فضيحة الانبعاثات تكلّف «فولكسفاغن» 34 مليار دولار

ارتفاع مبيعاتها 3 % خلال الربع الأول من 2019

تم سداد معظم التكاليف الناتجة عن فضيحة الانبعاثات في الولايات المتحدة (رويترز)
تم سداد معظم التكاليف الناتجة عن فضيحة الانبعاثات في الولايات المتحدة (رويترز)
TT

فضيحة الانبعاثات تكلّف «فولكسفاغن» 34 مليار دولار

تم سداد معظم التكاليف الناتجة عن فضيحة الانبعاثات في الولايات المتحدة (رويترز)
تم سداد معظم التكاليف الناتجة عن فضيحة الانبعاثات في الولايات المتحدة (رويترز)

تجاوزت التكاليف التي تكبدتها مجموعة «فولكسفاغن» الألمانية من جراء فضيحة الانبعاثات 30 مليار يورو (34 مليار دولار)، وذلك بعدما خصصت مليار يورو إضافية للتبعات القانونية ضمن بياناتها للربع الأول من العام الجاري، والتي تم نشرها أمس الخميس.
وقال فرانك فيتر، عضو مجلس إدارة المجموعة والمسؤول عن التمويل، أمس، إن المبلغ يتضمن تكاليف المحامين والتعويضات والإجراءات القانونية المعلقة. وأضاف فيتر أنه بينما يغطي هذا المبلغ كافة التكاليف المتوقعة حاليا، فإنه ليس من المستبعد أن تكون هناك تكاليف إضافية مستقبلا.
وتم سداد معظم التكاليف الناتجة عن فضيحة الانبعاثات في الولايات المتحدة؛ حيث تم الكشف عن الفضيحة في سبتمبر (أيلول) من العام 2015.
وتواجه المجموعة أكثر من 60 ألف تحرك فردي في ألمانيا، تتضمن في أغلبها تعويضات. إلا أن مستثمرين بدأوا أيضا إجراءات يتهمون فيها المجموعة بالتأخر في تقديم المعلومات المتعلقة بالتأثيرات المالية للفضيحة.
وأعلنت مجموعة «فولكسفاغن غروب» الألمانية، أكبر منتج سيارات في أوروبا، ارتفاع إيرادات مبيعاتها خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 3.1 في المائة سنويا، بفضل تحسن أداء قطاع الخدمات المالية لديها رغم تراجع إجمالي عدد السيارات التي سلمتها لعملائها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي. كما أكدت المجموعة الألمانية توقعاتها لمبيعات وإيرادات وأرباح تشغيل العام الحالي ككل.
في الوقت نفسه أعلنت الشركة تراجع أرباحها قبل حساب الضرائب خلال الربع الأول من العام الحالي إلى 4.1 مليار يورو مقابل 4.5 مليار يورو خلال الفترة نفسها من العام الماضي. في المقابل زادت أرباح التشغيل قبل حساب البنود الخاصة خلال الربع الأول من العام الحالي بمقدار 600 مليون يورو إلى 4.8 مليار يورو.
وبلغ إجمالي إيرادات «فولكسفاغن» خلال الربع الأول 60 مليار يورو، بزيادة نسبتها 3.1 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وبلغ عدد السيارات التي سلمتها المجموعة لعملائها خلال الفترة نفسها 2.6 مليون سيارة بانخفاض نسبته 2.8 في المائة سنويا.
يذكر أن «فولكسفاغن» تنتج سيارات «فولكسفاغن» و«أودي» و«سيات» و«سكودا» و«بورشه».
وفي تحرك من المجموعة لزيادة مبيعاتها، أعلنت «فولكسفاغن» الألمانية في فبراير (شباط) الماضي، اعتزامها استقطاب شريحة جديدة من العملاء الشباب في الصين من خلال مجموعة طرز جديدة من السيارة «جيتا».
تضم المجموعة المنتظرة سيارة صالون وسيارتين من فئة السيارات متعددة الأغراض ذات التجهيز الرياضي «إس يو في» والتي سيتم إنتاجها من خلال شركة «إف أيه دبليو - فولكسفاغن» في مدينة «شينغدو» الصينية. وتريد «فولكسفاغن» طرح السيارات الجديدة في السوق خلال الربع الثالث من العام الحالي.
وتستهدف المجموعة الألمانية بالسيارات الجديدة أفراد الطبقة المتوسطة النامية في الصين، والذين يريدون إما تغيير سياراتهم القديمة أو شراء أول سيارة لهم.
وقال يورغن ستاكمان مدير مبيعات سيارات «فولكسفاغن» إن السيارة «جيتا تلعب دورا مهما بالنسبة لنا كسيارات فولكسفاغن في الصين». وتعتبر الصين أكبر سوق لسيارات «فولكسفاغن» في العالم.
كانت مبيعات «فولكسفاغن» خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، مخيبة للآمال فيما يتطور الوضع ليشير إلى أن العام الحالي سيكون عاما صعبا بالنسبة لصناعة السيارات العالمية. وتراجعت المبيعات في الصين خلال الشهر الماضي بنسبة تزيد قليلا على 3 في المائة سنويا.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
TT

الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)

تعهدت الصين، يوم الخميس، بزيادة العجز في الموازنة، وإصدار مزيد من الديون، وتخفيف السياسة النقدية، للحفاظ على استقرار معدل النمو الاقتصادي، وذلك في ظل استعدادها لمزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

جاءت هذه التصريحات في بيان إعلامي رسمي صادر عن اجتماع سنوي لتحديد جدول أعمال كبار قادة البلاد، المعروف بمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي (CEWC)، الذي عُقد في 11 و12 ديسمبر (كانون الثاني)، وفق «رويترز».

