مكاسب «الأسهم السعودية» أكثر من 10 % منذ بداية العام

أرباح الشركات المدرجة تتخطى 6 مليارات دولار خلال الربع الأول

متعاملون في سوق المال السعودي (رويترز)
متعاملون في سوق المال السعودي (رويترز)
TT

مكاسب «الأسهم السعودية» أكثر من 10 % منذ بداية العام

متعاملون في سوق المال السعودي (رويترز)
متعاملون في سوق المال السعودي (رويترز)

أكثر من 10 في المائة هو حجم المكاسب التي حققتها سوق الأسهم السعودية منذ بدء العام الحالي 2019، يأتي ذلك في الوقت الذي يستهل فيه السوق تعاملاته اليوم بعد انتهاء فترة إعلان الشركات عن نتائجها المالية للربع الأول من هذا العام، وهي النتائج التي أظهرت نمواً ملحوظاً في أرباح قطاعات عدة أهمها «البنوك» و«الإسمنت»، و«الطاقة».
وبحسب النتائج المالية للشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية، قفزت أرباح شركات الإسمنت بنسبة تصل إلى 62.2 في المائة، فيما ارتفعت الأرباح الإجمالية للبنوك بنسبة 12.7 في المائة، كما ارتفعت الأرباح الإجمالية للشركات المدرجة في قطاع الطاقة بنسبة 5.6 في المائة.
وبشكل أشمل، أظهرت نتائج الشركات تحسّن الأداء المالي لـ86 شركة (أكثر من نصف الشركات المدرجة في السوق الرئيسية والتي أعلنت نتائجها المالية)، يأتي ذلك في الوقت الذي أظهرت فيه النتائج الإجمالية عن تحقيق الشركات المدرجة أرباحاً تبلغ قيمتها 23.2 مليار ريال (6.1 مليار دولار) خلال الربع الأول من العام الحالي.
وبالنظر إلى أداء تعاملات سوق الأسهم السعودية، بلغ حجم المكاسب المتحققة منذ بدء العام الحالي أكثر من 10 في المائة، في حين شهدت تعاملات السوق خلال تعاملات الأسبوع المنصرم أداءً متذبذباً، بدأته بعمليات جني أرباح، واختتمته بمكاسب نوعية تم تحقيقها خلال تعاملات يوم الخميس الماضي.
وسجلت قيمة التداولات الإجمالية خلال تعاملات الأسبوع الماضي ارتفاعاً بنسبة 38 في المائة، إذ بلغت نحو 24.7 مليار ريال (6.58 مليار دولار)، مقارنة بنحو 17.91 مليار ريال (4.77 مليار دولار) خلال تعاملات الأسبوع الذي يسبقه.
وسجّلت تعاملات السوق في الأسبوع الماضي تراجعاً تبلغ نسبته 2.7 في المائة، يأتي ذلك في الوقت الذي استقرت فيه القيمة السوقية عند مستويات 2.005 تريليون ريال (534.6 مليار دولار)، في حين استقر متوسط عائد التوزيع النقدي السنوي للشركات المدرجة عند مستويات 3.38 في المائة.
ومن المنتظر أن يواصل المستثمرون «الأجانب» الشراء في تعاملات سوق الأسهم السعودية، يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه أعلنت «إم إس سي آي» (MSCI) خلال مراجعتها النصف سنوية للمؤشرات، إدراج 30 شركة سعودية في مؤشر الأسواق الناشئة، مبينة أن وزن هذه الشركات في مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة سيبلغ 1.42 في المائة.
وأوضحت مساء الأربعاء الماضي، أنه سيتم إدراج الشركات السعودية اعتباراً من 29 مايو (أيار) الجاري، يأتي ذلك بعد أن كانت «إم إس سي آي» قد قررت في يونيو (حزيران) الماضي، في مراجعتها السنوية لعام 2018 لتصنيف أسواق الأسهم الدولية، ترقية السوق السعودي إلى مرتبة الأسواق الناشئة على خطوتين؛ الأولى تتم خلال المراجعة نصف السنوية في مايو الجاري، والثانية خلال المراجعة الربعية للمؤشر أغسطس (آب) المقبل.
وتفاعلاً مع هذا الإعلان الإيجابي، قفزت الأسهم السعودية يوم الخميس الماضي بأكثر من 140 نقطة، فيما من المنتظر أن يستأنف السوق اليوم الأحد تعاملات الأسبوع الجديد، بعد أن كان أنهى تداولاته الأسبوع الماضي عند مستويات 8622 نقطة.
وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي يمثّل فيه انضمام السوق المالية السعودية إلى مؤشرات الأسواق العالمية خطوة مهمة على صعيد جاذبية الاستثمار، وبيئة السوق؛ حيث تُعد المؤشرات العالمية للأسهم مرجعاً أساسياً لصناعة إدارة الأصول بتوفيرها إمكانية مقارنة الأداء، وأساساً لتوزيع الأصول في بناء المحافظ الاستثمارية، والتي تأخذ في الاعتبار التنوع الجغرافي للأسواق وحجمها وقطاعاتها الاستثمارية، هذا بالإضافة إلى أن تلك المؤشرات تعد من جهة أخرى مورداً مهماً للباحثين في مجال أسواق الأسهم العالمية، فيما تعد مؤشرات «مورغان ستانلي» (MSCI)، و«فوتسي» (FTSE)، و«إس آند بي» (S&P)، ضمن قائمة المؤشرات الرائدة للأسهم العالمية.
وبدأ إدراج سوق الأسهم السعودية في المؤشرات العالمية، بدءاً من مؤشر «فوتسي»، فيما يعتبر إدراج السوق السعودي ضمن مؤشر الـMSCI، هو الحدث الأضخم، نظراً لأهمية هذا المؤشر العالمي، وذلك بالنظر إلى حجم أصول الصناديق التي تضع هذا المؤشر أساساً لمقارنة أدائها، فيما من المتوقع ارتفاع وزن الشركات السعودية المدرجة في الكثير من المؤشرات العالمية مستقبلاً.
وبحسب دراسة مختصة (منشورة على موقع هيئة السوق المالية السعودية)، فإنه يترتب على الانضمام إلى مؤشرات الأسهم العالمية الكثير من المزايا على مستوى الاقتصاد والسوق المالية، وقد تناولت تلك الفوائد الكثير من الدراسات والتقارير.


