رحيل هيريرا يعكس الأولويات المشوهة لمالكي مانشستر يونايتد

قرار اللاعب جاء بمثابة لطمة جديدة على وجه جماهير النادي في نهاية موسم كارثي بكل المقاييس

توديع هيريرا في «الفيديو» أغضب جماهير مانشستر يونايتد في الوقت الذي سيرحل فيه إلى سان جيرمان
توديع هيريرا في «الفيديو» أغضب جماهير مانشستر يونايتد في الوقت الذي سيرحل فيه إلى سان جيرمان
TT

رحيل هيريرا يعكس الأولويات المشوهة لمالكي مانشستر يونايتد

توديع هيريرا في «الفيديو» أغضب جماهير مانشستر يونايتد في الوقت الذي سيرحل فيه إلى سان جيرمان
توديع هيريرا في «الفيديو» أغضب جماهير مانشستر يونايتد في الوقت الذي سيرحل فيه إلى سان جيرمان

في الوقت الذي لم يشكل قرار أندير هيريرا بالرحيل عن مانشستر يونايتد مفاجأة كبيرة لجماهير النادي، فإن الصورة التي أعلن بها القرار تركت الكثيرين في حالة غضب عارم ومبرر. عبر مقطع فيديو مؤثر أعده اللاعب كرسالة وداع للنادي وجماهيره من المؤكد أنه سيلقى رواجاً كبيراً عبر الحسابات المهتمة بكرة القدم عبر مختلف أرجاء شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع المقبلة، أكد لاعب خط الوسط الإسباني صاحب الصوت الهادئ أن مانشستر يونايتد ستظل له مكانة خاصة في قلبه، وأن لديه استعدادا لفعل أي شيء من أجله... ما عدا اللعب.
من المقرر أن ينتقل هيريرا إلى باريس سان جيرمان في إطار صفقة انتقال حر هذا الصيف بعد اتفاقه على عقد لمدة ثلاث سنوات بقيمة 25 مليون جنيه إسترليني، حسبما أفادت مصادر صحافية. وقال هيريرا: «شعرت أنني شخص مميز عندما سمعت الجماهير تردد اسمي»، وذلك في خلفية مقطع للقطات مجمعة من أبرز اللحظات في مسيرته مع مانشستر يونايتد، بما في ذلك عندما وطئ لاعب خصم على ساقه والكرة الصاروخية التي لا تنسى التي أطلقها من مسافة 20 ياردة ووقف حارس مرمى نادي يوفيل، جيد ستير، أمامها عاجزاً وهي تسكن شباكه على أرض استاد هويش بارك في بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، وذلك ظهيرة أحد أيام يناير (كانون الثاني) الباردة عام 2015، وأضاف اللاعب: «شعرت بالفخر عندما قررت الجماهير أنني جزء من هذا التاريخ الرائع. في كل مرة مثلت فيها هذا النادي، وفي كل مباراة، في الانتصارات والهزائم، حتى عندما كنت أجد نفسي عاجزاً، كنت دوماً مدركاً لما يعنيه هذا النادي».
بخصوص هذه النقطة الأخيرة، يبدو أن هيريرا ينتمي إلى أقلية، ذلك أن ردود أفعال جماهير مانشستر يونايتد إزاء الإعلان الذي أصدره توحي بأنهم غير واثقين بصورة متزايدة مما «يعنيه» تحديداً النادي الذي يعشقونه. في نهاية أسبوع شهد تأهل ليفربول وتوتنهام هوتسبير وآرسنال وتشيلسي إلى نهائيات بطولات أوروبية، من غير الصعب أن يتفهم المرء كيف تنظر هذه الجماهير إلى قرار هيريرا بالتخلي عنهم من أجل مغامرة جديدة بالتأكيد تحمل مكاسب مادية أكبر. ويأتي قرار هيريرا بمثابة لطمة جديدة على وجه جماهير النادي في نهاية موسم كارثي بكل المقاييس.
ومع هذا، في الوقت الذي كال بعض أنصار النادي الاتهامات إلى هيريرا بالنفاق والازدواجية لمحاولته اللعب على أوتار قلوبهم بينما ضمن لنفسه أجراً ضخماً في ناد آخر، يبدو أن الغالبية شعرت بالغضب لأن الفيديو الذي وضعه اللاعب البالغ 29 عاماً لتوديعهم منحه دور النجومية والبطولة في الفريق، بدلاً من كريس سمولينغ أو فيل جونز أو أشلي يونغ.
