الصيد بالسّنارة هواية التأمل في آخر النهار الرمضاني شرق السعودية

هواة الصّيد بالسّنارة على كورنيش الدّمام (تصوير: عمران حيدر)
هواة الصّيد بالسّنارة على كورنيش الدّمام (تصوير: عمران حيدر)
TT

الصيد بالسّنارة هواية التأمل في آخر النهار الرمضاني شرق السعودية

هواة الصّيد بالسّنارة على كورنيش الدّمام (تصوير: عمران حيدر)
هواة الصّيد بالسّنارة على كورنيش الدّمام (تصوير: عمران حيدر)

قبل آذان المغرب بساعتين تقريباً، تنتشر على كورنيش الدمام والخبر والقطيف أعداد كبيرة من صيادي الأسماك، يمارسون هذه الهواية لتمضية الوقت حتى يقترب موعد الإفطار.
ليس المهم الصيد بحد ذاته، فعادة ما تكون الأسماك القريبة من صخور الكورنيش صغيرة أو متوسطة الحجم، لكنّ المهم في هذه الهواية هو الهدوء الذي يعمّ منطقة واسعة على البحر، يجد فيها من يمتلك سنارة صيد فرصة للاسترخاء والهدوء والإبحار في أفكاره إلى آخر مدى.
خلال الفترة قبيل مغيب الشّمس، يبدو الكورنيش منطقة هادئة وخالية من المتنزهين، إلّا من عدد قليل من محبي ممارسة رياضة المشي، أو من هواة الصّيد، بسبب انشغال الأسر في هذا الوقت بإعداد وجبة الإفطار.
تبدو هواية صيد الأسماك بالسنارة هواية هادئة وتأمّلية لقضاء آخر النهار الرمضاني الطويل نسيباً، حيث يصل طول النهار خلال شهر رمضان إلى نحو 14.30 ساعة، وتشتدّ الحرارة في أول النّهار ومنتصفه، لتتحوّل إلى ربيعية ومنعشة في آخره، وملائمة جداً لممارسة رياضة المشي، أو الصّيد بالسنارة، أو غيرها من الرياضات والهوايات.
محمد العبد الله أخذ موقعه على الكورنيش، يقول: «أمارس هذه الهواية مرّة في الأسبوع، ولكن في الشّهر الكريم يكون لديَّ وقت قبل المغرب، فأغتنم الفرصة وأكررها أكثر من مرة أسبوعياً».
يجلس محمد، وبجواره علبة وضع فيها الطّعم، ويعدّ السنارة على مهل، وبعد أن يلقي بخيط السنارة إلى أبعد نقطة أمامه، يثبت قاعدتها، ويسترخي على كرسيه، ويفتح الجوال لقراءة سور من القرآن الكريم، أو تصفح تطبيقات التواصل الاجتماعي، وبين وقت وآخر يهزّ السّنارة، أو يحركها، للتأكد من الصيد أو عدمه، أو حتى جذبها، وتبديل الطعم، وقذفها مرة أخرى.
يقول جعفر الصفواني، عضو جمعية الصيادين، إنّ الأماكن المخصصة للصيد بالسنارة هي المناطق المضاءة، وليس كل موقع يسمح فيه بهذا النّوع من الصيد، كما يضيف أنّ هذا النّوع من الهوايات يُعّلم الصّبر والتأني والتأمل، ويعطي الصّياد متعة، خصوصاً إذا كانت حصيلته وفيرة. كما يشير إلى أنّ الطّلب على الأسماك يقلّ عادة في شهر رمضان بسبب تنوّع السفرة الرّمضانية، وأيضاً بسبب التخوف من العطش بعد تناوله، خصوصاً على وجبة السّحور، أمّا إذا تناوله الصّائم بين وجبتي الإفطار والسّحور، فلن يكون له تأثير.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.