معتصم النهار: لم أقدّم حتى اليوم إلا 10 % من طموحاتي

يعِدُ المشاهد بأحداث شيقة جداً في الحلقات المقبلة من «خمسة ونص»

يعِدُ معتصم النهار مشاهدي «خمسة ونص» بمفاجآت في حلقاته المقبلة
يعِدُ معتصم النهار مشاهدي «خمسة ونص» بمفاجآت في حلقاته المقبلة
TT

معتصم النهار: لم أقدّم حتى اليوم إلا 10 % من طموحاتي

يعِدُ معتصم النهار مشاهدي «خمسة ونص» بمفاجآت في حلقاته المقبلة
يعِدُ معتصم النهار مشاهدي «خمسة ونص» بمفاجآت في حلقاته المقبلة

تشكّل إطلالة النّجم السّوري معتصم النّهار في المسلسل الرمضاني «خمسة ونص» حديث الناس على وسائل التواصل الاجتماعي. فدوره (جاد) كمرافق لـ«غمار» (قصي الخولي) دفع ببعض الفنانات وفي مقدمهم مايا دياب للتّصريح عبر حسابها على «تويتر» لتقول: «هذا هو حارسي الشّخصي في المستقبل».
في مسلسل «ما فيي» الذي عُرض على شاشة «إم تي في» في الموسم الفائت، تعرّف الجمهور اللبناني من كثب، على معتصم النهار، وبالفعل استطاع أن يجذب بطلعته البهية وبأدائه المحترف المتفرجين، الذين كانوا ينتظرون إطلالته في «خمسة ونص» على الشاشة نفسها بشوق وحماس.
«رأس مال أي فنان هو جمهوره ويكبر قلبي عندما ألمس ردات الفعل الإيجابية هذه من قبل اللبنانيين ويحملني ذلك مسؤولية أكبر». يوضح الممثل السوري في حديث لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «الجمهور اللبناني محبّ وذواّق ويعرف كيف يستمتع بالمادة الفنية المقدمة له. وإذا ما حصل أن ارتكب فنان خطأ ما أو صادفته مشكلة فهو لا يحاسبه أو يجلده بل يسانده ويدفعه إلى الأمام. فلبنان هو بلد الفنون والميديا وإنجازاته على هذا الصّعيد في تطور مستمر».
ويفاجئك النهار عندما يعترف لك بأنّه لا يجد نفسه رجلا وسيما على الرّغم من الشهرة الواسعة التي يحصدها من قبل العنصر النسائي. ويعلّق: «أحيانا أتساءل كيف يصفني البعض بصاحب الطلعة البهية والجميلة. لا بل أقول إنّ هناك كثيرين غيري أكثر وسامة مني. ومع الأسف تقع بعض وسائل الإعلام في هذا الشرك إذ تتأثر بالشّكل الخارجي للفنان من دون أن تعطي أهمية لأدائه وذكائه. في رأيي من يفتقد هذين العنصرين ولو تحلّى بـ(الكاريزما) المطلوبة لا بدّ أن يفشل ويقع». ويوضح: «لم ألجأ يوما إلى تغيير شكلي الخارجي أو إلى استخدام أدوات نسميها (عكازة) في عملنا كي أوصل إحساسي إلى المشاهد. لا بل تمسكت به وقدمت أدوارا مختلفة وأتحدّى من يقابلني بعكس ذلك. فـ(العكازة) قد تنفع صاحبها في حالات اضطرارية وعندما يدور العمل في فترة زمنية مغايرة. ولذلك قرّرت منذ بدايتي حتى اليوم تقديم نفسي للجمهور بشكلي الطبيعي وهو ليس بالأمر السّهل ويحمل التحدي لصاحبه، مع أنّه لم تعرض علي بعد الفرصة اللازمة للخروج من عباءتي». ويضيف: «في (خمسة ونص) وبعد قراءة حثيثة لدور (جاد) الذي أؤديه، رحت أفكر كيف علي تقديمه ليتابعه المشاهد مع تمسكي بالحفاظ على صورتي هذه».
وعن طبيعة دوره في المسلسل الرمضاني «خمسة ونص»، وهو من كتابة إيمان سعيد وإخراج فيليب أسمر وإنتاج شركة «الصباح إخوان» ومن بطولته ونادين نسيب نجيم وقصي الخولي، يرد: «الشّخصية التي أقدمها هي تصاعدية وعادة ما يستهويني هذا النوع من الأدوار. فهو يبدأ صغيراً ليفلش بإيقاعه الكبير فيما بعد. فصحيح أنّني ترددت كثيرا قبل الموافقة على أداء هذا الدور لكون الشخصية ضعيفة وشبه موجودة في الحلقات الأولى من العمل، إلّا أنّني قرّرت المضي بها لأنّها تحدٍ من نوع جديد، وعلي أن أثبت مهاراتي، كي أستطيع حثّ المشاهد على متابعتي حتى النهاية. وأعتقد أنّني نجحت بذلك ولمسته من خلال التعليقات الإيجابية الكثيفة التي تصل إلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
ويشير معتصم النهار الذي درس المحاماة إلى جانب التمثيل، ولكنّه قرّر في النهاية الانتماء لعالم التمثيل، إلى أنّه لا يرضى بسهولة عن أدائه التمثيلي ويحاول جاهدا تطويره. ويقول: «لم أكن أتوقع أن ينجذب الناس إلى شخصية (جاد) بهذا القدر، وأعدهم بأنّه وابتداء من الحلقة 11 سيشهدون مجريات ووقائع مغايرة تماما عمّا سبق أن شاهدوه في الحلقات الأولى، ويلعب فيها (جاد) دورا محوريا». وعما إذا كان يستفيد من دراسته المحاماة في مهنة التمثيل يوضح: «المهنتان تتطلبان إقناع الآخر وهو ما أعرف كيف أتقنه لأوصله للآخر».
