«متحف ليما» يستعرض حضارات البيرو القديمة عبر 18 ألف قطعة

يعد المتحف بانوراما حية للفن البيروفي بدءا من مرحلة ما قبل كولومبيا حتى بداية القرن العشرين
يعد المتحف بانوراما حية للفن البيروفي بدءا من مرحلة ما قبل كولومبيا حتى بداية القرن العشرين
TT

«متحف ليما» يستعرض حضارات البيرو القديمة عبر 18 ألف قطعة

يعد المتحف بانوراما حية للفن البيروفي بدءا من مرحلة ما قبل كولومبيا حتى بداية القرن العشرين
يعد المتحف بانوراما حية للفن البيروفي بدءا من مرحلة ما قبل كولومبيا حتى بداية القرن العشرين

تشتهر ليما عاصمة البيرو بأنها عاصمة الطهي في أميركا اللاتينية، نظراً لانصهارها مع الكثير من الثقافات التي أوجدت مزيجاً شهياً من النكهات، ووصفات إعداد الطعام. غير أن ليما مدينة نابضة بالحياة وغنية بالكثير من الأنشطة الأخرى التي يستطيع الزوار ممارستها، أياً كانت اهتماماتهم، ويأتي على رأسها الأنشطة الفنية.
ربما كانت الفنون أحد سمات التراث البيروفي غير الظاهرة في العاصمة ليما، ولأن تراث ليما مزيج من ثقافات السكان الأصليين، والاستعمار الإسباني والاتجاهات الجديدة، فإن فنونها وثقافاتها متنوعة شأن تنوع سكان البلاد.
إن أفضل تجسيد للفن في البيرو هو متحف ليما للفنون المعروف باسم «MALI»، الذي يقع في قلب العاصمة، والذي يستقبل نحو ألف زائر من السكان المحليين والأجانب يومياً. وحسبما قال المتحدث باسم المتحف لـ«الشرق الأوسط»، فقد تأسس المتحف عام 1961 على يد مجموعة من المثقفين «وكان الغرض هو إتاحة المجال لعرض الفن البيروفي. ويعد المتحف بانوراما حية للفن البيروفي بدءاً من مرحلة ما قبل كولومبيا حتى بداية القرن العشرين قبل أن تضاف إليه مجموعات حديثة تعبر عن الفنون المعاصرة».
مما لا شك فيه أن متحف «MALI» الوطني يسعى إلى تمجيد الفن الوطني، وهي مهمة معقدة للغاية، نظراً لأن البيرو تعد أحد أكثر الدول تنوعاً في أميركا اللاتينية من الناحية الثقافية. ويضيف المتحدث باسم المتحف: «من المستحيل تحديد نوع معين من الفنون وتسليط الضوء عليه، نظراً لأنها تضم مزيجاً رائعاً من حضارة السكان الأصليين والاستعمار الإسباني، ناهيك عن التحولات الكبيرة التي شهدتها البلاد على مر السنين، حتى وقتنا الحالي، وجميعها أسباب ساهمت في خلق بلد متعدد الثقافات».
يضم المتحف نحو 18 ألف قطعة لا يعرض منها سوى ألف قطعة في الوقت الحالي، من أهمها الطبول الاحتفالية لثقافة «ناسكا».
لو أنك تجولت داخل المتحف ستتساءل ما إذا كان المتحف يحكي تاريخ البيرو كاملاً. وستأتيك الإجابة من خلال اللوحات الملونة المعروضة التي تظهر ثراء تلك البلاد وملامح أبناء شعبه ومساهمات سكانه الأصليين، سواء شعب «الأنكا» أو شعب «الناسكاس»، والتي أثرت منطقة أميركا اللاتينية كاملة. غير أن المتحدث الرسمي باسم المتحف أردف بقوله إنه «من المستحيل تحديد تاريخ الكثير من القطع القديمة، نظراً لتعقد تاريخ دولة البيرو، ولكن المتحف سعى إلى تحديد الحقب التاريخية لمجموعات معينة، ومن ثم قام بنسب بعض القطع إليها».
يعتبر المبنى نفسه قطعة فريدة من الهندسة المعمارية التي تستحق المشاهدة، حيث يعتقد أن عائلة «إيفل» الفرنسية هي من قامت بإنشائه، ولذلك يعتبر عملاً رائداً في أميركا اللاتينية، حيث يعود تاريخ بناء القصر الذي ضم المتحف لاحقاً إلى عام 1872. ويمثل بناء القصر وحديقته المحيطة بداية التوسع الحضري في العاصمة ليما، حيث تحتم على السلطات هدم جزء من السور الذي بناه المستعمرون الإسبان حول العاصمة من أجل بناء المتحف.
يعرض متحف «مالي» اثنين من أكبر عجائب البيرو هما: خطوط «نازكا»، ومنطقة «أمازونيا»، وكلاهما خصصت له أجنحة رائعة بالمتحف. فخطوط «نازكا» تعني النقوش الحجرية القديمة التي اشتملت على رسومات لطيور طنانة وعناكب وقردة وغيرها من الأشكال التي لم تحدد بالكامل، والتي يمكن ملاحظتها من الجو عند التحليق بطائرة أو بالون، نظراً لضخامة نقوشها التي لم يمحوها الزمن بسبب الجفاف وندرة المطر، والتي جعلت منها واحدة من أروع اللوحات التي تعجز الكلمات عن وصفها.
تضمن المعرض أحدث الأبحاث التي أجريت في المنطقة، منها مشروع «Nasca - Palpa» البحثي الذي استغرق إعداده 20 عاماً تحت إشراف عالمي الآثار ماركوي رينديل وجوني إيسلا. يضم المعرض كذلك بعض القطع التي تعود لمركز «كاهوتشي» الاحتفالي وثلاثة قطع من الاحتفالات الجنائزية التي اشتملها البحث، والتي جُلبت من مناطق «واري كيان» و«نكروبوليس» في البيرو.
واستطرد المتحدث بقوله إن «الجناح الأمازوني بالمعرض يضم 100 قطعة فنية أبدعها 45 فناناً من دول أميركا اللاتينية، غالبيتهم من البيروفيين، تعكس وجهات نظر مختلفة واتجاهات اجتماعية وجغرافية متنوعة ما بين لوحات ورسومات وصور ومنسوجات وسيراميك ومقاطع مصورة».



