي عبرت عن هذه المناسبة منها «وقت الكريسماس»، و«نخبكم» من أوبرا كارمن، و«أغنية الكريسماس»، و«شروق... غروب»، و«السلام عليك يا مريم»، و«الفتاة الصغيرة الجميلة»، و«روك أجراس الميلاد»، و«شتاء ساحر»، و«ليلة صامتة»، و«الحلم المستحيل»، و«وقت المرح»، و«أشتاق للجبال»، و«الحياة سهلة»، و«قائمة أمنيات عيد الميلاد»، وغيرها.

ويشارك بالأداء خلال الحفل كارما باسم، وجورج جمال، وحسين حواس، وأندرو عطية، وسراج محمود، وفريدة بركات، وكريستين مجدي، ولوريت، وعمر وردة، ولانا بن حليم، وجورج جمال، وسارة شريف، وزينة، وإيفا البارودي، وكيرولوس محب.

كما أعلنت الأوبرا عن تقديم حفل لأوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، بمشاركة الميتزوسوبرانو جالا الحديدي مع كورال كابيلا، بمناسبة الكريسماس على المسرح الكبير بالأوبرا، السبت، متضمناً العديد من المقطوعات الموسيقية العالمية لروسيني وهاندل وتشايكوفسكي وكالمان، والمرتبطة بأعياد الميلاد والكريسماس.


ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
TT

ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)

تتميز حيوانات الكنغر بشكلها الفريد وأسلوب حركتها المميز. عند السرعات المنخفضة، تستخدم هذه الحيوانات مشية خماسية الأرجل؛ حيث تلامس أطرافها الأمامية والخلفية وذيلها الأرض، بينما عند السرعات العالية تستخدم مشيتها المميزة بالقفز، ويمتد هذا التميز ليشمل مقدار الطاقة المستهلكة المطلوبة لاتخاذ هذه الحركات، وفق نتائج دراسة جديدة.

حقق فريق الدراسة من جامعة صن شاين كوست الأسترالية، تقدماً ملحوظاً في فهم كيفية زيادة سرعة قفز الكنغر دون تكبّد تكلفة إضافية من الطاقة المبذولة.

وأظهرت دراستهم، المنشورة في مجلة «إي لايف (eLife)» أن تغير وضعية الكنغر عند السرعات العالية يزيد من إجهاد أوتار القدم ومن عملية تخزين الطاقة واستعادتها، وأن عملية التخزين والاستعادة المتزايدة للطاقة تعادل القوة العضلية المطلوبة عند زيادة السرعة.

توضح لورين ثورنتون، الباحثة الرئيسية في الدراسة من كلية العلوم والتكنولوجيا والهندسة، جامعة صن شاين كوست، أن فرضية «تكلفة توليد القوة»، التي تم تطويرها في دراسة سابقة، «تشير إلى أنه كلما زادت سرعة حركة الحيوانات وقلّ زمن ملامستها للأرض، زادت تكلفة الطاقة المبذولة، لكن حيوانات الكنغر تخالف هذا الاتجاه».

وتضيف: «لا تزال الآليات الكامنة وراء قدرة حيوانات الكنغر على فصل سرعة قفزها عن تكلفة الطاقة غير واضحة، لذلك شرعنا في معالجة هذا الأمر من خلال دراسة حركة أطرافها الخلفية، والقوى التي تؤثر على هذه الحركة أثناء قفزها بسرعات مختلفة».

يقول محررو «eLife» إن البحث يقدم أدلة دامغة للمساعدة في الإجابة عن هذا السؤال الذي طال أمده في ميكانيكا الحركة الحيوية، ويمهد الطريق لمزيد من الدراسات للتحقق بشكل أدق من كيفية ارتباط سرعات قفز الكنغر بالتكلفة الأيضية للطاقة.

ابتكرت ثورنتون وزملاؤه نموذجاً ثلاثي الأبعاد للجهاز العضلي الهيكلي للكنغر، بالاعتماد على بيانات التقاط الحركة ثلاثية الأبعاد ولوحة قياس القوة - المتعلقة بالقوة المبذولة على الأرض أثناء القفز - لتحليل حركات الكنغر الأحمر والرمادي.

باستخدام هذا النموذج، قيّموا كيفية تأثير كتلة جسم الحيوان وسرعته على شكله وحركته أثناء القفز، وما يرتبط بها من إجهاد على أوتار عضلات بسط الكاحل؛ وجهد الكاحل المبذول.

وكشفت تحليلاتهم أن وضعية الطرف الخلفي للكنغر تتغير بتغير كتلة الجسم وسرعته، وأن الطرف الخلفي كان أكثر انحناءً مع زيادة سرعة الحركة.

وأظهر تحليل طاقة مفاصل الكنغر أن معظم العمل والطاقة التي يبذلها الحيوان في كل قفزة في الطرف الخلفي تُؤدى بواسطة مفصل الكاحل. ومع ازدياد انحناء الطرف الخلفي مع زيادة السرعة، انخفضت الطاقة الحركية المرنة للكاحل.

تقول ثورنتون: «وجدنا أنه كلما زادت سرعة قفز الكنغر، زاد انحناؤه، ويعود ذلك أساساً إلى تغيير زوايا مفصلي الكاحل ومشط القدم السلامي، مما يُقلل من الطاقة الحركية المرنة للكاحل. ونتيجة لذلك، يزداد إجهاد وتر أخيل، وبالتالي تزداد كمية الطاقة المرنة التي يمكنه تخزينها وإعادتها في كل قفزة».

وتضيف: «وجدنا أن هذا يساعد الكنغر على الحفاظ على نفس مقدار صافي العمل عند الكاحل، ونفس مقدار العمل العضلي، بغض النظر عن السرعة».