أمير المدينة المنورة يدشّن مبادرة «خير أمة»

تهدف لتعزيز القيم والأخلاق في المجتمع

أمير المدينة المنورة خلال تدشينه مبادرة القيم والأخلاق «خير أمة» في قاعة المؤتمرات بجامعة طيبة
أمير المدينة المنورة خلال تدشينه مبادرة القيم والأخلاق «خير أمة» في قاعة المؤتمرات بجامعة طيبة
TT

أمير المدينة المنورة يدشّن مبادرة «خير أمة»

أمير المدينة المنورة خلال تدشينه مبادرة القيم والأخلاق «خير أمة» في قاعة المؤتمرات بجامعة طيبة
أمير المدينة المنورة خلال تدشينه مبادرة القيم والأخلاق «خير أمة» في قاعة المؤتمرات بجامعة طيبة

دشّن الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، مبادرة القيم والأخلاق «خير أمة»، وذلك في قاعة المؤتمرات بجامعة طيبة في المدينة المنورة.
وأكّد الأمير فيصل في كلمة ألقاها بهذه المناسبة أنّ مشروع «خير أمة» رسالة تستحق أن تنطلق من هذه المدينة، متمنياً أن يلمس المجتمع «المديني» ثماره الطيبة بتضافر الجهود بين العلماء والمفكرين والمسؤولين والمواطنين لنشر القيم والأخلاق النبيلة.
وقال أمير منطقة المدينة المنورة: «نحرص من خلال مبادرة خير أمة على تعزيز القيم والأخلاق وغرس الخير ونشر القيم الحميدة في المجتمع وهي من أعظم مقاصد الدين ومن أعظم وسائل الرُقي في الأمم والشعوب، مشيراً إلى أنّ مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بهذا الفضل، ولهذا أدرك الجميع عِظم هذه الرسالة وجلال هذا المقصد فكان انطلاق مشروع (خير أمة)». وأشار إلى أنّ مشروع خير أمة سينشر القيم والأخلاق النبيلة، ومنها: الرحمة، وبر الوالدين، والوسطية والاعتدال، ونبذ العنف، وحق الجار وحسن التعامل مع الآخرين، وذلك عبر الوسائل المتعددة والطرق المختلفة، ترغيباً في الخير وقياماً بالفضيلة ونشر القيم والأخلاق النبيلة ليكون إعانة للمجتمع على الخير والرحمة.
وألقى الدكتور عبد الرحمن السند الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كلمة أشار خلالها إلى أنّ أمة الإسلام نالت خيريتها لأنها دعت إلى مكارم الأخلاق ومحاسنها، ونهت عن سيئ الأخلاق ورديئها، ومن أعظم ما دعت إليه: الاجتماع والائتلاف، ومن أعظم ما نهت عنه: التفرق والاختلاف والتحزب، مبيناً أنّ هذه المبادرة نشأت، من الأمير فيصل بن سلمان، فهو رائدها وعرّابها.
من جانبه، قال الشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء في المدينة المنورة بكلمته إنّ الغاية من مبادرة خير أمة تزكية النفوس والوقوف على معاني الشّرع المطهر وما فيه من جليل الغايات اعتقاداً وسلوكاً، مقدماً شكره لسمو أمير المنطقة على إطلاق المبادرة الهادفة لإشاعة الخير وبث مكارم الأخلاق.
وأوضحت الدكتورة تماضر الرماح نائب وزير العمل والتنمية الاجتماعية للتنمية الاجتماعية، أوضحت أنّ المبادرة تسعى إلى تمكين المجتمع وترسيخ وتنمية ما يملك من قيم أخلاقية، بأن يكون مجتمعنا مكتفيا بذاته، ويقدم من خلال مؤسساته غير الربحية خدمات اجتماعية تنموية لأفراده، مؤكدة أنّ منظومة العمل والتنمية الاجتماعية لن تدخر جهداً في دعم هذه المبادرة الاجتماعية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».