في حفل استعراضي صُمم خصيصاً له... ترمب يحضر قرعة كأس العالم

عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
TT

في حفل استعراضي صُمم خصيصاً له... ترمب يحضر قرعة كأس العالم

عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)

سيحضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرعة كأس العالم لكرة القدم اليوم (الجمعة)، في حفل مليء بالاحتفالات والاستعراضات والعروض الباذخة التي تليق بـ«فنان الاستعراض».

ويقام هذا الحدث في «مركز كيندي» بواشنطن، الذي تولى ترمب رئاسته في وقت سابق من هذا العام، في حين قام بتنصيب رئيس ومجلس إدارة جديدين.

وحضور ترمب قرعة كأس العالم يضعه في صدارة المشهد خلال واحد من أبرز الأحداث الرياضية على الإطلاق؛ إذ يبدو أن منظمي الحفل أخذوه في الاعتبار منذ مرحلة التخطيط لهذا الحدث.

وستؤدي فرقة «فيلدج بيبول» أغنيتها الشهيرة «واي إم سي إيه» التي أصبحت عنصراً أساسياً في تجمعات حملة ترمب الانتخابية، وحفلات جمع التبرعات في مارالاغو، حيث شوهد الرئيس السابق يرقص على أنغامها، في حين يخطط الاتحاد الدولي (الفيفا) للكشف عن «جائزة السلام» الخاصة به.

وقام ترمب بحملة علنية للحصول على جائزة «نوبل للسلام»، مستشهداً بمشاركته في إنهاء صراعات متعددة في الخارج، وأسفرت هذه الجهود عن نتائج متباينة.

