هاتفك الذكي لا يتجسس عليك... بل نسختك الإلكترونية تحاكي أفعالك

شركات التقنية ترصد رغباتك من خزين البيانات الشخصية

هاتفك الذكي لا يتجسس عليك... بل نسختك الإلكترونية تحاكي أفعالك
TT

هاتفك الذكي لا يتجسس عليك... بل نسختك الإلكترونية تحاكي أفعالك

هاتفك الذكي لا يتجسس عليك... بل نسختك الإلكترونية تحاكي أفعالك

إن كنت تمتلك هاتفاً ذكياً، فلربما تعرضت لتجربة مثيرة للإزعاج في وقت ما من استخدامك له، مثلاً بعد محادثة منفردة بينك وبين صديقك أو شريكة حياتك في وسط خاص، غير عمومي، ثم يحدث لك أن تلتقط هاتفك لترى إعلاناً على موقع للتواصل الاجتماعي يتواءم مع ما تحدثت به مع صديقك إلى حد ما، مثل إعلان عن سلة غذائية للنزهات الخارجية إذا كنت قد تطرقت في حديثك إلى إقامة حفلة لشواء اللحم في عطلة نهاية الأسبوع، أو إعلان عن رحلات جوية لوجهة سياحية كنت قد ذكرت أنك تريد زيارتها.
ويلجأ أغلب الأشخاص قليلو المهارات التقنية إلى نظرية المؤامرة للحديث عن وجود تطبيقات تنصت للمكالمات وتسجلها، إلا أن هذا ليس صحيحاً. وإن كنت لا تصدق ذلك، يمكنك أن تغيير الإعدادات في هاتفك لخفض كمية البيانات التي تسجلها تطبيقاته.
تريستان هاريس، الباحث السابق في أخلاقيات التصاميم في «غوغل»، شرح أمام «مؤتمر معهد ميلكين العالمي» في لوس أنجليس، الأمور التي تحدث فعلاً عندما تظهر إعلانات متوائمة مع احتياجات ورغبات المستخدمين. وقد أنشأ هاريس «حركة تمضية الوقت جيداً»، وهي منظمة تهدف إلى استرجاع الزمن والانتباه، المفقودين بسبب استخدام الأجهزة الرقمية.
ورغم قول هاريس إنه لا توجد أي تسجيلات، فإن ما طرحه يدفع إلى الاندهاش أكثر حول كميات البيانات التي يمتلكها المعلنون في حوزتهم.
يقول الباحث: «اعلم علم اليقين أن ما تظهره التحليلات القضائية للبيانات، وكذلك ما يقوله، وما يعِد به، كبار الشخصيات في ميدان الإعلانات في (فيسبوك)... أنهم لا يستخدمون أي ميكروفونات للتنصت. والسؤال هو كيف يمكن لهم إذن أن يستطيعوا معرفة نوع المحادثة التي أجريت؟».
ويضيف هاريس، أن هذا يحدث، لأنه في داخل الخوادم الكومبيوترية لـ«غوغل» أو «فيسبوك» توجد «لعبة»، أو شخصية «أفتار» مشابهة لشخصيتك المستنسخة. إنها تشابه نموذجاً لك. ولذا فإنني لا أجد نفسي مضطراً للإنصات إلى ما تقول، لأنني راكمت كل ضربات «الإعجاب» التي سجلتها أنت طيلة استخدامك الموقع. وهذا ما يجعل هذه اللعبة تعمل بشكل يشابه عملك. وكل ما عليّ أن أعمله هو محاكاة أي محادثة تقوم بها تلك اللعبة، وبذلك أتعرف على طبيعة المحادثة التي قمت بها أنت، من دون حاجتي إلى الميكروفون لتسجيلها.
إذن.. الشركات لا تقوم بالتنصت للمكالمات بسرية، بل إنها تعرفك بشكل جيد، ولذا لا تحتاج إلى ذلك التنصت.


مقالات ذات صلة

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

تكنولوجيا كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....

جيه دي بيرسدورفر (نيويورك)
تكنولوجيا بطاريات «مورفي» الخارجية للهواتف

دليلك لاستغلال البطارية القديمة... لأطول وقت ممكن

خطوات للاستفادة منها أو استبدالها أو إصلاحها

الاقتصاد شعار أكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم فوق شريحة إلكترونية (رويترز)

أزمة لأكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم بسبب هاتف «هواوي» الجديد

علّقت شركة تصنيع أشباه الموصّلات التايوانية «تي إس إم سي»، شحناتها إلى شركة تصميم الرقائق الصينية «سوفغو» بعد العثور على شريحة خاصة بها في معالج «هواوي» الحديث.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق تحوّلت الهواتف الذكية بما فيها من تطبيقات إلى إدمان العصر (رويترز)

كيف تقطع يدك الافتراضية... 7 خطوات للحدّ من الإدمان على الهاتف

باتت الهواتف الذكية امتداداً لليَد البشريّة، وكأنها يدٌ جديدة التصقت بها. العيون لا تفارقها ليل نهار، فهل من سبيل للتخفيف من هذا الإدمان المستجدّ؟

كريستين حبيب (بيروت)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.