«داعش» يكثّف هجماته في العراق

رفض حقوقي لخطة إيواء عائلات عناصر التنظيم

TT

«داعش» يكثّف هجماته في العراق

كثّف «تنظيم داعش» هجماته على مناطق مختلفة من العراق منذ أول ظهور لزعيمه أبو بكر البغدادي بعد 5 سنوات من اختفائه، وقتل في هجوم، أمس، ثلاثة من رجال الشرطة بين محافظتي كركوك وأربيل شمال العراق.
وأعلنت خلية الإعلام الحربي الرسمية أن مسلحين من «داعش»، هاجموا نقطة حراسة قرب منطقة التون كوبري بين كركوك وأربيل، وقتلوا ثلاثة من الشرطة، كما أن «ضابطاً أصيب في الهجوم بجروح»، بحسب بيان للخلية.
يذكر أن «داعش» تحول إلى عمليات الكر والفر بعد خسارته معاقله في العراق أواخر عام 2017. وأعلنت وزارة الدفاع عن مقتل خمسة عناصر ينتمون إلى التنظيم بغارة لطيران الجيش شمال مدينة قائم غرب الأنبار. وقالت في بيان أمس إنه «ضمن عمليات الإسناد التي تقوم بها قيادة طيران الجيش لقيادة عمليات الجزيرة في المنطقة الحدودية مع سوريا شمال القائم، تعرضت إحدى طائرات القيادة إلى عملية إطلاق نار فردت على مصادر النيران وتبين أنها صادرة عن مجموعة إرهابية تنتمي إلى (تنظيم داعش)». وأضاف البيان أن «العملية أسفرت عن قتل خمسة إرهابيين وتدمير العجلة التي كانوا يستقلونها».
في السياق نفسه، وطبقاً لمصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار، فإن عملية أمنية أدت إلى مقتل القيادي في «داعش» المقرب من البغدادي «أبو قصورة التونسي» و14 من مرافقيه بعملية أمنية غربي المحافظة. وقال المصدر في تصريح صحافي إن «قوة من مشاة الفرقة السابعة التابعة لقيادة عمليات الجزيرة مسنودة بقوة من الحشد العشائري وقيادة عمليات صلاح الدين وبإسناد من طيران الجيش نصبت كميناً للمدعو أبو قصورة التونسي أحد المقربين من زعيم عصابات (داعش) الإجرامي أبو بكر البغدادي».
وأضاف أن «القوة تمكنت من قتل الإرهابي و14 من مرافقيه»، مبيناً أن «أبو قصورة مسؤول عن العمليات الانتحارية في ثلاث محافظات ويعد العقل المدبر لعمليات تجنيد الإرهابيين واستهداف القطعات العسكرية».
ويرى الخبير الأمني المتخصص فاضل أبو رغيف أن «العمليات التي يقوم بها (تنظيم داعش) حالياً لا تزيد على كونها عمليات مشاغلة للقوات الأمنية التي تمكنت من مسك الأرض في المحافظات الغربية من البلاد وبالتالي ليس هناك تأثير جدي لمثل هذه العمليات على عمليات إعادة الإعمار والنازحين واستقرار الأوضاع هناك».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «التنظيم يحاول إثبات وجوده عبر خلايا نائمة في مناطق نائية من الصحراء والوديان ولكن حتى هذه الخلايا تجري معالجتها بشكل مستمر وفعال من قبل القطعات العسكرية من مختلف الصنوف».
إلى ذلك، رفضت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الخطة التي تعمل عليها الحكومة العراقية لإيواء عائلات أفراد «تنظيم داعش». وقالت المنظمة في بيان إن «الخطة تتضمن احتجاز ما يزيد على ربع مليون فرد من عائلات (تنظيم داعش)، معظمهم من النساء والأطفال في مخيمات عزل مقامة خارجية».
وأضاف أن «هناك ما يزيد على 31 ألف عراقي آخرين في مخيمات سورية سيأتون إلى البلاد ضمن الخطة المقترحة». واعتبرت أن «الخطة المقترحة تعد خرقاً للقوانين والاتفاقيات الدولية بخصوص حقوق الإنسان التي وقع عليها العراق والتي تمنع الاحتجاز القسري للمواطنين، إذ يُمنع فرض فترات عقوبات احتجازية ضد الأفراد قبل أن يتم عرضهم على قاضٍ».


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع الأميركي: نحتاج لإبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة تنظيم داعش

الولايات المتحدة​  وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا (أ.ف.ب)

وزير الدفاع الأميركي: نحتاج لإبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة تنظيم داعش

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لوكالة أسوشيتد برس إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إبقاء قواتها في سوريا لمنع تنظيم داعش من إعادة تشكيل تهديد كبير.

«الشرق الأوسط» (قاعدة رامشتاين الجوية (ألمانيا))
المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تكشف عن 4 مطالب دولية في سوريا

كشفت تركيا عن إجماع دولي على 4 شروط يجب أن تتحقق في سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد وهددت بتنفيذ عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شمال سوريا وسط دعم من ترمب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي مستقبلاً وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (التلفزيون الأردني)

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

هناك رأي داخل مركز القرار الأردني ينادي بدور عربي وإقليمي لتخفيف العقوبات على الشعب السوري و«دعم وإسناد المرحلة الجديدة والانتقالية».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عبد القادر مؤمن

كيف أصبح ممول صومالي غامض الرجل الأقوى في تنظيم «داعش»؟

يرجّح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم «داعش» عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم

«الشرق الأوسط» (باريس)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.