«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان» (1): «نصف شهر المخرجين»... مهرجان داخل مهرجان

«جلد غزال» لافتتاح «نصف شهر المخرجين»
«جلد غزال» لافتتاح «نصف شهر المخرجين»
TT

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان» (1): «نصف شهر المخرجين»... مهرجان داخل مهرجان

«جلد غزال» لافتتاح «نصف شهر المخرجين»
«جلد غزال» لافتتاح «نصف شهر المخرجين»

الاستعداد لافتتاح الدورة 72 من مهرجان «كان» السينمائي التي ستمتد من 14 إلى 25 من الشهر الحالي بدأ، وهناك أيضاً استعداد آخر يجري على قدم وساق لتظاهرة مصاحبة تقع خلال أيام المهرجان، ولو أنها تبدأ يوماً واحداً بعد الافتتاح الرسمي.
هي تظاهرة «نصف شهر المخرجين» التي تنطلق في دورتها 51، أفلام مُنتَخَبة بالدقة ذاتها التي ينتخب بها المهرجان الأساسي أفلامه. ربما بدقة أكثر قليلاً، لأن إدارة هذه التظاهرة، وبينما تحاول أن تشمل أفلاماً من بقاع مختلفة وأساليب ورؤى متعددة، ليست مرتبطة بالبنية التي تتألف من اتحاد موزعي الأفلام وجماعات الصناعة السينمائية ذاتها، ما يمنح التظاهرة هامشاً عريضاً من الاختيارات مبني على اكتشاف الجديد والجيد الذي على جدّته، لا يجد سبيلاً للوصول إلى المسابقة الرئيسية.
إن إدارة «نصف شهر المخرجين»، الفنية تشاهد ما يصل إليها من أفلام من سينمائيين معظمهم لم يتقدم بأفلامه إلى إدارة المهرجان الرسمية، بل اختار أن يتوجه بعمله صوب «نصف شهر المخرجين» بإيمان مطلق بأن هذه التظاهرة هي المنصة الفعلية التي تناسبه.
- لجنة اختيار
على أكثر من صعيد، يمكن اعتبار «نصف شهر المخرجين» مهرجاناً قائماً بحد ذاته، إنما من دون جوائز ولجان تحكيم. مهرجان داخل مهرجان يؤمه الباحثون عن الأعمال التي لا يزال مخرجوها، جدد أو قدامى، يفضلون عرضها في هذا المرتع الخاص على الاشتراك في برنامج حافل قد تضيع في رحابه.
ميزة «نصف شهر المخرجين»، أنه دائماً ما عبّر، ولو من دون منهج مقصود، عن التيارات الفنية والثقافية النائية عن جداول التوزيع وهيمنة الشروط التسويقية. في السبعينات والثمانينات كان المعبر عن فحوى العقدين من المتغيرات الثقافية والفنية. وكان مقصد الباحثين الذين يرون أن السينما الحقيقية هي في تلك الأعمال المختلفة لدرجة التناقض أحياناً مع اختيارات المهرجان الكبير الذي يقام هذا العرض تحت جناحه.
الحال، إلى حد كبير، لا يزال قائماً إلى الآن، والجمهور مزيج من أبناء المهنة النقدية ومن الهواة الذين تراهم مصطفين بانتظار الدخول أربع مرات كل يوم.
المدير الفني باولو موريتي هو رئيس لجنة الاختيار، وكان عضوها في السنوات التسع السابقة. قبل ذلك كان أحد المستشارين لـ«مهرجان فنيسيا»، والنبذة التي تسلمناها عنه تشير إلى أنه متعدد الاتصالات مع المهرجانات الأخرى من لوكارنو إلى نيون إلى بومباي.
يساعده في اللجنة الصحافية (بشهادة ماستر)، آن دلسث والناقدة كلير دياو والمنتجة فالنتينا نوفاري والسيناريست مورغن بوكي.
نسخة هذا العام من «نصف شهر المخرجين» تشهد مزيداً من الاختلاف عن نسخ السنوات السابقة. هناك أفلام أكثر من تلك التي تنتمي إلى التصنيف الإنتاجي والدرامي (Genre)، بعض الرعب مع بعض الدراما العاطفية لجانب بعض الدراما السياسية والكوميديا.
- العربي الوحيد
افتتاح «نصف شهر المخرجين» سيقع مساءً بعرض الفيلم الفرنسي «ديرسكن» (Deerskin)، الذي يتمتع بحبكة بسيطة تولد حكاية كوميدية عن جورج (جان دوجاردان) الذي يشتري سترة من جلد الغزال تعجبه كثيراً لدرجة الوقوع في حبها فتصبح شاغله الشاغل وتنتقل به من عالم الحقيقة إلى عالم الخيال ليتصور نفسه وقد أصبح مجرماً على غرار شخصيات بوليسية مؤفلمة. وهذا ما ينتهي إليه بالفعل.
بعد ذلك ستتوالى أفلام التظاهرة، وبعضها مثير للاهتمام أكثر من سواه، إما نسبة لموضوعه أو نسبة لحقيقة أن بعض المخرجين المشتركين هم أعلى شهرة من البعض الآخر.
هي 24 فيلما طويلاً و10 أفلام قصيرة وأحد تلك الطويلة الفيلم الثاني للمخرج علاء الدين سليم الآتي من تونس في إنتاج مشترك مع فرنسا عنوانه «تلامس». المخرج سليم هو ذاته الذي سبق له قبل ثلاثة أعوام عرض فيلمه الأول «آخر واحد فينا» الذي انتخبناه أحد أفضل أفلام ذلك العام، ودار حول شاب ينتقل بقارب في هجرة غير شرعية ويصل إلى غابة لا أحد فيها سوى رجل عجوز لا يشاركه لغته. الفيلم بلا حوار (غالباً)، لكن وقع الأحداث يملأ الشاشة ويحيلنا إلى فانتازيا منفردة، عربياً، لا معلومات عن فيلمه الجديد، لكنه الوحيد بين القائمة لمخرج عربي.
بعض الأفلام لديها نجومها المعروفون، لكن هذا لا يعني البساط الأحمر ولا الأزرق، بل حضور جاد يناسب جدية التظاهرة بأسرها. أتحدث عن روبرت باتنسون وويليم دافو بطلي فيلم «المنارة» (The Lighthouse) للمخرج روبرت إيغرز الذي اختار تصويره بالأبيض والأسود.
الفيلم، الذي وصفه المدير الفني بأنه دراما غامضة، هو أحد ثلاثة أفلام أميركية أخرى لجانب «جروح» لباباك أنواري و«أعطني حريتي» لكيريل ميخانوفسكي (كلاهما مهاجر؛ الأول من أفغانستان، والثاني من روسيا).
السينما الفرنسية تجد رحابة عروض هنا متمثلة بثلاثة عشر فيلماً غالبها مشترك الإنتاج. من بين تلك الفرنسية الخالصة «إيف» لبنوا فورجير، و«زومبي تشايلد» لبرنراند بونيللو، و«فردوس» لإرون لو دوس.
المخرج الياباني تاكاشي ماييك لديه فيلم ياباني / بريطاني مشترك، عنوانه «أول حب» وهو سيشهد في هذه التظاهرة عرضه العالمي الأول.


