6 فتيات يعترفن بالاعتداء على طالبة مصرية في بريطانيا

الطالبة المصرية مريم مصطفى
الطالبة المصرية مريم مصطفى
TT

6 فتيات يعترفن بالاعتداء على طالبة مصرية في بريطانيا

الطالبة المصرية مريم مصطفى
الطالبة المصرية مريم مصطفى

اعترفت ست فتيات مراهقات بضلوعهن في الهجوم على طالبة الهندسة المصرية مريم مصطفى في مدينة نوتنغهام، الأمر أدخلها في غيبوبة مستمرة خلال العام الماضي.
وعانت الطّالبة البالغة من العمر 18 سنة، من سكتة دماغية بعد مرور 10 ساعات على وقوع الحادثة في 20 فبراير (شباط) الماضي، لتفارق الحياة بعد الاعتداء عليها بشهر تقريباً.
بعد توجيه الاتهامات إلى مراهقات ست ضالعات في الحادثة، نفت ثلاث منهن التهمة تماماً في أكتوبر (تشرين الأول) وكان من المقرر محاكمتهن خلال الأسبوع الماضي. ولكن ماريا فريزر (19 سنة)، وبريتانيا هنتر (18 سنة)، وفتاة أخرى تبلغ من العمر 16 سنة، اعترفن بمشاركتهن في الهجوم في وقت سابق من الشهر الجاري، خلال جلسة استماع أمام القاضي غريغوري ديكنسون في 16 أبريل (نيسان).
من جانبه، أعرب محمد مصطفى والد الضحية مريم، في تصريح لصحيفة «الإندبندنت»، عن استيائه من السلطات الإنجليزية التي لم تُظهر له الاحترام، لأنّها لم تبلغه بجلسة المحكمة الأخيرة التي سبق أن شهدت اعتراف ثلاث فتيات بمهاجمة ابنته، واصفاً الأمر بأنه إخفاق جديد في القضية. فمن حق العائلة أن تعرف بكل ما يتعلّق بقضية مقتل ابنتها مسبقاً، وليس بعد إعلان الحكم، مؤكداً تقديم شكوى رسمية للسلطات البريطانية بهذا الشأن.
وقال والد الضّحيّة (51 سنة): «لم يبلغونا بأي طريقة من الطرق، بأن هناك جلسة استماع منعقدة في ذلك اليوم. ونحن كعائلة يحق لنا معرفة كل شيء بخصوص قضية ابنتنا مسبقاً وليس لاحقاً. ولقد حرمتنا السلطات من هذا الحق البسيط لنا». وأضاف: «وهذا ليس الخطأ الأول. فلقد وقع العديد من الأخطاء مع مريم منذ اليوم الأول للحادثة، وصار الأمر الآن طبيعياً للغاية، وأعتقد أنّ الأمر تجاوز حدّ الإنصاف... إنها ابنتي». حسبما ذكرت الصحيفة البريطانية.
وتعرضت الضحية للضرب واللكمات عدة مرات خلال مواجهة مع مجموعة من المراهقات بجوار محطة للحافلات في شارع البرلمان في نوتنغهام قرابة الساعة الثامنة مساء ليلة وقوع الحادثة.
وكانت الطالبة مريم قد استقلت الحافلة في مكان الحادثة بالقرب من مركز فيكتوريا التجاري، فتابعتها نفس المجموعة من الفتيات التي يُزعم أنّهن كن يهددنها ويسئن معاملتها. وقد نُقلت مريم إلى مركز «كوينز» الطبي في المدينة ثم انتقلت إلى مستشفى «نوتنغهام» حيث فارقت الحياة.
وتسبب الهجوم في حدوث ضجة في مصر، ودعت السفارة المصرية السلطات البريطانية إلى تقديم المسؤولين عن الحادثة إلى العدالة العاجلة.
وبعد الإقرار النهائي بالذنب، أعربت أسرة مريم عن غضبها من مستوى التهم الموجهة إلى الفتيات المراهقات. ووصف والد الضحية تهمة «العراك» بأنها تهمة ضعيفة للغاية، ويصرّ على وجود أدلة قوية ودامغة تدعو إلى محاكمة المدعى عليهن وفق اتهامات أكثر جدية. وأضاف: «إننا نشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء التهم الموجهة ضدّ المتهمات. ليس هذا ما توقعناه أبداً. إنّه ظلم واضح. إنّها اتهامات ضعيفة للغاية. وهذا ليس عدلاً على الإطلاق، نحن نشعر باستياء بالغ من تهمة (العراك). إنّها لا تعبر عن شيء أبداً».
وقال الناطق الرسمي باسم دائرة الادعاء الملكية: «لقد عملنا عن كثب مع الشرطة للتأكد من إبلاغ مصطفى بآخر مجريات الأمور طوال فترة التقاضي، ونحن نعرب عن عميق أسفنا. ولقد تواصلنا معه لتقديم تفسيرنا الكامل للأمر». وأضاف: «كنّا نستعد للمحاكمة في هذه القضية، ولم نتوقّع صدور الإقرار بالذنب من جانب اثنتين من المتهمات الثلاث، ولقد أبلغنا أسرة الضحية على الفور. كما التقينا مع مصطفى لتوضيح تهمة ارتكاب (العراك)، ويمكن للشرطة الجنائية توجيه الاتهام مع تلبية مرحلة الإثبات من الاختبارات القضائية للمحاكمة».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».