حيوان الألبكة يقدم حلاً لمحاربة السرطان

حيوان الألبكة
حيوان الألبكة
TT

حيوان الألبكة يقدم حلاً لمحاربة السرطان

حيوان الألبكة
حيوان الألبكة

أعلن فريق بحثي أميركي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عن تقنية جديدة في محاربة السرطان، اعتمدت على تجهيز أجسام مضادة داخل حيوان الألبكة، الذي ينتمي إلى فصيلة الجمليات.
وتقوم تلك الطريقة التي نُشر بحث بشأنها أول من أمس، في دورية «PNAS»، على نشر هذه الأجسام في مريض السرطان؛ ما يسمح بتصوير مواقع خلايا الورم، وكذلك توصيل كميات كبيرة من الأدوية إلى تلك المواقع.
واستخدم الباحثون أجساماً مضادة من الألبكة على وجه التحديد؛ لأنها أصغر من الأجسام المضادة التقليدية التي تنتجها الأجهزة المناعية للإنسان والحيوانات الأخرى.
ووفق تقرير نشره موقع المعهد بالتزامن مع نشر الدراسة، فإن هذه الآلية الجديدة انطلقت من حقيقة أن المحاولات السابقة للتركيز على الخلايا السرطانية نفسها، أثبتت أنها غير ناجحة؛ إذ إن ميل الخلايا السرطانية إلى التحور يجعلها أهدافاً غير موثوق بها.
وبدلاً من ذلك، قرر الباحثون استهداف الهياكل المحيطة بالخلايا المعروفة باسم «نسيج بيني خارج الخلية «ECM، وهي شبكة من البروتينات المحيطة بالخلايا سواء الطبيعية والسرطانية، وتلعب دوراً مهماً في نمو الورم وتقدمه.
وعندما درس الباحثون هذا النسيج البيني في المناطق المحيطة بالأورام، وجدوا بعض البروتينات المتوافرة بكثرة، التي لا توجد في الأنسجة الصحية، والأكثر من ذلك، وجدوا أن هذه البروتينات لا تتغير مع تقدم السرطان، وذلك على عكس الخلايا السرطانية نفسها.
ويقول الدكتور ريتشارد هاينز، الباحث الرئيسي في الدراسة: إن «استهداف هذا النسيج البيني يوفر طريقة أفضل لمنع انتشار السرطان بدلاً من محاولة منع الخلايا السرطانية نفسها؛ لأنها عادة ما تكون قد انتشرت عندما يأتي المريض إلى العيادة». ويضيف: «بدأنا نفكر في تطوير كواشف مناعية تستهدف بروتينات النسيج البيني للخلية السرطانية، فتوصلنا إلى الحاجة إلى استخدام أجسام مضادة صغيرة نسبياً، بحيث تكون قادرة على اختراق الأنسجة البشرية بعمق أكبر من الأجسام المضادة التقليدية الموجودة لدى البشر، ويمكن إزالتها بسرعة أكبر من الدورة الدموية بعد العلاج، فوجدنا ضالتنا في أجسام مضادة صغيرة نسبياً، أو (أجسام نانوية) تُجهز داخل حيوان الألبكة، الذي ينتمي إلى فصيلة الجمليات، ويعيش في أميركا الجنوبية، ويشبه الخروف، لكن رقبته طويلة».
ولتطوير هذه الأجسام المضادة النانوية، حصّن الفريق البحثي الألبكة باستخدام كوكتيل من بروتينات النسيج البيني ECM؛ وذلك بعد عزلها من عينات مرضى السرطان، ثم عزلوا الأجسام المضادة لها.
ويقول الدكتور هاينز: «عندما حقنّا هذه الأجسام المرتبطة بالنظائر المشعة في الفئران المصابة بالسرطان، وفحصنا الفئران باستخدام تصوير (PET - CT)، وهي تقنية تُستخدم في الأبحاث السريرية، كانت الأورام الأصلية ونقيلتها (المنتقلة من العضو المصاب إلى عضو آخر) واضحة لنا، وبهذه الطريقة يمكن استخدام تلك الأجسام النانوية للمساعدة في تصوير كل من الأورام ونقيلتها، كما يمكن استخدام التقنية نفسها أيضاً في تقديم العلاجات للورم، حيث يمكننا ربط أي شيء نريده بهذه الأجسام النانوية، بما في ذلك العقاقير».


مقالات ذات صلة

روبوت يُجري جراحة لمريض سرطان

يوميات الشرق فوجئ بالشعور الجيّد بعد الجراحة (موقع الروبوت)

روبوت يُجري جراحة لمريض سرطان

ابتكر علماء روبوتاً جديداً قادراً على إجراء جراحات لمرضى السرطان يُستخدم حالياً في نورفولك بشرق إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مريضة بسرطان الثدي (رويترز)

تقرير: النساء الشابات أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الرجال

تمثل حالة الأختين رورك ظاهرة منتشرة في الولايات المتحدة، وهي تشخيص المزيد من النساء الشابات بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك ممارسة الرياضة في العام السابق لتشخيص الإصابة بالسرطان تقلل من فرص الوفاة إلى النصف (رويترز)

ممارسة الرياضة ساعة أسبوعياً قبل الإصابة بالسرطان تقلل فرص الوفاة للنصف

أكدت دراسة جديدة أن ممارسة الرياضة في العام السابق لتشخيص الإصابة بالسرطان يمكن أن تقلل من فرص الوفاة إلى النصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يبحث العلماء عن نموذج يتنبّأ بكيفية تأثير العلاج على أورام المرضى (رويترز)

«أسماك مزروعة بخلايا سرطانية»... جديد الأطباء لعلاج الأورام «بسرعة»

هل يستطيع أطباء الأورام اتخاذ قرارات أفضل لعلاج السرطان باستخدام الأسماك؟ تهدف تجربة سريرية من المقرر أن تبدأ هذا الشهر في البرتغال إلى معرفة ذلك.

«الشرق الأوسط» (لشبونة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».