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية بعد الاجتماع المغلق للجنة الاقتصادية المركزية: «لقد تعمق الأثر السلبي الناجم عن التغيرات في البيئة الخارجية». ويُعقد هذا الاجتماع في وقت يعاني فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم من صعوبات شديدة، نتيجة أزمة سوق العقارات الحادة، وارتفاع ديون الحكومات المحلية، وضعف الطلب المحلي. وتواجه صادراتها، التي تعد من بين النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد، تهديداً متزايداً بزيادة الرسوم الجمركية الأميركية.

وتتوافق تعهدات اللجنة الاقتصادية المركزية مع اللهجة التي تبناها أكثر تصريحات قادة الحزب الشيوعي تشاؤماً منذ أكثر من عقد، التي صدرت يوم الاثنين بعد اجتماع للمكتب السياسي، الهيئة العليا لصنع القرار.

وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في «بين بوينت أسيت مانجمنت»: «كانت الرسالة بشأن رفع العجز المالي وخفض أسعار الفائدة متوقعة». وأضاف: «الاتجاه واضح، لكنَّ حجم التحفيز هو ما يهم، وربما لن نكتشف ذلك إلا بعد إعلان الولايات المتحدة عن الرسوم الجمركية».

وأشار المكتب السياسي إلى أن بكين مستعدة لتنفيذ التحفيز اللازم لمواجهة تأثير أي زيادات في الرسوم الجمركية، مع تبني سياسة نقدية «مرنة بشكل مناسب» واستخدام أدوات مالية «أكثر استباقية»، بالإضافة إلى تكثيف «التعديلات غير التقليدية المضادة للدورة الاقتصادية».

وجاء في ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري تنفيذ سياسة مالية أكثر نشاطاً، وزيادة نسبة العجز المالي»، مع رفع إصدار الديون على المستوى المركزي والمحلي.

كما تعهد القادة بخفض متطلبات الاحتياطي المصرفي وبتخفيض أسعار الفائدة «في الوقت المناسب».

وأشار المحللون إلى أن هذا التحول في الرسائل يعكس استعداد الصين للدخول في مزيد من الديون، مع إعطاء الأولوية للنمو على المخاطر المالية، على الأقل في الأمد القريب.

وفي مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، تحدد بكين أهداف النمو الاقتصادي، والعجز المالي، وإصدار الديون والمتغيرات الأخرى للعام المقبل. ورغم أن الأهداف يجري الاتفاق عليها في الاجتماع، فإنها لن تُنشر رسمياً إلا في الاجتماع السنوي للبرلمان في مارس (آذار).

وأفادت «رويترز» الشهر الماضي بأن المستشارين الحكوميين أوصوا بأن تحافظ بكين على هدف النمو عند نحو 5 في المائة دون تغيير في العام المقبل.

وقال تقرير اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري الحفاظ على نموٍّ اقتصادي مستقر»، لكنه لم يحدد رقماً معيناً.

التهديدات الجمركية

وأثارت تهديدات ترمب بزيادة الرسوم الجمركية حالة من القلق في المجمع الصناعي الصيني، الذي يبيع سلعاً تزيد قيمتها على 400 مليار دولار سنوياً للولايات المتحدة. وقد بدأ كثير من المصنِّعين في نقل إنتاجهم إلى الخارج للتهرب من الرسوم الجمركية.

ويقول المصدِّرون إن زيادة الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تآكل الأرباح بشكل أكبر، مما سيضر بالوظائف، والاستثمار، والنمو. وقال المحللون إنها ستفاقم أيضاً فائض القدرة الإنتاجية في الصين والضغوط الانكماشية التي تولدها.

وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي أن الصين ستنمو بنسبة 4.5 في المائة في العام المقبل، لكنَّ الاستطلاع أشار أيضاً إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤثر في النمو بما يصل إلى نقطة مئوية واحدة.

وفي وقت لاحق من هذا العام، نفَّذت بكين دفعة تحفيزية محدودة، حيث كشف البنك المركزي الصيني في سبتمبر (أيلول) عن إجراءات تيسيرية نقدية غير مسبوقة منذ الجائحة. كما أعلنت بكين في نوفمبر (تشرين الثاني) حزمة ديون بقيمة 10 تريليونات يوان (1.4 تريليون دولار) لتخفيف ضغوط تمويل الحكومات المحلية.

وتواجه الصين ضغوطاً انكماشية قوية، حيث يشعر المستهلكون بتراجع ثرواتهم بسبب انخفاض أسعار العقارات وضعف الرعاية الاجتماعية. ويشكل ضعف الطلب الأسري تهديداً رئيسياً للنمو.

ورغم التصريحات القوية من بكين طوال العام بشأن تعزيز الاستهلاك، فقد اقتصرت السياسات المعتمدة على خطة دعم لشراء السيارات والأجهزة المنزلية وبعض السلع الأخرى.

وذكر ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية أن هذه الخطة سيتم توسيعها، مع بذل الجهود لزيادة دخول الأسر. وقال التقرير: «يجب تعزيز الاستهلاك بقوة».