وفي الوقت الذي يظل مانشستر يونايتد بمثابة علامة تجارية عالمية كبرى تملك عدداً هائلاً من الشركاء التجاريين، فإنه داخل الملعب؛ حيث تكمن الأهمية الحقيقية، تراجع النادي وسقط أمام أعتى خصومه. وبعد فترة شهر عسل وجيزة بدا خلالها أن أولي غونار سولسكار الرجل المثالي لقيادة الفريق في أعقاب طرد جوزيه مورينيو، دفعت النتائج الأخيرة للفريق البعض لإبداء تحفظاتهم حيال أن المدرب النرويجي ربما تحمل مسؤولية تفوق قدراته. ومن يدري، ربما يعكف هو الآخر على تجهيز فيديو وداع للنادي وجماهيره.
الحقيقة أنه من الصعب ألا يشعر المرء بالتعاطف تجاه مدرب شاب غير مخضرم نسبياً يتولى مهمة إطلاق عملية إصلاح ملحمية، بينما تعاني إحدى يديه من التقييد خلف ظهره بسبب الهيكل الهرمي للإدارة داخل النادي الذي يتبع استراتيجية صفقات جديدة تبدو غير ملائمة على الإطلاق لتحقيق الهدف المنشود لدى مقارنتها بالاستراتيجية المتبعة من جانب كل من مانشستر سيتي وليفربول.
ببساطة، لا ينبغي أن يؤدي رحيل لاعب خط وسط جيد وجدير بالثقة، لكن يمكن للنادي الاستغناء عنه، إلى استثارة كثير من مشاعر الأسى والصدمة من جانب جماهير النادي. وتحمل حقيقة أن هذا ما حدث فعلاً، دلالات عميقة للغاية. وبينما تبدو غالبية جماهير مانشستر يونايتد سعيدة بتوديع هيريرا محملة إياه أطيب تمنياتها، فإن الظروف التي مكنته من فعل ذلك هي ما أثار موجة الغضب في صفوفها.
جدير بالذكر أنه بداية هذا الموسم، كان ملاك النادي، آل غليزر، ونائب الرئيس التنفيذي إد وودورد، مدركين تماماً لمسألة أن هيريرا ويونغ وجونز وسمولينغ ودي خيا وماتا يدخلون جميعاً العام أو العامين الأخيرين في تعاقداتهم مع النادي. ومع هذا، بدوا مشغولين أكثر بجهود التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي والدخول في شراكات تجارية في مناطق قاصية من العالم، عن محاولة تجديد تعاقدات هؤلاء اللاعبين. ومن الواضح أن هيريرا شعر بغصة حيال التردد الواضح من جانب الإدارة إزاء الاحتفاظ به، وعليه لم يكن مثيراً للدهشة أنه شعر بعدم التقدير واختار المضي قدماً والانتقال لناد جديد.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الفيديو الخاص به ليس أول فيديو من إنتاج قسم الدعاية داخل أولد ترافورد يثير موجة اهتمام عام. في فبراير (شباط) العام الماضي، تفاخر وودورد بأن الفيديو الذي أعلن انضمام ألكسيس سانشيز للنادي كان «المنشور الأكبر لمانشستر يونايتد عبر إنستغرام»، ذلك أنه حصد مليوني علامة إعجاب وتعليق، وكان أكثر منشور للنادي جرى التشارك فيه عبر «فيسبوك» على الإطلاق، وأكثر منشور للنادي جرى التشارك فيه كذلك عبر «تويتر» وكان «هاشتاغ» «ألكسيس 7» الأول عبر الموقع على مستوى العالم. وبعد هذا، يظهر بعض «الحمقى» الذين يروجون أن الفترة التي قضاها صانع الألعاب التشيلي في مانشستر يونايتد لم تكن مثمرة.
إلا أنه في الوقت الذي ما يزال هيريرا يتقاضى راتبه من مانشستر يونايتد، في خطأ فاحش جديد في إطار سياسات التعاقدات الجديدة التي يتبعها النادي، خاض اللاعب بالفعل آخر مبارياته مع النادي وحمل معه الأشياء الخاصة به بغرفة تبديل الملابس. وقال خلال فيديو الوداع الذي شاهده نحو 5 ملايين شخص: «سأظل أذكر كل من نحو المباريات الـ200 التي خضتها بهذا القميص، لأن اللعب في صفوف أعظم ناد في إنجلترا كان شرف كبير بالفعل». وفي الوقت الذي تتزايد فيه الشكوك بخصوص مكانة مانشستر يونايتد كأعظم ناد في إنجلترا في ظل قيادة ملاكه الحاليين، لا يبدو أن أرقام المشاهدات الكبيرة لهذا الفيديو ستجعلهم سعداء.


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.