مقالات ذات صلة

السعودية تشارك في «دافوس 2025» تجاربها لتحفيز النمو الاقتصادي

الاقتصاد الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في إحدى جلسات منتدى دافوس 2024 (الخارجية السعودية)

السعودية تشارك في «دافوس 2025» تجاربها لتحفيز النمو الاقتصادي

تشارك السعودية بوفد رفيع المستوى في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025 بمدينة دافوس السويسرية خلال الفترة بين 20 و24 يناير الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موظفون في جناح وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية بأحد المؤتمرات (منصة إكس)

إقرار «المصافحة الذهبية» في السعودية على غرار نماذج عالمية

أقرَّت السعودية برنامج «المصافحة الذهبية» ليقدم حوافز مالية تشجع استقالة بعض الموظفين الحكوميين طوعاً بهدف خفض النفقات وتحديث الكفاءات.

عبير حمدي (الرياض)
تكنولوجيا تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم يضم 120 مركبة موجهة آلياً لمعالجة معالجة 4 آلاف شحنة/ ساعة (أرامكس)

«أرامكس»: نظام روبوتي بميناء جدة و«درون» لتوصيل الطرود

تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم لمعالجة 4 آلاف شحنة في الساعة.

نسيم رمضان (لندن)
خاص مهندسون أثناء أعمال حفر وتنقيب في أحد مواقع منطقة «الدرع العربي» بالسعودية (واس) play-circle 01:37

خاص السعودية تنهي 90 % من مسح «الدرع العربي»

السعودية تنهي 90 % من مسح منطقة «الدرع العربي»، الذي يمتد على مساحة 630 ألف كيلومتر مربع، ويُشكل نحو ثلث مساحتها.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية يُلقي كلمته في افتتاح المؤتمر (الشرق الأوسط) play-circle 00:27

السعودية تخطو بثبات لتصبح «وادي السيليكون» في قطاع التعدين

تمضي السعودية قدماً في وضع نفسها على خريطة المعادن المهمة عالمياً ولتكون «وادي السيليكون» في مجال التعدين، بإعلانها صفقات وخططاً استثمارية واكتشافات.