ومن المقرر أيضاً أن يقدم مغني الأوبرا الشهير أندريا بوتشيلي عرضاً اليوم، وكذلك نجم البوب البريطاني روبي وليامز، وسفيرة الموسيقى في «الفيفا» المغنية الأميركية نيكول شيرزينغر.

واستغل ترمب مراراً امتيازات الرئاسة ليشارك في فعاليات رياضية وثقافية كبرى هذا العام. وحضر نهائي السوبر بول في فبراير (شباط)، وسط هتافات وصيحات استهجان من الجمهور، ويعتزم يوم الأحد حضور حفل تكريم «مركز كيندي»، الذي تجنبه خلال ولايته الأولى.

وستبرز الجغرافيا السياسية في نهائيات كأس العالم؛ إذ يشارك وفد إيراني في مراسم القرعة بعد أن كان أعلن سابقاً مقاطعة الحفل بسبب مشاكل في التأشيرات، وفقاً لتقارير إعلامية. ويأتي ذلك في ظل توتر العلاقات بعد أن قصفت الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية في يونيو (حزيران) الماضي.


مدينة أميركية تتجمّد... وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!

المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
TT

مدينة أميركية تتجمّد... وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!

المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)

شهدت مدينة منيابوليس، كبرى مدن ولاية مينيسوتا الأميركية، انخفاضاً لافتاً في درجات الحرارة الشهر الماضي، حتى باتت، لبرهة، أبرد من كوكب المريخ نفسه.

وأوضح خبير الأرصاد الجوية في «أكيو ويذر»، برايان لادا، أن موجة صقيع ضربت المدينة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، دفعت درجات الحرارة للانخفاض بمقدار 10 درجات تحت المعدل التاريخي. وسجَّلت المدينة درجات حرارة عظمى تراوحت بين 20 و30 درجة فهرنهايت، في أبرد فترة تمرُّ بها منذ فبراير (شباط) الماضي، لسكانها البالغ عددهم نحو 430 ألف نسمة.

وفي المقابل، وعلى بُعد نحو 225 مليون ميل، رصدت مركبة «كيوريوسيتي» التابعة لـ«ناسا» درجات حرارة نهارية بلغت نحو 30 درجة فهرنهايت على سطح الكوكب الأحمر، وفق «الإندبندنت». وفي حين هبطت درجات الحرارة ليلاً في منيابوليس إلى ما بين العشرينات والمراهقات (فهرنهايت)، فإنها سجَّلت على المريخ درجات حرارة قاربت 100 درجة تحت الصفر. وقال لادا إنّ ذلك «تذكير بأنه رغم تقارب درجات الحرارة النهارية أحياناً، فإنّ الكوكب الأحمر يظلّ عالماً مختلفاً تماماً».

ولكن، لماذا يكون المريخ بارداً إلى هذا الحد؟ الإجابة البديهية هي أنه في الفضاء، وهو كذلك أبعد عن الشمس من الأرض، فضلاً عن أنّ غلافه الجوّي الرقيق لا يحتفظ بالحرارة بكفاءة، وفق «ناسا».

فالأرض تدور على بُعد 93 مليون ميل من الشمس، في حين يقع المريخ على بُعد نحو 142 مليون ميل. كما أنّ غلافه الجوّي لا يُشكّل سوى نحو 1 في المائة من كثافة الغلاف الجوّي للأرض عند السطح، وفق «مرصد الأرض» التابع للوكالة. وهذا يعني أنّ درجة الحرارة على المريخ يمكن أن تنخفض إلى 225 درجة فهرنهايت تحت الصفر، وهي درجة قاتلة. فالبشر قد يتجمّدون حتى في درجات حرارة أعلى من 32 فهرنهايت، وهي درجة تجمُّد الماء. وأشار لادا إلى أنّ غياب بخار الماء في الغلاف الجوّي للمريخ يُسرّع فقدان الحرارة فور غروب الشمس.

