المغرب: إجراءات لزجر الغش ورفع الأسعار في رمضان

نشطاء سخروا من تصريحات حكومية «مطمئنة»

المغرب: إجراءات لزجر الغش ورفع الأسعار في رمضان
TT

المغرب: إجراءات لزجر الغش ورفع الأسعار في رمضان

المغرب: إجراءات لزجر الغش ورفع الأسعار في رمضان

قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان، أثارت تصريحات حكومية حول مادتين غذائيتين تستهلكان بكثرة خلال هذا الشهر موجة من السخرية والانتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من أنها جاءت في إطار طمأنة المغاربة على أن موائدهم لن تحرم منها، وأنها ستكون متوافرة بأسعار معقولة خلال الشهر الحالي الذي تقفز فيه الأسعار بشكل ملحوظ.
رئيس الحكومة سعد الدن العثماني، بشّر المغاربة بوجود اكتفاء ذاتي من البيض خلال شهر رمضان، وقال: إن هذه المادة الأساسية ستوجد بوفرة في كل الأسواق المغربية. أما عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فصرح بأنه في «الأيام الثلاثة الأولى من هذا الشهر الفضيل يكثر الإقبال على بعض المنتوجات، خصوصاً سمك السردين». وبسبب ذلك «حث المهنيين والتجار على توفير كميات وافرة من سمك السردين»؛ وذلك لتفادي ارتفاع أسعاره التي تصل إلى عنان السماء بسبب المضاربات بين الوسطاء والتجار رغم أنه من أرخص الأسماك. وزاد قائلاً إن «الوضع جيد ومتميز، ولا يوجد مجال لكي يتم التلاعب في أثمنة السلع الرمضانية».
هذه التصريحات الحكومية المطمئنة لعشاق أكل السردين والبيض في رمضان، كان لها صدى مغاير على مواقع التواصل الاجتماعي واستقبلها نشطاء هذه المواقع بكثير من السخرية والنقد والفكاهة أيضاً من خلال تدوينات وفيديوهات يتساءل فيها أصحابها عما إذا كان المغاربة لا يأكلون سوى السردين في رمضان، مذكّرين بآلاف الكيلومترات من الشواطئ التي تزخر بها بلادهم، وتساءلوا كذلك لماذا لم يتحدث وزير الصيد البحري وهو رجل أعمال معروف، عن أنواع السمك الأخرى؟ «أم أن السردين للفقراء والقمرون للأغنياء؟»، كما كتب أحد المدونين. في المقابل، عاب نشطاء التواصل الاجتماعي على العثماني الحديث عن تحقيق اكتفاء ذاتي في البيض.
وككل عام أيضاً يسأل نواب البرلمان الحكومة عن الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة ارتفاع الأسعار في رمضان، وهذا ما حدث أول من أمس، خلال الجلسة العامة المخصصة للأسئلة الشفوية في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان). وجواباً على أسئلة النواب، أقر لحسن الداودي، وزير الشؤون العامة والحكامة، بارتفاع أسعار عدد من المواد الغذائية قبيل شهر رمضان. ودعا المغاربة إلى التبليغ عن الزيادة في أسعار المواد الغذائية والمواد الفاسدة خلال شهر رمضان الكريم، على الرقم الهاتفي الوطني 5757 الذي خصصته وزارة الداخلية لتلقي شكاوى وملاحظات المستهلكين، وكذا الأرقام المعتمدة من قبل الوزارة المنتدبة المكلفة بالشؤون العامة والحكامة، ووزارة الصحة.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت عن إعادة تشغيل الرقم المختصر الموحد 5757، الذي يسمح للمغاربة بالاتصال عن طريق هذا الرقم على المستوى الوطني بمختلف عمالات وأقاليم (محافظات) المغرب، باستعمال أي من الهواتف الثابتة أو النقالة المرتبطة بشبكات الاتصالات، إذ سيتمكن من خلاله المواطنون ربط الاتصال مباشرة بخلية تلقي الشكاوى المختصة الموجودة بالعمالة (المحافظة) أو الإقليم، وذلك من أجل تقديم شكاواهم وملاحظاتهم بشأن تموين الأسواق والأسعار والجودة وسلامة المنتجات الاستهلاكية وظروف تحضيرها وتخزينها وعرضها للبيع وباقي المجالات المرتبطة بتنظيم الأسواق وبحماية المستهلك.
وحثت وزارة الداخلية كل شخص أو هيئة معنية من مستهلكين وتجار وجمعيات للمجتمع المدني وجمعيات مهنية، على الاتصال من دون تردد لتبليغ ملاحظاتهم وشكاواهم للإبلاغ بحالات الغش والممارسات التجارية غير المشروعة وأعمال المنافسة غير الشريفة.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.