وعما إذا ستربطه علاقة حبّ مع بطلة العمل نادين نسيب نجيم أو الدكتورة بيان نجم الدين فيقول: «لا أخفي عليك هذا الأمر خصوصاً أنّ البرومو الترويجي للمسلسل يظهر ذلك. وأنا متحمس جداً لمتابعة تلك المشاهد لكونها مغلّفة بإحساس عالٍ جداً. وهناك أحداث كثيرة شائقة ستتلقفها الحلقات المقبلة ستعجب المشاهد وتشدّه». وعن علاقته بالنجمة اللبنانية المذكورة يقول: «علاقتي بها جيدة جداً فهي ممثلة محترفة وتتمتع بإحساس عال وسرت بيننا الكيمياء منذ اللحظة الأولى بحيث لم أكن أبذل جهداً لإيصال إحساسي وأقنع المشاهد. فكنا نؤدي دورينا مسخرين كل طاقتنا التمثيلية، ناسيين كل ما يدور حولنا لأنّنا نعمل بشغف ومن القلب». ويرى معتصم النهار أنّه يحمل اليوم مسؤولية كبيرة تجاه جمهوره، فخياراته التمثيلية باتت أكبر وأصعب. «البعض انتقد خياري لدوري في (خمسة ونص)، واعتبره لا يليق بمشواري خصوصاً أنّ مساحته صغيرة في بداياته. ولكنّي لا أعمل للدور إلّا انطلاقا من خطة أرسمها في رأسي، فأنا أعرف نفسي تماما وأجتهد في أداء الشّخصية. وحسب خبرتي فأنا لا أركّز على المشهد بقدر عنايتي بالشّخصية الكاملة التي أجسدها. وأشبه ذلك بنبتة تبدأ شتلة صغيرة لتتحول فيما بعد إلى شجرة. فأنا أتفهم غيرة جمهوري علي ولكنّي راضٍ تماما عما أقوم به لأكون عند حسن ظنّه». وعن أدواته التمثيلية يقول: «هي بحالة تطور مستمر وأنا اليوم غير البارحة، وصرت أتمتع بتفاعل مع الكاميرا والإضاءة والمخرج وكل فريق العمل بشكل أنضج. واعتبر أنّ القراءة الدّائمة للكتب على أنواعها تكوّن أفضل أسلوب للممثل كي يطور أدواته لأنّها توسّع خياله وتغني خزانه التمثيلي تجاه أي شخصية يقدمها».
وعن الحساسية التي تطفو أحيانا على مياه الساحة التمثيلية وأركانها ممثلون من سوريا ولبنان يوضح: «لم أواجه أي موقف من هذا النوع وهذه الحساسية تزعجني إلى حد كبير لأنّ البلدين في النهاية يتمتع كل منهما بكيان مستقل عن الآخر. فنحن جيران ولدينا علاقات اجتماعية وأسرية مشتركة. ومن المفروض أن نعمل دائما متّحدين كي نصل بأعمالنا إلى العالمية. فهناك لن يقيّموا العمل على أساس هذا الممثل سوري أو لبناني بل على ركيزة هذا العمل فاشل أو ناجح. والطرفان يلعبان دورا أساسيا، لأن النتيجة تقع عليهما معا في الحالتين. ومن المفروض أن نتكاتف لا أن نتحسس من بعضنا. كما أنّني أرى من يعلق على هذه الموضوعات وكأنّه يرغب بالاصطياد في المياه العكرة لأنّه مستاء حقيقة من النّجاحات التي نحصدها معا». وعن الأعمال الرمضانية بشكل عام يقول: «العمل الرمضاني فيه تحد أكبر لكثافة الإنتاجات الدرامية في هذا الموسم». وعن الأدوار التي يحلم بأدائها يرد: «تجذبني التاريخية منها وتغريني لأنّني أنتقل معها إلى زمن مغاير فيستفيد صاحبها من أدوات تمثيلية مخزنة لديه. فلقد صار لدي رصيد كبير من الأعمال الرومانسية وصرت ميالا إلى لعب أدوار مغايرة لا تعتمد على الشكل والكاريزما فقط». ويؤكد أنّه لم يستطع مشاهدة سوى القليل من الأعمال الرمضانية وبالصدفة أحيانا، لانشغاله في تصوير «خمسة ونص». «لقد شاهدت بعض اللقطات من أعمال درامية سورية تبشّر بعودتها القوية على الساحة كـ(عندما تشيخ الذئاب) و(مسافة أمان) و(دقيقة صمت) وكذلك أخرى لبنانية كـ(أسود) الذي يؤدي فيه باسم مغنية دوراً رائعاً كما أشاهد (خمسة ونص)».
يعرف معتصم النهار بحبه للنّظافة والترتيب ويحب تناول كوب القهوة صباحا وهو يستمع إلى أغاني فيروز. أمّا فطوره فلا يمكن أن يغيب عنه طبق البيض المقلي. وعندما سألته عمّا يستفزه على الساحة الفنية يجيب: «أنا بطبعي هادئ ومن الصّعب استفزازي. ولكنّي أنزعج من الأعمال الدرامية الضخمة التي لا تتضمن المحتوى المطلوب. فإمكانياتنا كبيرة وعلينا استخدامها في هذا النوع من الأعمال التي ترصد لها ميزانيات كبيرة». أمّا عن رأيه بمخرج العمل فيليب أسمر فيقول: «هو من أصغر المخرجين الذين تعاملت معهم في مشواري المهني. وتجمعنا نقاط متشابهة كثيرة في العمل لكوننا من أعمار متقاربة فنوسعها بالطريقة نفسها». ولكن ما الشيء الذي لا نعرفه عنك بعد؟ يرد: «ما لا تعرفونه عنّي هو أنّني أعتبر نفسي لم أقدم حتى اليوم سوى 10 في المائة من طموحاتي. فأنا لم أفلش بعد كثيرا من أوراقي وأتمّنى أن ينصفني الزمن».


