قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، إنه تواصل مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وطالبها بخفض أسعار النفط، فيما تراجعت أسعار النفط في الأسواق بشدة أمس، حيث انخفض إلى مستوى 71 دولاراً للبرميل، بينما حام خام غرب تكساس حول مستوى أقل من 63 دولاراً للبرميل.
وقال الرئيس الأميركي، في تصريحات للصحافيين بالبيت الأبيض، إن «أسعار البنزين تتراجع... لقد تواصلت مع (أوبك)، وقلت لهم يجب أن تخفضوا الأسعار... لقد قمنا بعمل عظيم».
يذكر أن أسعار البنزين ارتفعت في الولايات المتحدة، قبل إعلان الإدارة الأميركية في وقت سابق من الأسبوع الحالي أنها لن تمدد الاستثناءات الممنوحة لعدد من الدول المستوردة للنفط من الالتزام بالعقوبات الأميركية على إيران بعد أول مايو (أيار) المقبل. وقال ترمب إن حلفاء الولايات المتحدة سيزيدون الإنتاج النفطي لتعويض أي نقص في إمدادات النفط في الأسواق العالمية نتيجة تشديد العقوبات المفروضة على إيران.
وفي الأسواق، وفي الساعة 15:15 بتوقيت غرينتش، هبط خام برنت إلى 70.97 دولار للبرميل، بخسارة 3.61 في المائة عن اليوم السابق، بينما جرى تداول خام تكساس الوسيط عند 62.74 دولار للبرميل، بخسارة 3.79 في المائة.
ويأتي الانخفاض بعد أن ارتفع خام برنت فوق 75 دولاراً للبرميل، للمرة الأولى هذا العام، يوم الخميس، بعد أن علقت ألمانيا وبولندا وسلوفاكيا واردات نفط روسية عبر خط أنابيب رئيسي بسبب انخفاض الجودة. ويحرم هذا التحرك أجزاء من أوروبا من مسار إمدادات رئيسي.
وفي غضون ذلك، قال إيجور سيتشن، الرئيس التنفيذي لشركة «روسنفت» الروسية، أمس، إن الشركة لا ترى أن تشديد العقوبات الأميركية على إيران سيؤدي إلى حدوث عجز في النفط العالمي في الربعين الثاني والثالث من 2019.
وطالبت الولايات المتحدة، يوم الاثنين، جميع مشتري النفط الإيراني بوقف المشتريات بحلول أول مايو (أيار) أو مواجهة عقوبات، في تحرك يهدف إلى خنق إيرادات طهران النفطية، مما دفع أسعار الخام لأعلى مستوى في 6 أشهر، بفعل مخاوف بشأن وقوع أزمة محتملة في المعروض.
وقال سيتشن، رداً على سؤال بشأن ما إذا كان يتوقع أي نقص للنفط بسبب العقوبات الأميركية على إيران: «لا، لا نري مثل تلك التهديدات»، مشيراً إلى تصريح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي قال فيه إن صادرات السعودية والإمارات ستعوض أي انخفاض في الإمدادات الإيرانية.
ويري سيتشن، الحليف المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا التي أبرمت اتفاقاً مع «أوبك» لخفض الإنتاج تخسر حصة سوقية لصالح الولايات المتحدة التي لا تشارك في تخفيضات الإنتاج، لكنها تعزز الإنتاج إلى مستويات قياسية عند نحو 12 مليون برميل يومياً.
وفي أبريل (نيسان)، ألمحت موسكو إلى أن «أوبك» وحلفاءها قد يرفعون إنتاج النفط اعتباراً من يونيو (حزيران) بسبب تحسن أوضاع السوق، وانخفاض المخزونات.
ومن جهة أخرى، قال حامي أقصوي، المتحدث باسم الخارجية التركية، أمس، إن بلاده تسعى لإقناع الولايات المتحدة بالسماح لشركة «توبراش» للتكرير، أكبر مستورد نفط في البلاد، بمواصلة شراء النفط الخام من إيران من دون التعرض لعقوبات.
وتستورد تركيا نحو 90 في المائة من النفط الخام من أجل الوفاء بطلباتها الكبيرة من الطاقة، وفقاً لخبير الطاقة نيسديت بامير. وفي عام 2017، جاء نحو 45 في المائة من هذه الواردات من إيران.
غير أن «توبراش» بدأت بالفعل خفض حجم النفط الخام الذي تشتريه من إيران خوفاً من التعرض لغرامات أميركية، أو استبعاد من النظام المالي الأميركي، حسبما قال بامير. وقال أقصوي إن أنقرة وطهران يعملان على آلية تجارية جديدة من أجل تفادي العقوبات الأميركية.
ترمب يدعو «أوبك» لخفض أسعار النفط... والأسواق تخسر أكثر من 3 في المائة
«روسنفت» لا ترى تهديداً... وأنقرة تخاطب واشنطن لإعفاءات جديدة للخام الإيراني
ترمب يدعو «أوبك» لخفض أسعار النفط... والأسواق تخسر أكثر من 3 في المائة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة