مصر: الموافقة على التعديلات الدستورية بنسبة 88 %

تمدّد ولاية السيسي حتى 2024 وتسمح له بفترة ثالثة مدتها ست سنوات

TT

مصر: الموافقة على التعديلات الدستورية بنسبة 88 %

أعلنت «الهيئة الوطنية للانتخابات» في مصر، إقرار التعديلات على دستور البلاد بموافقة 88 في المائة ممن أدلوا بأصواتهم (23 مليون ناخب) على المواد التي من بينها ما يسمح بتمديد ولاية الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي لعامين إضافيين وحتى عام 2024، وكذلك الترشح لفترة ثالثة مدتها 6 سنوات.
وأعلن المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، في مؤتمر صحافي، أمس، موافقة أغلبية المصوتين على التعديلات الدستورية، بنسبة مشاركة بلغت 44.33 في المائة. وكان يحق لنحو 61 مليون مصري التصويت في الاستفتاء الذي أجري على مدار ثلاثة أيام داخل وخارج البلاد.
وأكد إبراهيم أن حجم المشاركة في الاستفتاء بلغ 27 مليونا و193 ألفا و993 ناخبا، بنسبة 44.33 في المائة من إجمالي المقيدين بالكشوف الانتخابية ممن يحق لهم التصويت. وأوضح أن إجمالي الأصوات الصحيحة 26 مليونا و362 ألفا و421 بنسبة 96.94 في المائة، وإجمالي الأصوات الباطلة بلغ 831 ألفا و172 صوتا بنسبة 3.6 في المائة. وأضاف أن إجمالي من صوّت بـ(نعم) بلغ 23 مليونا و416 ألفا و741 ناخبا، بنسبة 88.83 في المائة، فيما بلغ إجمالي من صوت بـ(لا) مليونين و945 ألفا و680 ناخبا بنسبة 11.17 في المائة.
وفور إعلان نتائج التصويت، غرّد الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر حسابه الرسمي، على موقع «تويتر» متوجهاً بـ«تحية تقدير واعتزاز للشعب المصري العظيم الذي بهر العالم باصطفافه الوطني ووعيه القومي بالتحديات التي تواجه مصرنا العزيزة». واستطرد أن «ذلك المشهد الرائع الذي صاغه المصريون بعبقريتهم المعهودة حين شاركوا في الاستفتاء على التعديلات الدستورية ممارسين حقهم السياسي والدستوري سيُسجل بحروف الفخر في سجل أمتنا التاريخي».
وتستحدث التعديلات التي باتت نافذة بمجرد إعلانها وطالت 12 مادة، «مجلس الشيوخ»، كما تخصص ربع مقاعد مجلس النواب للسيدات، فضلاً عن النص على صيانة القوات المسلحة لـ«مدنية الدولة»، والحفاظ على الديمقراطية والحريات.
وفي حين تمسكت الهيئة الوطنية للانتخابات بإعلان النتائج بشكل مجمع، وحظرت إعلان مؤشرات أولية لنتائج الفرز في اللجان الفرعية (أكثر من 19 ألف لجنة) كما جرى في الاستفتاءات السابقة، قال «المجلس القومي لحقوق الإنسان» (هيئة رسمية)، في بيان ختامي بشأن متابعة الاستفتاء، مساء أول من أمس، إنه رصد عدداً من الظواهر التي وصفها بـ«المخالفات» والتي من بينها «التأثير على إرادة الناخبين من خلال توزيع مواد غذائية على الناخبين في محيط عدد من اللجان (...) عبر أحد الأحزاب الداعمة للتعديلات الدستورية، واستخدام عدد من السيارات التي تحمل شارات لبعض الأحزاب السياسية والشركات، وما من شأنها توجيه إرادة الناخبين، وتوفير نقل جماعي للناخبين من العمالة الوافدة إلى مقار اللجان، وانتشار اللافتات والمواد الدعائية قبل عملية الاستفتاء وأثناء عملية التصويت».
وعدّ المستشار لاشين إبراهيم أن «الاستفتاء على الدستور خرج في أبهى صورة تليق بمستقبل مصر وتطلعها للغد، وأجمل ما فيها أبناء مصر»، مشيرا إلى أن البلاد انتقلت من «مرحلة إعادة بناء الدولة إلى ترسيخ الديمقراطية».
وأشاد على وجه خاص بـ«موقف النساء والشباب من خلال المشاركة الإيجابية في الاستفتاء على تعديل الدستور»، وموجها «الشكر إلى كل فئات الشعب المصري وأن راية وطننا ستبقى مرفوعة من بعدنا». وقال إن «الهيئة كانت دائما على تواصل مع المواطنين من خلال الخط الساخن، والمؤتمرات الصحافية لمواجهة الإشاعات والتشكيك من قبل قوى الشر والظلام»، مبينا أن تلك الإشاعات تضمنت منع وسائل الإعلام من حضور الفرز، ومد عملية التصويت يوما إضافيا، وكذلك إشاعة بمد التصويت آخر الأيام لمدة ساعة.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.