مقالات ذات صلة

المسلسلات القصيرة تستحوذ على دراما رمضان المقبل بـ20 عملاً

يوميات الشرق ريهام عبد الغفور وإياد نصار وفتحي عبد الوهاب على الملصق الترويجي لمسلسل «ظلم المصطبة» (الشركة المنتجة)

المسلسلات القصيرة تستحوذ على دراما رمضان المقبل بـ20 عملاً

تستحوذ المسلسلات المصرية القصيرة على مساحة كبيرة في موسم الدراما الرمضانية المقبل بمشاركة نحو 20 مسلسلاً كل منها 15 حلقة حجزت مكانها على الخريطة الرمضانية.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة المصرية غادة عبد الرازق (حسابها بـ«فيسبوك»)

البطولة النسائية رهان متجدد في دراما رمضان بمصر

يراهن عدد من الفنانات المصريات على أدوار «البطولة النسائية» خلال موسم الدراما الرمضاني المقبل 2025، حيث يشهد نحو 11 مسلسلاً من المقرر عرضها في الموسم الجديد.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق مسرحها محاكاة لغربة طوعية عاشتها في حياتها (صور زينة دكاش)

زينة دكاش لـ«الشرق الأوسط»: مسرحية «اللي شبكنا يخلّصنا» تختصر بعض حياتي      

أمضت زينة دكاش نحو 14 عاماً مع المساجين في لبنان تعالج أوجاعهم وآلامهم النفسية بالدراما، وكذلك أسهمت في تعديل بعض القوانين المُجحفة بحقّهم.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الفنان محمد هنيدي (حسابه في «فيسبوك»)

دراما مصرية تتخطَّى أزمات اعتذارات مؤلّفين ومُخرجين

تجاوزت مسلسلات مصرية أزمة الاعتذارات التي تعرَّضت لها مؤخراً، وتنوّعت بين اعتذار مؤلّف أو مخرج، وجرت الاستعانة سريعاً بالبديل لاستكمال المشروع الفنّي.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان المصري فكري صادق قدَّم عشرات الأدوار المؤثّرة (فيسبوك)

الموت يُغيّب الممثل المصري فكري صادق

غيَّب الموت الفنان المصري فكري صادق عن 79 عاماً، تاركاً عشرات الأعمال الفنّية في السينما والمسرح والتلفزيون منذ السبعينات حتى الألفية الجديدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».