«بتكوين» فوق 7300 دولار... و«فيسبوك» الخطر القادم

سجلت عملة {بتكوين} المشفرة مستويات أعلى من 7300 دولار أمس (رويترز)
سجلت عملة {بتكوين} المشفرة مستويات أعلى من 7300 دولار أمس (رويترز)
TT

«بتكوين» فوق 7300 دولار... و«فيسبوك» الخطر القادم

سجلت عملة {بتكوين} المشفرة مستويات أعلى من 7300 دولار أمس (رويترز)
سجلت عملة {بتكوين} المشفرة مستويات أعلى من 7300 دولار أمس (رويترز)

بقيت {بتكوين} فوق 7300 دولار أمس الاثنين، لتظل قرب أعلى مستوياتها في تسعة أشهر، مع اشتداد زخم موجة صعود 2019 للعملة المشفرة الأكبر في العالم... لكن العملات المشفرة التي واجهت عاما صعبا في 2018 نتيجة التشديدات التنظيمية، يبدو أنها ستواجه خطرا جديدا قريبا، يأتي هذه المرة من جانب عملاق التكنولوجيا «فيسبوك».
وفي الساعة 13:25 بتوقيت غرينيتش أمس، كان يجري تداول {بتكوين} على بورصة بتستامب عند مستوى حول 7370 دولارا، بارتفاع يبلغ نحو 3.4 في المائة، بعد صعودها 14 في المائة يوم السبت - في ثاني أضخم قفزة يومية لها هذا العام - إلى أعلى مستوياتها منذ أوائل أغسطس (آب).
وقال المحللون والمتعاملون إن التحرك الضخم مطلع الأسبوع ليس ناتجا فيما يبدو عن أي عامل أخبار فوري. وقال ديفيد توماس، من «غلوبال روك» للوساطة في العملات المشفرة في لندن، إن اختراق مستوى الدعم المهم عند ستة آلاف دولار الأسبوع الماضي غذى اهتمام المستثمرين.
وزادت قيمة {بتكوين} لنحو مثليها هذا العام، مما يسلط الضوء على التقلب الشديد في العملة بعد أداء بالغ السوء في 2018 عندما فقدت نحو ثلاثة أرباع قيمتها وسط تشديد للوائح التنظيمية في أنحاء العالم.
وقال متعاملون آخرون في السوق إن المعنويات تدعم أيضا من فرضية متانة {بتكوين} في أعقاب سرقة 40 مليون دولار من بورصة بينانس الرئيسية. وفي السابق، شهدت أسواق العملات المشفرة انحدارات عقب اختراقات أمنية كبيرة.
وكانت بينانس، إحدى أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم، قالت الأربعاء الماضي إن متسللين سرقوا {بتكوين} بقيمة 41 مليون دولار منها في أحدث واقعة ضمن سلسلة سرقات تستهدف بورصات العملات المشفرة في أنحاء العالم.
وسحب الهاكرز سبعة آلاف {بتكوين} باستخدام عدد من التقنيات: «بما في ذلك التصيد والفيروسات وهجمات أخرى» وفقا لمنشور كتبه تشاو تشانغ بنغ الرئيس التنفيذي لشركة بينانس على موقع الشركة.
وقال المنشور إن أموال المستخدمين لن تتأثر لأن الشركة ستستخدم صندوق أصول آمنا لها لتغطية خسائرهم. وانخفضت {بتكوين} 4.2 في المائة في أوائل التعاملات الآسيوية مع نشر نبأ الاختراق، لكنها عوضت خسائرها في وقت لاحق. وقال تشاو على «تويتر» إن بورصات عملات مشفرة أخرى، بما في ذلك كوين - بيز، أوقفت الإيداعات من عناوين مرتبطة بعملية الاختراق.
لكن العملات المشفرة ربما تتعرض لخطر جديد، إذ تخطط شركة «فيسبوك» لإنشاء نظام دفع قائم على عملة مشفرة، يمكن تدشينه لمليارات من المستخدمين حول العالم، بحسب ما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» مطلع الشهر الجاري.
والنظام يمكن أن يستخدم عملة إلكترونية مماثلة لل{بتكوين}، لكنها مختلفة حيث إن «فيسبوك» يهدف إلى إبقاء قيمة العملة مستقرة. فـ{بتكوين} والعملات الإلكترونية المماثلة سريعة التأثر بالتقلبات في القيمة. وأفيد بأن ذلك النظام يمكن أن يقوض بطاقات الائتمان عن طريق تجنب رسوم المعاملة المسؤولة عن الكثير من إيراداتها، وفقا لوكالة «أسوشييتد برس».
ونقل تقرير «وول ستريت جورنال» عن مصادر على دراية بالأمر قولها إن «فيسبوك» تقوم بتجنيد العشرات من الشركات المالية والتجار عبر الإنترنت لإطلاق الشبكة. وقد تتضمن خطط عملاق الإنترنت طرقاً لمكافأة المستخدمين الذين يتفاعلون مع الإعلانات أو غيرها من الميزات ماليا، فيما تقول شركة «فيسبوك» إنها تستكشف حاليا الكثير من التطبيقات المختلفة لتكنولوجيا العملات المشفرة.


