«أزمة الناقلات» تلقي بظلالها على أسعار النفط

خبير لـ«الشرق الأوسط»: تذبذب الأسعار سيستمر والأسواق استغنت عن النفط الإيراني

«أزمة الناقلات» تلقي بظلالها على أسعار النفط
TT

«أزمة الناقلات» تلقي بظلالها على أسعار النفط

«أزمة الناقلات» تلقي بظلالها على أسعار النفط

أدى تعرض أربع سفن تجارية لأعمال تخريبية بالقرب من المياه الإماراتية في خليج عمان بينها ناقلتا نفط سعودية إلى ارتفاع أسعار النفط، حيث يتوقع مختصون في مجال الطاقة والنفط أن يستمر تأثير هذا الحادث، ويستمر تذبذب الأسعار خلال الفترة المقبلة.
وسجلت أسعار النفط في العقود الآجلة أمس ارتفاعاً ملحوظاً بفعل تزايد المخاوف من تعطل الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط المهمة لإنتاج الخام، في الوقت الذي ينتاب فيه القلق المستثمرين والتجار بشأن آفاق النمو الاقتصادي العالمي في ظل تعثر محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
وعلى وقع التوترات، تراجعت بورصات دول الخليج العربية، فهبطت بأكثر من 2 في المائة في السعودية ودبي وأبوظبي وقطر، وتراجعت بين 0. 16 و1. 2 في الكويت وعمان والبحرين.
وبلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 71 دولاراً للبرميل، مرتفعة 38 سنتاً أو 0.5 في المائة مقارنة مع سعر الإغلاق السابق.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 61.73 دولار للبرميل مرتفعة سبعة سنتات أو 0.1 في المائة مقارنة مع سعر التسوية السابقة.
وقال أبهيشك كومار، رئيس التحليلات لدى «إنترفاكس إنرجي» في لندن: «تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بجانب الانخفاض الحاد في إمدادات النفط من فنزويلا وإيران، سيظلان يدفعان الأسعار للصعود».
وتتلقى الأسواق الدعم من سعي واشنطن لخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر وتقليص صادرات فنزويلا، حيث تتسبب مشكلات في البنية التحتية أيضاً في تراجع الإنتاج.
ويقول كومار: إن النزاع التجاري بين واشنطن والصين الذي تصاعد الأسبوع الماضي سيظل يكبح الأسعار.
وتمثل الولايات المتحدة والصين معاً 34 في المائة من الاستهلاك العالمي للنفط في الربع الأول من 2019، وفقاً لما تظهره بيانات من وكالة الطاقة الدولية.
أمام ذلك، أكد خبير نفطي أن التذبذب في أسعار النفط سيستمر لفترة حتى تنتفي المخاوف من تطور الأحداث أو تكرارها، إلا أن الأهم - على حد وصفه - هو استغناء الأسواق عن النفط الإيراني، حيث لم تتأثر الأسواق بخروجه؛ وهو ما يعني - على حد تعبيره - تراجع دور العوامل الجيوسياسية وعدم تأثر الأسواق بها، إضافة إلى ثقة الأسواق في منظمة «أوبك» وقدرتها على تعويض النقص.
قال الدكتور فهد بن جمعة، وهو متخصص في مجال الطاقة وعضو مجلس الشورى السعودي: «أعتقد أن هذه الحوادث ستكون محدودة، وكما نرى اليوم فالنظام الإيراني تبرّأ منها». ويضيف بن جمعة: «الحادث الذي وقع مساء أول من أمس سيكون له تأثير على معدل المخاطر في منطقة مهمة وحيوية مثل الخليج العربي ومضيق هرمز وخليج عمان، سينعكس ذلك على الأسعار بشكل مباشر، كما سيكون له تأثير على أسعار التأمين وأجور النقل، كما سيكون له تأثير على وفرة الإمدادات».
ويتابع: هذا التأثير المباشر لحادث التخريب الذي تعرضت له السفن الأربع، أما التأثير غير المباشر سيكون على الاقتصاد العالمي؛ فعدم الاستقرار في هذا الممر الحيوي لإمدادات النفط سيكون له نتائج خطيرة، فعند تكرار مثل هذه الحوادث سيزيد من مخاوف شركات الملاحة؛ مما سيرفع أجور النقل كما سيرفع أسعار التأمين، وبالتالي ارتفاع أسعار النفط في المحصلة النهائية.
ويشكل مضيق هرمز، الذي يهدد الحرس الثوي الإيراني بإعلاقه، الشريان الرئيسي للطاقة عالمياً، حيث يعبر المضيق ما يوازي 40 في المائة من شحنات النفط إلى الأسواق العالمية.
ويقول مصطفى البازركان، وهو خبير نفطي عراقي: إن هناك آثاراً مباشرة للحادث تتمثل في تأثر الأسواق النفطية بشكل فورى انعكس على الأسعار، ويضيف «أعتقد أن التذبذب في الأسعار سيستمر لفترة».
ويتابع: تأثير الحادث يكمن في إثارته المخاوف الاقتصادية وتخوف الأسواق النفطية بشأن سلاسة الإمدادات في ممر بحري مهم للعالم، أيضاً هناك مخاوف سياسية بشأن تطور الأحداث.
ويلفت البازركان إلى شركات الملاحة وشركات التأمين تراقب الأحداث في منطقة الخليج وتطوراتها لاتخاذ ردود الفعل المناسبة.
ويشدد الخبير النفطي على مسألة مهمة لم تأخذ أهميتها من الاهتمام عند مناقشة وضع أسواق النفط وهي أن الأسواق استغنت عن النفط الإيراني ولم تتأثر ووجدت البدائل، وأن العوامل الجيوسياسية امتصتها أسواق النفط ولم تتأثر بها.
ويضيف «أصبحت الأسواق تتأثر بالعوامل الاقتصادية مثل الخلاف الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين أكثر من العوامل الجيوسياسية، والسبب أن الأسواق وجدت البديل، كما أبدت الأسواق الثقة في منظمة (أوبك) وبأن لديها القدرة على تعويض النقص الذي ستحدثه العقوبات على النفط الإيراني».
وكان مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات) قد كشف العام الماضي عن إحصائية لعدد الحوادث التي شهدها مضيق هرمز قبل فرض العقوبات على النفط الإيراني، حيث شهد مضيق هرمز خلال ثلاث سنوات فقط 72 حادثاً بين عامي 2015 و2017 كان الطرف الأساسي في كل حادث هو الجانب الإيراني، ففي عام 2015 شهد مضيق هرمز 22 حادثاً، وفي عام 2016 بلغ عدد الحوادث 36 حادثاً، بينما في عام 2017 بلغ عدد الحوادث 14 حادثاً.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.