مقالات ذات صلة

«نورة»... من «كان» إلى صالات السينما بالرياض

يوميات الشرق انطلاق عرض فيلم «نورة» في صالات السينما بالرياض (تصوير: تركي العقيلي)

«نورة»... من «كان» إلى صالات السينما بالرياض

وسط مشاركة كبيرة من نجوم العمل ونخبة الفنانين والنقاد والمهتمين، شهدت صالات السينما في الرياض، الأربعاء، العرض الافتتاحي الخاص للفيلم السعودي «نورة».

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «نورة» حقق إنجازاً غير مسبوق للسينما السعودية (مهرجان البحر الأحمر)

عرض فيلم «نورة» بصالات السينما السعودية والعالمية 20 يونيو

أعلنت «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» عرض فيلم «نورة» في صالات السينما السعودية والعالمية بتاريخ 20 يونيو المقبل، بعد نجاحه اللافت خلال مهرجان «كان» السينمائي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما المخرج الأميركي شون بيكر الحاصل على السعفة الذهبية في مهرجان «كان» السينمائي عن «أنورا» (إ.ب.أ)

فيلم «أنورا» للأميركي شون بيكر يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان «كان»

حصل المخرج الأميركي شون بيكر البالغ (53 عاماً)، السبت، على السعفة الذهبية في مهرجان «كان» السينمائي عن «أنورا»، وهو فيلم إثارة في نيويورك.

«الشرق الأوسط» (كان)
سينما «أنواع اللطف» (مهرجان كان)

«الشرق الأوسط» في مهرجان كان (7): ساعات قبل ختام دورة «كان» الحافلة

في الساعة السابعة مساء بتوقيت فرنسا، يوم السبت، يبدأ حفل توزيع جوائز الدورة الـ77 من مهرجان «كان»، الذي انطلق في 14 مايو (أيار) الحالي.

محمد رُضا (كان)
سينما «هورايزن: ملحمة أميركية» (وورنر).

شاشة الناقد: أفلام عن الحروب والسلطة

HORIZON‪:‬ AN AMERICAN SAGA ★★★☆ إخراج: كيڤن كوستنر | وسترن | الولايات المتحدة | 2024 لجون فورد وهنري هاثاوي وجورج مارشال، فيلم وسترن مشترك حققوه سنة 1962 من…


«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.