لكن ذلك لا يعني غياب الطقس على الكوكب الأحمر. ففي بعض الجوانب، يتشابه طقس المريخ مع طقس الأرض، إذ يشهد كلاهما فصولاً ورياحاً قوية وسحباً وعواصف كهربائية. وتتكوَّن سحب المريخ على الأرجح من بلورات جليد الماء، لكنها لا تدرّ مطراً بسبب البرودة القاسية. وقال علماء «ناسا»: «إنّ الهطول على الأرجح يتّخذ شكل الصقيع. فسطح المريخ يكون عادة أبرد من الهواء، خصوصاً في الليالي الباردة الصافية، مما يجعل الهواء الملامس للسطح يبرد وتتجمَّد الرطوبة عليه». وقد رصدت مركبة «فايكينغ 2» هذا الصقيع على السطح في بعض الصباحات خلال سبعينات القرن الماضي.

وتُواصل مركبة «كيوريوسيتي» تتبُّع الطقس المريخي منذ وصولها إلى فوهة غيل عام 2012، وهي تقع في نصف الكرة الجنوبي قرب خطّ الاستواء. وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، سجَّلت المركبة درجة حرارة عظمى بلغت 25 درجة فهرنهايت، بينما هبطت الصغرى إلى 96 درجة تحت الصفر.


أصغر تمثال في التاريخ... فنان بريطاني يصنع عملاً بحجم خلية دم

الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
TT

أصغر تمثال في التاريخ... فنان بريطاني يصنع عملاً بحجم خلية دم

الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)

قال فنان متخصّص في الأعمال الميكروسكوبية إنه حطَّم رقمه القياسي العالمي السابق بعد ابتكار أصغر تمثال مصنوع يدوياً في التاريخ.

ووفق «بي سي سي»، أوضح ديفيد أ. ليندون، من مدينة بورنموث في مقاطعة دورست البريطانية، أنّ عمله الأخير الذي أطلق عليه «الوجه الأصفر المبتسم» هو «غير مرئي للعين البشرية»، إذ لا تتجاوز أبعاده 11.037 ميكرون طولاً و12.330 ميكرون عرضاً.

وأشار ليندون إلى أنّ عمله الفنّي «يعيش» فوق طابع بريد من الدرجة الأولى، على نقطة دقيقة جداً موضوعة فوق صورة عين الملكة الراحلة.

ونجح العمل في تحطيم الرقم القياسي السابق للفنان نفسه لأصغر تمثال مصنوع يدوياً، وهو «قطعة الليغو».

ويُعرَف ليندون، الحاصل على 12 رقماً في «موسوعة غينيس»، بأعماله الفنّية شديدة الصغر، من بينها 3 نسخ ميكروسكوبية من لوحات فان غوخ الشهيرة، نفَّذها داخل آلية ساعة، وبيعت مقابل 90 ألف جنيه إسترليني. أما «قطعة الليغو الحمراء» فبلغت أبعادها 0.02517 ملم طولاً و0.02184 ملم عرضاً.

في مساحة بحجم ذرّة يصنع الفنان عالماً كاملاً (ديفيد أ. ليندون)

وقال الفنان: «قطعة الوجه الأصفر المبتسم تُعادل نصف حجم (قطعة الليغو الحمراء)، التي كانت بدورها أصغر بـ4 مرات من الرقم القياسي السابق». وأوضح أنّ حجم العمل الجديد يُعادل حجم خلية دم بشرية، أو جراثيم العفن، أو البكتيريا، أو بودرة التلك، أو قطرة ضباب.

ومن أعماله الأخرى مجسَّمات مجهرية لحيوانات دقيقة يصنعها داخل ثقب الإبرة، بدءاً من الحوت الأزرق وصولاً إلى فراشة الطاووس الرقيقة. وأضاف مازحاً: «ربما أكون قد فقدتُ عقلي تماماً».

ويجري تثبيت الطابع الذي يحمل «الوجه الأصفر المبتسم» على برج زجاجي داخل صندوق زجاجي مُحكَم الإغلاق. وأعرب ليندون عن امتنانه للدكتورة سارة إليوت وجاك روز من جامعة بورنموث على قياس العمل الجديد، واعتماده على هيئة رقم قياسي عالمي.