مقالات ذات صلة

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )
الاقتصاد لافتة إلكترونية وملصق يعرضان الدين القومي الأميركي الحالي للفرد بالدولار في واشنطن (رويترز)

غوتيريش يعيّن مجموعة من الخبراء لوضع حلول لأزمة الديون

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجموعة من الخبراء البارزين لإيجاد حلول لأزمة الديون المتفاقمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الاجتماع السنوي الرابع والخمسون للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (رويترز)

المنتدى الاقتصادي العالمي: قادة الأعمال يخشون من الركود وارتفاع التضخم

أظهر استطلاع للرأي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الخميس أن قادة الأعمال على مستوى العالم يشعرون بالقلق من مخاطر الركود ونقص العمالة وارتفاع التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الدردري: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

TT

الدردري: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)
الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)

كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية الدكتور عبد الله الدردري، أن الأمم المتحدة أعطت البرنامج الضوء الأخضر لبدء التواصل مع الحكومة المؤقتة السورية الجديدة تعزيزاً للعمل الإنساني وبدء مسار التعافي لإعادة تفعيل الاقتصاد السوري، خصوصاً أن البلاد خسرت 54 مليار دولار من ناتجها المحلي خلال 14 عاماً.

وقال الدردري في حديث إلى «الشرق الأوسط» بمناسبة وجوده في الرياض للمشاركة في فعاليات مؤتمر «كوب 16»، إنه وجّه مكتب البرنامج في دمشق اعتباراً من (الخميس) للتواصل مع الجهات الحكومية وبدء عملية التقييم التي تحتاج إليها البلاد.

كان نظام بشار الأسد قد ترك خلفه تحديات اقتصادية كبيرة مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الاقتصادية وتدمير آلاف المنازل وتشريد الملايين.

رجل سوري يتحدث عبر هاتفه المحمول وهو يقف على درج مبنى مدمَّر في مدينة حرستا شرق دمشق (أ.ب)

واستعرض الدردري الوضع الراهن في سوريا، فقال «إن تقديراتنا الأولية أن الاقتصاد السوري خسر حتى الآن 24 عاماً من التنمية البشرية، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً كبيراً من 62 مليار دولار في عام 2010 إلى 8 مليارات فقط اليوم، أي خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً. أما معدل الفقر، فارتفع من نحو 12 في المائة عام 2010 إلى أكثر من 90 في المائة. وبات معدل الفقر الغذائي يتجاوز 65 في المائة من السكان».

وإذ أوضح أن أمام سوريا مرحلة صعبة، قال إن تقديرات البرنامج تشير إلى أنه من أصل 5 ملايين و500 ألف وحدة سكنية، فإن نحو مليوني وحدة سكنية دمِّرت بالكامل أو جزئياً.

