البحرين تودع المؤرخ علي أباحسين

صدر له أكثر من 30 كتاباً ودرّس في العراق والسعودية والبحرين

الراحل الدكتور علي أباحسين مدير مركز الوثائق التاريخية في البحرين
الراحل الدكتور علي أباحسين مدير مركز الوثائق التاريخية في البحرين
TT

البحرين تودع المؤرخ علي أباحسين

الراحل الدكتور علي أباحسين مدير مركز الوثائق التاريخية في البحرين
الراحل الدكتور علي أباحسين مدير مركز الوثائق التاريخية في البحرين

فقدت البحرين أمس علماً من أعلام الخليج، ومؤرخاً بارزاً؛ هو الدكتور علي بن عبد الرحمن بن محمد أباحسين، الوهيبي التميمي مدير مركز الوثائق التاريخية في البحرين، الذي وافته المنية عن عمر ناهز ٩٣ عاماً.
وسيصلى على جثمانه اليوم (الاثنين).
الراحل من مواليد سنة 1347هـ في مدينة الزبير (العراق) موطن هجرة أجداده من نجد، وأخواله من آل غملاس. درس فيها الابتدائية بمدرسة النجاة الأهلية، وكان الأول على دفعته. وأنهى المتوسطة والثانوية في البصرة، وحصل على البكالوريوس في التاريخ من جامعة بغداد.
ونال درجة الماجستير في التخصص نفسه من جامعة عليكرة الهند وطبعت رسالته وزارة المعارف العراقية. وحصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من الجامعة نفسها. وقد تعلم وأتقن الإنجليزية والفرنسية.
وزاول التدريس في جامعات بغداد، والملك سعود، وكليتي الشريعة والتربية في مكة المكرمة. والكلية الجامعية في البحرين. كما شارك في مئات الحلقات الإذاعية التاريخية في إذاعتي الرياض ومكة.
وأسهم في إعداد مقررات مادة التاريخ لبعض الجامعات العربية. كما شارك في تأسيس دار المخطوطات في البحرين. وتولى رئاسة مركز الوثائق التاريخية في البحرين لأكثر من 30 عاماً. وعمل رئيساً لتحرير مجلة الوثيقة لمدة 25 عاماً.
صدر له أكثر من 30 كتاباً، و47 بحثاً علمياً منشوراً؛ منها «لمحة عن تاريخ مدينة الزبير»، و«فهرس مخطوطات البحرين»، و«سجل الوثائق العثمانية لدى دول مجلس التعاون»، و«التحقيق في تاريخ حروب الملك عبد العزيز لتوحيد الجزيرة العربية»، و«محاضرات في التاريخ العربي والإسلامي»، و«الهجرات العربية عبر التاريخ»، و«الصلة التاريخية بين البحرين والسعودية في عهد الملك عبد العزيز»، و«تاريخ البرامكة»، و«تاريخ مكة عبر خمسة قرون»، و«من تاريخ آل خليفة في البحرين»، و«مختصر تاريخ الجزيرة العربية باللغتين العربية والإنجليزية»، و«من تاريخ المكتبات»، و«صفحات من تاريخ النفوذ البرتغالي»، و«من تاريخ العتوب في القرن الثامن عشر»، و«طرق البحث ونقد المصادر»، و«أثر العلوم الهندية في العصر العباسي»، و«المسجد النبوي أول جامعة في التاريخ الإسلامي».
كما حقق بعض الدواوين الشعرية مثل ديوان سالم الحميد، والشيخ محمد بن عيسى آل خليفة.
كما حصل على وسام الكفاءة من الدرجة الأولى من عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».