آيات نور (الرياض)

ليبيا تحتاج 4 مليارات دولار لإنتاج 1.6 مليون برميل من النفط يومياً

وزير النفط المكلف في ليبيا خليفة عبد الصادق يشارك في إحدى جلسات قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد (إكس)
وزير النفط المكلف في ليبيا خليفة عبد الصادق يشارك في إحدى جلسات قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد (إكس)
TT

ليبيا تحتاج 4 مليارات دولار لإنتاج 1.6 مليون برميل من النفط يومياً

وزير النفط المكلف في ليبيا خليفة عبد الصادق يشارك في إحدى جلسات قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد (إكس)
وزير النفط المكلف في ليبيا خليفة عبد الصادق يشارك في إحدى جلسات قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد (إكس)

قال وزير النفط المكلف في ليبيا خليفة عبد الصادق، إن بلاده بحاجة لما يتراوح بين 3 و4 مليارات دولار، للوصول إلى معدل إنتاج نفطي يبلغ 1.6 مليون برميل يومياً.

وأضاف لـ«رويترز»، على هامش قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد في طرابلس، أنه من المتوقع أن يوافق مجلس الوزراء على جولة عطاءات جديدة قبل نهاية يناير (كانون الثاني)، وستشمل 3 أحواض ونحو من 15 إلى 21 قطعة، «سوف تكون في كل الأحواض الرسوبية بليبيا؛ حوض سرت، وحوض مرزق، وحوض غدامس، والمناطق البحرية. تقريباً في كل مكان».

وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط السابق فرحات بن قدارة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إن آخر جولة عطاءات في ليبيا لامتيازات التنقيب عن النفط والغاز أعلنت قبل 17 عاماً. وأضاف بن قدارة أن 70 في المائة من إجمالي مساحة الأراضي الليبية، وأكثر من 65 في المائة من مياهها الإقليمية لم تُستكشف بعد.

واستقال بن قدارة يوم الخميس وحل محله عضو مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، مسعود سليمان.

وأوضح عبد الصادق أن موعد الإعلان عن تراخيص جولة العطاءات سيكشف عنه بعد إقراره في اجتماع حكومة الوحدة الوطنية، «حيث إن وزارة النفط أكملت عملها والمؤسسة الوطنية أكملت عملها».

وقال إن الحكومة ستعمل مع شركائها على توفير مبلغ من 3 إلى 4 مليارات دولار، ليس فقط لزيادة الإنتاج؛ بل للحفاظ على معدلات الإنتاج الحالية.

وقال الوزير إن جولة العطاءات لها أهمية استراتيجية، مضيفاً أنه حيثما توجد «أماكن الإنتاج، يوجد فقد، وهذا الفقد يجب أن يتم تعويضه بالاستكشاف».

وأكد عبد الصادق أن الاقتصاد الليبي يعتمد بشكل كبير على النفط، إذ يمثل أكثر من 95 في المائة من ناتجه الاقتصادي، مضيفاً: «هناك زخم في إعادة بناء، وهذا لا يتأتى إلا بزيادة الإنتاج». وقال الوزير إن الهدف ليس فقط الوصول إلى 1.6 مليون برميل يومياً، ولكن زيادته إلى مليوني برميل يومياً.

ووفقاً للمؤسسة الوطنية الليبية للنفط، بلغ إنتاج النفط 1.413 مليون برميل يومياً يوم الجمعة الماضي.

وكانت ليبيا، عضو منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) تنتج 1.6 مليون برميل يومياً قبل الاضطرابات التي دعمها حلف شمال الأطلسي، وأطاحت بمعمر القذافي في عام 2011.