وعن تكلفة عملية إعادة الإعمار، أوضح الدردري أن احتساب تكلفة إعادة بناء الوحدات السكنية يحتاج إلى تحديث، كون أسعار البناء تختلف اليوم. لكنه شدد على أن أخطر ما جرى في سوريا هو الضعف المؤسساتي مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل عام 2011، «حيث كانت هناك مؤسسات دولة قوية، فيما تراجعت بشكل كبير اليوم». من هنا، فإن تركيز برنامج الأمم المتحدة اليوم هو على الدعم المؤسساتي، «لأنه من دون مؤسسات قادرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لا توجد تنمية ولا إعادة إعمار»، كما يركز على القطاع الخاص الذي استطاع أن يصمد رغم كل الهزات، والجاهز اليوم لتلقف أي حالة من الأمن والانفتاح للعمل.

وقال: «خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ولمجرد أن الحكومة المؤقتة أعلنت أن الاقتصاد السوري هو اقتصاد سوق حر مع بعض الإجراءات السريعة لتسيير عمل التجارة وغيرها، تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 30 ألف ليرة إلى 14 ألف ليرة، مما يعني تحسناً بأكثر من 50 في المائة».

رجل يعد النقود بمحطة بنزين في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

ولكن كيف يرى نائب الوزراء السوري السابق للشؤون الاقتصادية بين سنوات 2006 و2011، خريطة طريق إعادة النهوض بالاقتصاد السوري؟ أجاب: «في الحقيقة، لا أرى فرقاً بين دوري في الأمم المتحدة وبين عملي سابقاً. فسوريا تحتاج إلى إصلاح حوكمي سريع وفعال، بمعنى أنها تحتاج إلى إصلاح القضاء، وتطوير المؤسسات وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، وترسيخ القانون. كما أنها بحاجة إلى رؤية للمستقبل، وإلى حوار وطني. تحتاج إلى تحديد الوضع الراهن في المجال الاقتصادي وأين هو موقع البلاد في هذا الإطار. هي تحتاج إلى رسم سيناريوهات التعافي والنمو... وهو ما تراه الأمم المتحدة أيضاً لإعادة إحياء البلاد».

وأضاف: «سندعم كل ما من شأنه أن يجعل سوريا جاذبة للاستثمار، وإرساء منظومة لحماية اجتماعية فاعلة... فنمو اقتصادي يقوده القطاع الخاص وعدالة اجتماعية من خلال منظومات حماية اجتماعية متكاملة هما ما تحتاج إليه سوريا، وهما ما سنعمل عليه».

وعود بمساعدة غزة

وفي ما يتعلق بالوضع في غزة، قال الدردري إن التقديرات الأولية جداً تشير إلى أنها تحتاج إلى 50 مليار دولار، موضحاً أن إعادة تعويم الاقتصاد الفلسطيني إلى ما كان عليه في عام 2022، إنما يحتاج إلى معونات إنسانية تقدَّر بـ600 مليون دولار سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة.

فلسطينيون يتفقدون الدمار في منطقة استهدفتها غارة جوية إسرائيلية قرب مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

وعن الجهات المستعدة لتأمين هذه المبالغ، قال: «هناك وعود بأن المجتمع الدولي مستعد للمساعدة، ولكن إلى الآن لا شيء ملموساً».

وأضاف: «هناك حاجة ماسة إلى رفع القيود عن عمل الفلسطينيين، وعن أموال المقاصة التي يجب أن تذهب إلى السلطة الفلسطينية، وأن يُسمح للاقتصاد الفلسطيني بالاندماج».

خسائر لبنان من الحرب

وشرح الدردري أن لبنان خسر 10 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب مع إسرائيل، تضاف إلى ما نسبته 35 في المائة خسارة في الناتج المحلي منذ 2019. في حين دُمر نحو 62 ألف منزل وأكثر من 5 آلاف منشأة اقتصادية.

شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

ووُضع برنامج للتعافي الاقتصادي في لبنان يعتمد بشكل أساسي على تعزيز المجتمعات المحلية والشركات الصغيرة وإعادة إحياء التمويل في لبنان، وعلى دعم البلديات التي تأثرت بشكل كبير، وعلى الجمعيات الأهلية. وتوقع أن يستعيد لبنان تعافيه مع استمرار حالة الهدوء، وذلك بفعل أهمية الدور الذي يلعبه قطاعه الخاص.