محاكاة أصوات النجوم لكشف أسرارها

عبر برنامج ابتكره باحثون أميركيون

باحثون نقلوا أوركسترا نجوم السماء إلى الأرض (صورة من موقع «elisascience»)
باحثون نقلوا أوركسترا نجوم السماء إلى الأرض (صورة من موقع «elisascience»)
TT

محاكاة أصوات النجوم لكشف أسرارها

باحثون نقلوا أوركسترا نجوم السماء إلى الأرض (صورة من موقع «elisascience»)
باحثون نقلوا أوركسترا نجوم السماء إلى الأرض (صورة من موقع «elisascience»)

تمكن فريق بحثي من جامعة «ويسكونسن» الأميركية، من تنفيذ برنامج يحاكي أصوات النجوم، وهو ما قد يفيد في الكشف عن أسرارها.
ولا يتمكّن صوت النجوم من السفر عبر فراغ الفضاء، ولكن التفاعلات التي تتم داخل أفرانها النووية تعمل على تحفيز مجموعة من الاهتزازات، التي يمكن للتلسكوبات رصدها. ويعتمد مستوى شدتها على بنية النجم، أي حجمه وهيكله.
وإذا كانت التلسكوبات تستطيع متابعة الاهتزازات، فإنّ الفريق البحثي الأميركي أراد أن يضيف شيئاً جديداً، وهو محاكاة الأصوات التي تنتج عنها، وذلك وفق تقرير نُشر، أول من أمس، على الموقع الإلكتروني لجامعة «ويسكونسن».
واعتمد الباحثون للوصول إلى ذلك، على دراسة العلاقة بين البنية النّجمية والاهتزازات، وقادهم ذلك في النهاية إلى تطوير برنامج يسمى «GYRE» يحاكي النجوم المتنوعة وتردداتها الناتجة بسبب الاهتزازات. ومن خلاله تمكنوا من محاكاة أنواع مختلفة من النجوم لمعرفة كيف تبدو اهتزازاتها.
وتقول جاكلين غولدشتاين، الباحثة في قسم علم الفلك بجامعة «ويسكونسن»، لـ«الشرق الأوسط»: «منذ أن قمنا بمحاكاة النجوم، استطعنا مقارنة أنماط الاهتزازات التي حصلنا عليها من البرنامج، مع أنماط الاهتزازات الملاحظة عبر التلسكوبات، وكانت متماثلة بشكل يجعلنا نتأكد من أنّنا قادرون على الكشف عن مزيد من أسرار النجوم».
والأسرار المنتظر الحصول عليها، هي متابعة بنية النجوم، وكيف تتغير مع التقدم في العمر؛ حيث يمكن تغيير بنية النجوم في برنامج المحاكاة، لمعرفة ماذا سيحدث لها عندما تتقدم في العمر. وهذه النجوم الأكبر عمراً هي مجال اهتمام الباحثين، كما تؤكد غولدشتاين. وتضيف: «عندما تنفجر هذه النجوم، تصنع ما يعرف بـ(الثقوب السوداء)، وهي منطقة في الفضاء تتميز بجاذبية قوية جداً؛ بحيث لا يمكن لأي شيء الإفلات منها، كما يكون من نتائج انفجارها (النجوم النيترونية)، وهي نوع من البقايا الناتجة عن انفجار النجوم الكبيرة، وتتكون أساساً من النيترونات. ويكون من نتائج الانفجار أيضاً انتشار بعض العناصر الثقيلة في الكون. ونحن نريد أن نفهم كيف يؤثر انفجار النجوم على تطور الكون، وهذه الأسئلة الكبيرة قد يساعدنا البرنامج الجديد في الإجابة عنها».
ويعمل الفريق البحثي حالياً على تطوير نسخة جديدة من البرنامج، للاستفادة من بيانات يتيحها تلسكوب يدعى «TESS»، الذي أُطلق في المدار العام الماضي لاستطلاع 200 ألف من النجوم.
وتتابع غولدشتاين: «سنكون من خلال هذا التطوير قادرين على محاكاة هذه الأوركسترا النجمية الكبيرة».


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.