فتاوى المرأة تتصدر إصدارات «داعش» و«القاعدة»

تتشدد في حجابها وتتجاهل تدريبها على القتال

TT

فتاوى المرأة تتصدر إصدارات «داعش» و«القاعدة»

فيما عده مراقبون «محاولة من تنظيم (القاعدة) الإرهابي لجذب النساء والفتيات إليه، والصعود للمشهد على أطلال تنظيم (داعش)»، تنافست «القاعدة» مع «الدواعش» على فتاوى المرأة، عبر فتاوى عن علاقتها بزوجها وارتداء الحجاب، فيما تجاهلت فتاوى مشاركتها في القتال.
وتشغل فتاوى مشاركة المرأة في العمليات القتالية لـ«داعش» نسبة 17 في المائة، حيث أصدر أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم فتوى «تجيز تدريب النساء على القتال للمشاركة مع أزواجهن في المعارك حال نقص أعداد المقاتلين». وحسب مؤشر للفتوى تابع لدار الإفتاء في مصر، صدر أخيراً، فإن «المرأة تستحوذ على 50 في المائة من جملة فتاوى (داعش)، إذ تنوعت بين الإصدارات المرئية والمسموعة مثل مجلتي (النبأ) و(الأنفال)، وإذاعة (البيان) التي تخصص جانباً منها لفتاوى المرأة، وتستحوذ على 35 في المائة من فتاوى (القاعدة)، حيث خصص التنظيم بعض إصداراته للمرأة، ومن بينها مجلتا (بيتك) و(ابنة الإسلام) اللتان تنشران فتاوى المرأة». وأكد مصدر في «إفتاء مصر» أن «آراء (القاعدة) و(داعش) كشفت قصوراً فكرياً لدى التنظيمين الإرهابيين في المضمون الديني والاجتماعي، وفضحت جهل أتباع التنظيمين بالأصول الفقهية والشرعية وانفصالهم عن الواقع المعاصر»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «المرأة في التنظيمين تمثل غريزة جنسية من الدرجة الأولى، حيث ركزت غالبية التأويلات التي صدرت عن التنظيمين على أحكام زواج المرأة بعد سبيها والتفريق بينها وبين زوجها، وتسهيل زواج عناصرهما من النساء لإنجاب أشبال جديدة تحمل الفكر المتطرف». وألقى مؤشر الفتوى الضوء على فتاوى المرأة في «القاعدة»، التي تصدرتها فتاوى «التعامل مع الأبناء» بنسبة 32 في المائة، ثم فتاوى «التعامل مع الزوج» بنسبة 27 في المائة، فضلاً عن فتاوى «التحديات التي تواجه المرأة» بنسبة 26 في المائة، وأخيراً وبنسبة 15 في المائة جاءت فتاوى «التنديد بمظلومية المرأة». واستشهد المؤشر بفتاوى متشددة للتنظيم الإرهابي، من بينها فتوى لأحد أعضاء التنظيم تضمنت نصاً: «من قال إن الحجاب عادة، أو أنه من التقاليد خرج من ملة الإسلام»، وفتوى بمجلة «بيتك» جاء فيها: «لا يلزم الزوجة إعطاء الجوال أو جهاز الحاسوب أو غيرهما من المتعلقات الشخصية لزوجها ليفتش فيها، وكذلك جوال الأبناء».
وقال المراقبون إن «(القاعدة) تجاهلت آراء (داعش) حول مشاركة المرأة في العمليات القتالية».
وأكد المصدر في «الإفتاء»، «وجود فتاوى متناقضة حول حقيقة مشاركة المرأة في العمليات القتالية، سواء ما جاءت به صحيفة (النبأ) الداعشية التي شرعت مشاركة المرأة في القتال، وفتاوى إذاعة (البيان)، التي رفضت مشاركة المرأة في القتال، وهي تتناقض أيضاً مع ما جاءت به مطوية (وجوب ستر المرأة) الصادرة عن التنظيم، فقد كشفت بعض إصدارات التنظيم المرئية عن توظيف المرأة في العمليات القتالية مباشرة... كما أن التنظيم أتاح لعناصره النسائية كشف الوجه رغم تحريمه ذلك في العمليات، وأباح أيضاً اختلاط النساء مع الرجال أثناء وبعد تنفيذ العمليات».
وحول فتاوى المرأة في رمضان عند «القاعدة»، أوضح المؤشر أن «55 في المائة منها ارتبطت بأحكام الصيام وما يبيح إفطار المرأة، مثل الفتوى القائلة (إذا خافت الحامل على الجنين، أو خافت المرضع على رضيعها قلة اللبن أو ضيعته ونحو ذلك بالصوم، فلا خلاف على أنه يجوز لهما الفطر)، أما الفتاوى المرتبطة بأحكام المستجدات في الصيام وقضاء أيام رمضان والكفارة فجاءت بنسبة 45 في المائة».


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.